ونحن على أبواب إحياء ذكرى محمد محمود يدورشريط تلك الاحداث أمام عينى ويستحضر عقلى تفاصيله ولكن قبل سرد تلك الذكريات والأحداث أود أبين هواجسى التى تدور بعقلى فى إحياء تلك الذكرى القادمة ولأذكر الذين عاصروا لحظات محمد محمود الأولى لأحذر من أن هناك من يتحفز لهذا اليوم وينتظره ليس إنتقاما من الشرطة وحسب ولكن إنتقاما من الشعب ككل ففوتوا الفرصة عليهم وإعلموا أيها الثوار الشرفاء أنكم من دفعتم الثمن من أرواحكم فى هذا اليوم وإذا كان المتربصون بكم اليوم ويأججون مشاعركم هم من تخلوا عنكم وذهبوا بعيدا ينشرون الإشاعات ويقلبون المجلس العسكرى عليكم وهم هناك معه يعقدون الصفقات معهم وإعلموا أنهم من كانوا يحاولون نشر شرازمهم بينكم ليفرغوا الميدان إعلموا أن هؤلاء المتربصين هم من أضاعوا حقوقكم ليس إلا خوفا من أن يأتى اليوم الذى سيحاسبون فيه جراء ما سيرتكبون وقد جاء يوم حسابهم فإحذروا يومكم هذا وضعوا وطنكم صوب أعينكم لألا تضيعون فيه ويضيع الوطن معكم فحافظوا عليه ولا تجعلوا أنفسكم ذريعة للفوضى والضياع إنها مليونية نادى بها اليمين المتطرف بإقامتها للضغط على المجلس العسكرى والذى أصبح محاصرا من كل جانب فداخليا الثوار يضغطون عليه نتيجة التصرفات الحمقاء التى إرتكبها أثناء إدارته للبلاد فى تلك الفترة وخارجيا حيث أمريكا تضغط عليه للإسراع بتسليم السلطة وهى تدرك أن اليمين المتطرف هو من سيفوز بكل شيئ نتيجة إتفاقيات حيكت بليل حالك السواد كان علينا نحن فى تلك المليونية أن يكون لنا تواجد فيها وكانت مغامرة غير محسوبة وخاصة وأننا سنكون بين من تخلوا عن مبادئ الثورة وإتجهوا إلى النظر لأنفسهم من أجل الإستحواز على الحكم متهكمين على المجازر التى دارت رحاها بين الثوار بداية من مسرح البالون مرورا بماسبيروا بل وكانوا يتهكمون على مليونيات الثوار بحجة الإستقرار للإستعداد للإنتخابات التشريعية فى تلك المليونيه كان هناك بعض الخيام لمعتصمين من مصابى الثورة وأهالى الشهداء وقد عانوا من الضغوط التى كانت تطالبهم بفض إعتصامهم تارة بالترهيب وتارة بتدخل الشرطة بالقوة لإنهاء إعتصامهم بالرغم أنهم لم يسببوا أى مشاكل أو قطع للميدان فى ذلك الوقت كان حضور اليمين المتطرف كبيرا نتيجة الحشد من جميع محافظات مصر ولكن كان لنا رغبة فى التواجد بداخل الميونية وكذلك لرسم جرافيتى مناهض أنذاك للمجلس العسكرى وأيضا لليمين المتطرف كنا مجموعه متوسطة مع إنضمامنا لحركة مينا دنيال ولكن بعيدا عن البطش بنا فى وسط تلك الحشود قمنا بمسيرة متحدين الخوف وصارت مسيرتنا مابين التحرير وماسبيروا ومجلس الوزراء وزادت قليلا اثناء تلك مسيرتنا وبعد أنتهاء تلك المليونية المشبوهه وإفرغ الميدان كان الإستعداد لرسم الجرافيتى والذى تم بالفعل فى أنحاء التحرير وفى الساعة الثانية صباحا إنتهينا من الرسم فكانت لسعة البرد فى تلك الساعة من الليل جعلنا نشعل نارا للتدفئة من مخلفات أخشاب الملونية المتطرفة وكنا فى تلك الوقت مجتمعين مع أعضاء حركة مينا دانيال والذين ناشدناهم بالذهاب الى بيوتهم لوجود فتيات معهم وخاصة أننا نعلم أن بعد كل مليونية لليمن المتطرف يتم الهجوم على الميدان من قبل الداخلية والشرطة العسكرية فمنهم من غادر الميدان ومنهم من مكث بالميدان وصار اليوم يسير فى هدوء حذر حتى تركنا الميدان ونحن نحذر الباقون بان يأخذوا حذرهم لألا يكون هناك هجوم بعد أن نمضى للراحة بعيدا عن الميدان وما توقعناه أنه سيحصل فى الصباح الباكر قمنا من النوم فى فزع على خبر الهجوم على الميدان ظهرا وحرق خيم المعتصمين الذين لم يسببوا أى مشاكل فى ذلك الوقت ولكنها مليونية اليمين المتطرف وما يتم بعدها كان ثوار التحرير مازالوا مشحنون نتيجة الإدارة الفاشلة للمجلس العسكرى للبلاد ونتيجة عدم وجود بوادر لمحاكمات أحداث ثورة يناير الذى سريعا ما تم حشد الميدان والتوجه لإسقاط وزارة الداخلية نتيجة الحنق على الداخلية ونتيجة دعوات مشبوهه تلقفها الشباب الثورى دون وعى وهنا بدأت أحداث محمد محمود كر وفر ودموع ودماء كنت أرى المصابين وأرى الذين فاضت روحهم ولكن من أين إن الشارع عبارة عن كتلة سحابة متواصلة من الغاز المسيل للدموع وكانت الأحجار تنهمر من الطرفين الطرف الثورى والطرف الشرطى ومع قنابل الغاز تزداد الإختناقات ومع الضباب المسيطر على الشوارع الؤدية لوزارة الداخلية لا تسمع سوى سرينة الإسعاف وكذلك أصوات راكبى الدراجات البخارية يزداد الصراع بعض الشيئ ليحل مع الطوب زجاجات المولوتوف لا أعرف كيف ومتى ومن أتى بها كانت هناك قلوبا لا ترى ولا تعرف ما تفعله ولكن تعرف شيئا واحد وهو الإنتقام من هذا الجندى البسيط الذى لا يعرف شيئ إلا إطاعه الأوامر مكرها عليها فقد كان منظرهم يدمى القلوب وهناك من لا قلب له يريد أن يقتص منهم دون ذنب إقترفوه طواعية لا أنكر أن ممارسات الداخلية وفسادها قد وصلت لذروتها مع الشعب ككل وكانت تلك الممارسات هى شرارة ثورة يناير فماذا بعد أيها الثوار ألم تتعلموا الدرس بعد هل هناك فيكم من ينادى بحرق وتدمير ألا يكفيكم ما دفعتموه من أرواحكم جراء دعوات مشبوهه للقصاص مرة أخرى بأنفسكم فإحذروا أن تسيل فى ذلك اليوم الدماءعلى أرصفة محمد محمود مرة أخرى وتعلموا من الدروس فاليوم إذا كان يومكم فليكن يوم تأبين لشهداء هذا اليوم ولتكن الشموع هى سلاحكم فإذا كنتم تريدون الحرية ففوتوا الفرصة على أعداء الحرية شاهد على الأحداث