الثغرة والمقاومة الشعبية، تعني آخر هجوم للعدو في حرب 73، وتجلي صمود المقاومة الشعبية في مدن القناة، وعلى رأسها «السويس»، على صوت المدافع، وأنغام السمسمية. في مثل هذا اليوم، منذ 40 عامًا، شهدت «بيوت السويس» ملحمة، استطاع خلالها شعب المحافظة التصدى لقوات العدو الإسرائيلية، والتي تسللت عبر ثغرة الدفرسوار، لتظل ذكرى جديدة في سلسلة النضال الشعبي المصري على مدار تاريخه. قال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: إن ذكرى المقاومة الشعبية في السويس هي امتداد للمقاومة في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والمقاومة الشعبية لمحافظة الإسماعيلية في 25 يناير 1952، والحركات الابتدائية للمقاومة الشعبية. وأضاف سلامة: مصر تملك شريط مقاومة يصد الهجوم القادم على العاصمة، ويشكل حزام آمان لها، فعيد السويس هو أحد أبرز الاحتفالات بالمقاومة الشعبية، ودورها في صد العدوان الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر. كما أكد أن السويس رمز للمقاومة الشعبية في الوطن العربي، فلقد نشأت المقاومة المصرية قبل وجود أي مقاومة في الوطن العربي، وتأثرت بها حركة النضال العربي في لبنان وفلسطين. كذلك شدد على ضرورة تهنئة شعب السويس، والجيش الثالث الميداني، اللذان كانا ظهيرين آمان لبعضهما في حرب أكتوبر، مطالبًا الدولة أن تولي اهتماماتها إلى محافظات القنال، وتصد عنها الأخطار، سواء من الداخل والخارج. ومن جهته، قال المؤرخ عاصم الدسوقي، إنه على مدار التاريخ المصري كان للمقاومة الشعبية دورًا هامًا وبارزًا، فكانت المقاومة الشعبية تتصدى لكل من يحاول أن يسطو على مصر. وأوضح أن المقاومة الشعبية لدى المصريين منذ القدم، فكانت منذ غزو الهكسوس لمصر في عصر الدولة الحديثة والإسكندر، وكانت في أغلب الأحيان لا تنتهي بالنجاح لعدم تكافؤ القوة. وأضاف: واجهت الحملة الفرنسية على مصر مقاومة شعبية شديدة، وحتى الاحتلال البريطاني ومقاومة أحمد عرابى، ثم ثورة 1919، وبعدها العدوان الثلاثي، والذي شهد مقاومة شعبية قوية، بتشجيع من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذي قال في خطابة الشهير «سنقاتل سنقاتل سنقاتل»، وأدت المقاومة دورها التاريخي في صد العدوان، حتى تراجعت قوات العدو. وعن دورها في 1967، قال: كان للمقاومة الشعبية في الإسماعيلية دور كبير، ولم يحدث أي توغل من قوات العدو الإسرائيلي، وفي حرب 1973 كان للمقاومة الشعبية في المحافظة الباسلة دور كبير في التصدي لدخول قوات العدو الإسرائيلي، كما أنها ساندت الجيش.