- التعاون المصرى الروسى يهز الدروع الإسرائيلية ولم يكن لمصر خيار سوى هدم الأنفاق مع غزة قال موقع "فيترانس توداي" الأمريكي اليوم، إن الاختبار الحقيقي للحرب الباردة سيظهر عندما نرى جميع البلدان تسمح بتشكيل علاقات جيدة بين الشرق والغرب، وهذا يعني أن الأعمال ستجري بطريقة عادية دون مساعدة الزوارق الحربية أو الصواريخ أو أسلحة الدمار الشامل. وأضاف الموقع أن الولاياتالمتحدة جمدت دعمها للجيش المصري لاعتقادها أن البلاد تتجه نحو ديكتاتورية عسكرية، حينها استغل الروس ذلك وقاموا بزيارة سريعة، بمبدأ "على المرء الاتصال قبل أن يقوم بأي عمل تجاري". وذكر الموقع أن التعاون المصري الروسي يهز دروع الإسرائيليين الذين تعاونوا مع حكومة "حسني مبارك" لتشديد الحصار على غزة، ولكن الآن يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن التكفيريون في سيناء وبعض العناصر في غزة يشنون هجمات إرهابية على قوات الشرطة والجيش المصري، ولذلك لم يكن لدى السلطات المصرية أي خيار سوى هدم جميع أنفاق التهريب. وأشار الموقع إلى أن روسيا لا تتعامل مع تهديد السلاح، وكذلك الصين، وإذا استطاعت البلدان الأخرى التعامل معهم، ربما يقولون للولايات المتحدة أنه لا تعامل معهم إلا إذا غادر جيشهم البلاد. وأوضح أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيارة ونشاط دبلوماسي ثنائي بين روسيا ومصر، حيث إن كل شيء بدأ مع زيارة وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" وكذلك وزير السياحة "هشام زعزوع" لموسكو، وتطورت العلاقات حتى أن وفد شعبي مصر زار روسيا في وقت قصير. وفي 11 نوفمبر، وصل الطراد الصاروخي الروسي إلى ميناء الأسكندرية، وكان أول سفينة حربية روسية ترسو على الشواطئ المصرية منذ فترة طويلة، وبعد ضعة أيام من هذا الحدث شهدن القاهرة تفاوض وزيري الدفاع والخارجية الروسيين مع السلطات المصرية. وذكر الموقع الأمريكي أن ما يحدث بين مصر وروسيا ليس من قبيل الصدفة، حيث إن الليبراليين واليساريين الذين أتوا إلى السلطة بعد الإطاحة بنظام الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي" أعادوا تصميم السياسة الخارجية المصرية. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة هي الحليف الرئيسي والجيوسياسي لمصر، منذ عهد الرئيس الأسبق "أنو السادات"، فبعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، وفرت واشنطن 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية سنوية، بجانب دعم الاقتصاد بمبلغ 815 مليون دولار، ولكن تم تخفيض المبلغ في السنوات الأخيرة. ولهذه المجاملة تطالب واشنطن مصر بمتابعة المصالح المتغيرة في الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة المصالح تتعارض مع مصر وشعبها. -انهيار الإتحاد السوفيتى لم يكن خبرا سارا لمصر حينها وأوضح الموقع أن "حسني مبارك" حين انتخب في عام 1981، بدأ في إعادة بناء العلاقات مع الاتحاد السوفيتي، وبحلول عام 1990 استعاد العلاقات الثنائية وبدأ البلدين العمل بشكل فعال في عدد من المجلات، وانهار السوفيت، وجاء الخبر بشكل غير سار للقاهرة، من هنا أصبحت مصر والولاياتالمتحدة وجها لوجه بشكل مباشر. بينما كان الرئيس الروسي الأسبق " بوريس يلتسين" في السلطة، لم تكن مصر ذات أهمية كبرى لروسيا، على الرغم من حقيقة أن العلاقات الثنائية تتحسن ببطئ، وجلب القرن الجديد رياح التغير، فتحسنت العلاقات التجارية بين البلدين، وأخذت العلاقات بين البلدين منعطفا نحو الأفضل. بدأ "حسني مبارك" بزيارة موسكو، وعاد الرؤساء الروس بزيارات إلى القاهرة، كما زار "فلاديمير بوتين" مصر في عام 2005، وبعد أربع سنوات ذهب خليفته "ديمتري ميدفيديف" إلى شواطئ النيل. وقد وقعت الدولتان وثيقة إعلان الشراكة الاستراتيجية الثنائية. -عشية الثورة المصرية كانت العلاقات طبيعية عدا "العسكرى منها" وألمح "فيترانس توداي" إلى أنه عشية الثورة المصرية فى عام 2011 كانت حالة العلاقات بين مصر وروسيا طبيعية مع إغفال التعاون العسكري فقط، ولكن في المجال العسكري احتلت الولاياتالمتحدة هذه المكانة لفترة طويلة مع كل السمات المضمنة والواضحة، فلا عجب أن الناس في ميدان التحرير كانوا يرددون الهتافات "حسني مبارك جاسوس أمريكي". وبالعودة إلى عام 1955، وتطوير التعاون العسكري بين مصر والاتحاد السوفيتي الذي احدث التغير وساعد مصر في نيل استقلالها ودفعها خطوة إلى الأمام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وهزيمة إسرائيل في عام 1973. -مصر أصبحت قادرة على إعادة التوازن لسياستها الخارجية ولا عودة للوراء ويرى الموقع الأمريكي أن الذكريات القديمة للجيل الأكبر سنا في مصر أحد أسباب تحول مصر تجاه روسيا بعد الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي"، ولكن ليس هذا السبب الرئيسي بالتأكيد، حيث إن موسكو وبدعم من البرازيل والهند والصين باتت قادرة على التدخل في سوريا ومنع العدوان العسكري على دمشق. واختتم الموقع بقول: التقارب المصري الروسي أظهر لواشنطن أنها غير قادرة على اتخاذ قرار بنفسها، وتجاهل باقي العالم بعد الآن، كما أن مصر أصبحت قادرة على إعادة توازن سياستها الخارجية مع الجميع، لا عودة إلى الوراء، ففي العقود الأخيرة خضعت روسيا والعالم لتغيرات كبيرة.