اعتبرت صحيفة "حرييات" أن تركيا تحاول بعد الفخ الذي وقعت فيه في سوريا محو المرحلة السابقة وإعادة التموضع إلى ما قبل المرحلة السورية، ومن تعبيرات ذلك، التقارب التركي- الإيراني وزيارة داود أوغلو إلى بغداد، التي تمّت أيضا بضغط من واشنطن. وقالت صحيفة "ميلييات" إنّ هنالك مسارين تركييّن في العراق، ففيما تعمل حكومة تركيا على إصلاح ذات البين مع الحكومة المركزية في بغداد، دخلت في حملة تقارب جديدة مع إقليم كردستان شمالي العراق، وهذا يعني أن تركيا قررت تطوير العلاقات مع كل القوى السياسية في العراق. لكن زيارة رئيس حكومة كردستان "نشروان البرزاني" إلى أنقرة حملت إلى تركيا مشروعاً لاستيراد تركيا النفط والغاز الطبيعي مباشرة من كردستان، عبر خط أنابيب نفطي ينتهي في نهاية هذا العام، وآخر للغاز الطبيعي ينتهي في العام 2016. ونوّهت الصحيفة بأخذ تركيا هذا الإقتراح بجدية، الذي يمكن أن يفتح من جديد باباً للتوتر مع حكومة بغداد، لكن مدّ تركيا الجسور مع الطرفين يمكن أن يكون مساعداً على تحقيق الفكرة. بدورها أضاءت صحيفة "حرييات" على زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى ديار بكر فوضعتها في اطار التعبير عن السعي لإقامة تحالف بين الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب العدالة والتنمية. وأضافت، أن تركيا تحاول بعد الفخّ الذي وقعت فيه في سوريا الآن محوّ المرحلة السابقة وإعادة التموّضع إلى ما قبل المرحلة السورية. ومن تعبيرات ذلك، التقارب التركي- الإيراني وزيارة داود أوغلو إلى بغداد، التي تمّت أيضا بضغط ونصيحة من واشنطن المنزعجة من التقارب التركي مع أربيل على حساب العلاقة مع بغداد. واستدركت الصحيفة بالقول "لكن زيارة البرزاني هي الأكثر إثارة للإنتباه، وتعتبر انتصاراً لأردوغان على حساب تحالف حزب العمال الكردستاني وحزب السلام والديموقراطية الكردي في تركيا الداعمين لحزب الإتحاد الديموقراطي في سوريا. وأتى لقاء أردوغان والبرزاني في ديار بكر ليعمّق الإنقسام بين خطّ هذه الأحزاب وخطّ مسعود البرزاني المنزعج من مآل الوضع في المنطقة الكردية بسوريا". وحاولت صحيفة "طرف" الغوص في ما يريد رجب طيب أردوغان من لقائه مع مسعود البرزاني في ديار بكر، معتبرة أنه يركّز على ثلاثة أمور: أن يقول للعالم عشية الإنتخابات البلدية في الربيع المقبل أن الكرد في تركيا هم مع حزب العدالة والتنمية، وليسوا مع حزب العمال الكردستاني. واستباق أي انفجار عسكري بين تركيا والكرد، والقول إن زعيم الكرد في المنطقة هو البرزاني وليس أوجالان، والأخير أن أردوغان لا يريد أن يغضب البرزاني بعد انفتاح أنقرة على بغداد، فدعاه إلى زيارة ديار بكر على قاعدة: لن نستبعد بغداد ولن نتخلى عن البرزاني.