الحاكم العسكري للنيل الأزرق يعلن عودة الحياة لطبيعتها في الدمازين بعد عودة إمدادات المياه والكهرباء * السودان يعلن للصحفيين استعداده دمج مقاتلي الحركة الشعبية في الشمال داخل الجيش إذا استسلموا عواصم- وكالات: قال يحيى محمد خير الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق إن قوات الحكومة السودانية وجماعات متحالفة مع جنوب السودان ما زالت تتقاتل على امتداد الحدود المشتركة بين الجانبين لكن الحياة عادت إلى حالتها الطبيعية في بعض المناطق الحدودية. وكانت قد وقعت معارك بين الحركة الشعبية لتحرير السودان-فرع الشمال وجنوب السودان قبل إبرام معاهدة السلام عام 2005 التي أدت إلى انفصال الجنوب في يوليو. وللحركة أنصار في شمال السودان ولا سيما في المناطق الحدودية. وقال الحاكم العسكري للولاية أمس إن الحياة عادت إلى طبيعتها في الدمازين عاصمة الولاية بعد عودة إمدادات المياه والكهرباء وإن المتاجر بدأت تعيد فتح أبوابها. واستدرك بقوله إن القتال استمر إلى الجنوب من الدمازين حيث يقاتل الجيش جماعات متحالفة مع الحركة الشعبية. وقال للصحفيين خلال جولة في المدينة “القتال مستمر على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب ولكن في الغرب والشمال والشرق (من ولاية النيل الأزرق) فإن الوضع هادئ جدا.” وكان الجنود منتشرين في كل أنحاء المدنية. وأضاف خير إن “الدمازين آمنة ومستقرة تماما.” وردا على سؤال حول متى ينهي الجيش عملياته العسكرية قال: “نود إنهاء العمليات العسكرية اليوم ونحن نقوم الآن بتطهير المناطق التي ما زال مقاتلو الجبهة الشعبية موجودين فيها.” وألقى خير اللوم على أجار وجنوب السودان في نشوب القتال لكنه قال إن الحكومة مستعدة لدمج مقاتلي الحركة الشعبية في الجيش كما هو متفق عليه في المحادثات الثنائية التي جرت في الآونة الأخيرة في أثيوبيا إذا استسلموا. وقال خير “نحن لا نريد هذه الحرب. نحن نريد السلام. والوضع يحتاج إلى حل سياسي ينبع من داخل السودان.” وردا على سؤال هل يمكن الحوار مع الحركة الشعبية-فرع الشمال كما حدث من قبل قال خير “إذا عادت الحركة الشعبية إلى مائدة التفاوض فلماذا لا نتحادث معهم.” وكان ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان- فرع الشمال قال يوم الأحد إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان حظر الحركة الشعبية لتحرير السودان كحزب سياسي واعتقل كثيرا من زعماء الحركة المدنيين. وأضاف أن السلطات أغلقت مكتبه في الخرطوم واعتقلت خمسة أعضاء في دارفور ومسؤولين كبارا آخرين في مناطق أخرى. وقال عرمان إن الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو تدمير الحركة الشعبية في الشمال حيث ترى السلطات أنها تشكل خطرا. ويقول محللون إن حكومة السودان في الخرطوم تحاول ضرب المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل أن يصبحوا خطرا سياسيا وعسكريا داهما. ويهدد القتال بجر جنوب السودان إلى حرب بالوكالة. وفي الغضون، وجهت حوإلى أربعين منظمة إنسانية غير حكومية، بينها أوكسفام وعمل لمكافحة الجوع، نداء اليوم الثلاثاء “حضت” فيه “الجهات المانحة على عدم إضاعة فرصة تحسين حياة” سكان جنوب السودان، الدولة الوليدة والفقيرة جدا. وجنوب السودان هو إحدى الدول “الأكثر فقرا في العالم يعيش نصف سكانه دون عتبة الفقر، وبعد عقود من الحرب الوحشية يبني ذاته من لا شيء“، كما قالت 38 منظمة في بيان. وأضافت أنه “من الحيوي أن تضع الجهات المانحة أولوياتها لمواجهة الفقر منذ البداية“. واعتبرت المديرة الدورية لمنظمة أوكسفام لهذا البلد ماري كودلا “أن الحرب والمعركة من أجل الاستقلال انتهتا، لكن المعركة من أجل السلام والأمن للجميع والمعركة ضد الفقر المدقع في جنوب السودان قد بدأت“.