قالت صحيفة "حرييت" التركية بالأمس، إن الشاب "هاكان تونج" المنتمي لحزب العمال الكردستاني والمشتبه فيه بتنفيذ عمليات ارهابية ، دخل في جدال مع قاضي المحكمة الجنائية في بلدة "أرضوم" شرق تركيا في 5 نوفمبر، وقد رفض أن يوكل دفاعا شخصيا له، ولكنه طالب باستمرار الحوار مع زعيم الحزب "عبد الله أوجلان"، حسبما ذكرت وكالة الأناضول. وأضافت الصحيفة أنه في نفس اليوم، وبعد زيارة لرئيس الحزب في السجن بجزيرة ايميرالي جنوباسطنبول، قالت شقيقة رئيس حزب العمال الكردستاني "فاطمة أوجلان"، إنه على الرغم من استمرار المحادثات، إلا أن الحكومة التركية لم تتحدث لأخيها منذ فترة طويلة. وأشارت إلى أنه في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء التركي "بشير أتالاي" والذي ينسق الجهود للتوصل إلى حل سياسي للمشكلة الكردية:"إن المحادثات لم تنقطع، وإن الحكومة لا تزال تواصل عملها على الخطوات المستقبلية"، وفي البيان نفسه، أضاف أن الحكومة لم تبن جدارا لفصل بلدة نصبين الحدودية التركية عن بلدة قامشلو السورية، ولكنها تقوم بتعزيز الأسوار من أجل الأمن الحدودي. وذكرت الصحيفة التركية أنه لشيء مهم لأن عمدة محافظة نصيبين "عائشة كوكان" التي تضمنتها قائمة حزب السلام والديمقراطية الذي يتمتع بنفس القاعدة الشعبية لحزب العمال الكردستاني مستمرة في إضرابها عن الطعام منذ 30 أكتوبر احتجاجا على بناء الجدار، مؤكدة أن المواطنين الأتراك والسوريين من الأصول الكردية يعيشون في كل من نصيبين وقامشلو لذلك فهذا الجدار يعد خطوة أخرى لفصل الأكراد عن بعضهم البعض. شهدت تركيا مسبقا حركات إضراب عن الطعام، آخرها انتهى منذ عام مضى في 18نوفمبر عام 2012، وذلك بعد قيام رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بإرسال رئيس استخباراته "هاكان فيدان" إلى "أوجلان" ليبدأ معه عملية الحوار، ومع ذلك فكل عمليات الإضراب كانت إما من أجل تحسين ظروف السجن أو من اجل مطالب ديمقراطية معينة في المشهد السياسي، وليس ضد قضية سياسة أمنية و أجنبية كهذه. ورأت الصحيفة أن الحرب الأهلية السورية تؤثر سلبا على الحوار الكردي في تركيا، ليس فقط فيما يتعلق بأمن الحدود، فحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا يمكن اعتباره الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، يدعي أن تنظيم القاعدة التابع لجبهة النصرة أو الدولة الإسلامية في الشام والعراق يقاتلون للسيطرة على البلدات الحدودية ويتلقون الدعم من داخل تركيا والسلطات التركية تغض الطرف عن هذا، ومع ذلك فإن صلتهم المزعومة بالجماعات المتطرفة تضاف إلى قائمة المشاكل فيما يتعلق بمواصلة الحوار بين الحكومة والحزب الكردي، بل مشكلة أيضا بين تركيا وحليفتها الرئيسية الولاياتالمتحدة. ولفتت إلى أن قلق "هاكان تهماز" عضو في الجمعيات السلمية في تركيا وهي مبادرة مدنية معظمها مفعلة بشأن القضية الكردية، قلق بشأن التوتر الذي بدأت وتيرته تتصاعد مجددا كعلامات استفهام تتراكم حول مستقبل عملية السلام. وقد صرح للصحيفة:" لا نريد أن نصل لدرجة نحاول فيها منع حزب العمال الكردستاني من بدء عملياته المسلحة مجددا، نحن نريد أن نرى برلمانا يصل لتوافق وطني بشأن القضية الكردية كما فعل في حل مشكلة الحجاب، لكن على الحكومة اتخاذ الخطوة الأولى من أجل ذلك"، مشيرا إلى أنه خائف من إمكانية بدء موجة جديدة من الاضطراب عن الطعام أو عمليات العصيان المدني احتجاجا على الحكومة، مما يعرض عملية السلام برمتها إلى الخطر.