إحدى أهم الوزارات المصرية التي لم تطلها يد التغيير الايجابي بعد الثورة هي وزارة الخارجية المصرية صاحبة التمويل الهائل والسفارات الفاخرة ومرتبات الدبلوماسيين المهولة وامتيازاتهم غير المبررة في الجمارك والسفر وشركة الطيران المصرية وغيرها. لقد منيت الوزارة وموظفيها بهزيمة ساحقة أمام الأدوات التي تمتلكها الخارجية الإسرائيلية في موقعة مقتل الجنود المصريين وموقعة اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة. أنها ثاني هزيمة لهم في اقل من شهر. فلقد تابعت حادث قتل الشهداء المصريين على الحدود كما تابعت محاولات اقتحام السفارة الإسرائيلية وأنا هنا في امريكا وتابعت ردود الافعال في الادارة والاعلام الامريكي بل وعلى الصعيد الشعبي الامريكي – والنتيجة 2 صفر لإسرائيل. لقد اصبحنا نحن المعتدين. ولم اندهش كثيرا لهزيمة الخارجية المصرية التي عشش فيها الفساد والمحسوبية. فالفرق بين الخارجية الإسرائيلية النشيطة التي تعمل فورا ويسهر افرادها الليل لخدمة بلدهم وافراد السفارات المصرية في اوروبا وهنا في امريكا من الباشاوات واولاد الباشاوات واولاد اولاد الباشاوات المتخمين من وجبات حفلات الاستقبال والخمور والجميلات. الخارجية المصرية لم تحرك اصبعا بعد مقتل الجنود المصريين. ولم ترتب لاي حشد ضد اسرائيل سواء قانونيا او دبلوماسيا. ان الدبلوماسيين المصريين ينظرون الى جنود الامن المركزي بل الى الضباط كأنهم رعاع وهم اولاد الدبلوماسيين واولاد الباشاوات الذين يجيدون اللغات الاجنبية واللحن بالعربية. انهم يتأففون من إستعادة حقوق هذه الحفنة الفقيرة المعدمة من المصريين. فلم يكن مستعربا ان يكون اسلوب الدبلوماسيين “كلب وراح” ولا حول ولا قوة الا بالله مع مقتل شهداء الحدود. ان ادوات الدبلوماسية المصرية غير مفعلة نتيجة التكريس الطبقي الذي تم في السنوات الماضية داخل الخارجية المصرية. ونتيجة الوساطة والمحسوبية والرشوة، مما ادى الى عدم كفاءة الكثير من الدبلوماسيين وانكبابهم على تحقيق مكاسب مالية شخصية لهم ولاولادهم. كما ان الكثير منهم لا ينتمي فعليا الى مصر بل الى الدول التي يقيمون بها. وكثير من اولادهم يحصلون على جنسية البلاد التي يقيمون فيها ولا يجيدون العربية . ولدي شهادة ادانة من رئيس الجامعة الامريكية في القاهرة ديفيد أرنولد قالها في ندوة له في نيويورك عام 2007 عن الدبلوماسيين المصريين. حيث أقر ارنولد أن كثير من خريجي الجامعة الأمريكية في القاهرة يعملون في السلك الدبلوماسي المصري وإنهم “لا يجيدون العربية” رغم كونهم مصريين يمثلون مصر في الخارج. فقال ما نصه في الشهادة التي رصدتها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك المستقلة :”لدينا خط مباشر بين قسم العلوم السياسية لدينا وإلى داخل السلك الدبلوماسي لمصر. انه لأمر مذهل فعندما أسافر أرى عدد المسئولين ذوي المناصب الرفيعة في السفارات المصرية والقنصليات حول العالم بمن فيهم السفير (المصري سابقا) هنا في واشنطن (نبيل فهمي) ممن تخرجوا من الجامعة الأمريكية في القاهرة. وأكبر تحدي يواجههم هو لغتهم العربية التي هي ليست على ما يرام بالضبط. حتى إن بعضهم أضطر لأخذ دورات علاجية للغة العربية من أجل أن يجتازوا اختبارات دخول السلك الدبلوماسي. هناك وجود كبير من خريجي الجامعة الأمريكية في السلك الدبلوماسي المصري”. وفي امريكا لاحظت ان الدبلوماسيين يحضرون الحفلات والاستقبالات الممتعة وكان كل ما يجب عليهم ان يفعلوه هو ان يظهروا للعالم الخارجي ان المصريين غير متطرفين. ان اتصال الرئيس الأمريكي باراك اوباما للدفاع على السفارة الاسرائيلية وعدم تحرك البيت الابيض ولو لنصف شبر عند مقتل مصريين خير دليل على الفشل الدبلوماسي المصري الحالي وان الخارجية المصرية لم تواكب ثورة الشعب. فالكل مرتاح في كرسيه وليس عليه ان يقدم اسبابا او تبريرا. انا اطالب بعزل سفراء مصر ومساعديهم في اوروبا وامريكا وامريكا اللاتينية فورا نتيجة فشلهم في تصعيد قضية مقتل المصريين على الحدود على المستوى الدولي. قطار الثورة يجب ان يتوقف في الخارجية المصرية الان لا الداخلية. في السفارات لا في اقسام الشرطة وفي كبار الدبلوماسيين لا الضباط. وان لم يحدث فترقبوا المزيد من الفشل الدولي والادانة لمصر المعادية للغرب المعتدية المجرمة المتوحشة التي لا تراعي قانونا ولا اتفاقا وآكلة لحوم الإسرائيلين ذووي القلوب الرحيمة المتحضرين. رئيس تحرير وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك في واشنطن