نشرت صحيفة " طهران تايمز" الإيرانية مقالا لها اليوم عن أسباب محتملة وراء عرقلة فرنسا للمفاوضات بجنيف منذ أسبوعين. و قالت الصحيفة الإيرانية أن المجموعة السداسية من الدول الغربية في محادثات إيران بجنيف أنفقت الكثير سياسيا و اقتصاديا وماديا على المحادثات، و كل منهم يعتبر المفاوضات فرصة لتحقيق مصالحه السياسية و الاقتصادية في الشرق الأوسط. و أشارت الصحيفة إلى فشل المفاوضات بجنيف يومي 7 و 9 نوفمبر بسبب تقويض فرنسا للمفاوضات، واعتبرت موقف فرنسا استرضاءا لإسرائيل ،لكن بمقارنة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية و العلاقات الإسرائيلية الفرنسية فإن العلاقات الإسرائيلية الفرنسية غير مستقرة و في اضطراب منذ حرب الأيام الستة عام 1967. و أوضحت الصحيفة أنه من وجهة النظر الاقتصادية، فإن فرنسا هي المورد الحادي عشر لإسرائيل للسلع، و تساءلت الصحيفة ما إذا كانت الناحية الاقتصادية هي ما جعلت فرنسا تدعم الموقف الإسرائيلي من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني أم أن هناك نواح أخرى. وتابعت الصحيفة الإيرانية أنه على مدى العقد الماضى، استفاد الاقتصاد الفرنسي من قطر التي يعتبر عدد سكانها عشر سكان باريس لكن إجمالى دخلها القومي أكبر من فرنسا كاملة ب70% حيث أطلقت قطر خطة لاستثمار مليارات الدولارات في مناطق آمنة، ستشمل الاستثمارات أعمالا فى أوروبا، تشمل مشاريع بنية تحتية، و صناعات فاخرة و عقارات، ووسائل إعلام،و صناعات بترو كيماوية، و مؤسسات مالية. و أشارت الصحيفة إلى أن المصدر الرئيسي لثروة قطر يأتي من أكبر حقل للغاز في العالم ، الذى تتشارك فيه قطر و إيران، حيث كانا فى منافسة شرسة على إنتاج الغاز على مدى العشر سنوات الماضية، لكنها لم تكن بهذه الشراسة بالنسبة لقطر بسبب العقوبات الاقتصادية على إيران فى السنوات القليلة الماضية. و أوضحت الصحيفة أن العلاقات القطرية الفرنسية أصبحت أقوى، حيث أعلنت الدوحة مؤخرا أنها تجري دراسات جدوى حول استثمار 13 مليار دولار في فرنسا.حيث أتاحت فرنسالقطر الفرصة للخروج من ظلال جاراتها السعودية و إيران و من اعتمادها على واشنطن. و اختتمت "طهران تايمز" مقالها أنه دور فرنسا بالنسبة لمشاريع النفط بقطر سهل العلاقات الاقتصادية و العسكرية و السياسية بين البلدين.