تحدثت العديد من الصحف الفرنسية خلال الأيام الأخيرة حول زيارة الكاتب المصري علاء الأسواني إلى معهد العالم العربي بباريس في 16 أكتوبر الجاري وقطع أنصار الإخوان المسلمين بقطع المؤتمر الذي يحضره وأجبروه على الخروج من المعهد بسبب مساندته للحكومة المصرية الحالية، حيث أشارت صحيفة "لو موند" إلى أن الخلافات التي تقع على ضفتي نهر النيل انتقلت إلى نهر السين في فرنسا عبر قيام موالين للإخوان بطرد الأديب المصري علاء الأسواني من معهد العالم العربي. في الواقع هذا الحدث له وجهة أخرى يجب التطرق إليها وهي علاقة المعهد العربي في باريس بالحكومة القطرية التي أصبحت مهيمنة على الجالية العربية هناك وكذلك أكبر الدول العربية المستثمرة في فرنسا عبر شراء ضواحي كاملة في فرنسا وأندية كبرى أمثال "باريس سانت جيرمان"، والملاحظ خلال السنوات الأخيرة يجد تقارب شديد بين المعهد العربي بباريس وقطر خاصة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وذكر موقع المعهد العربي بتاريخ 7 ديسمبر 2007 أن الأمير الشيخ مشعل بن جاسم الثاني رئيس المجلس الوطني للثقافة في قطر، وكذلك السفير القطري السابق في فرنسا محمد الكواري التقى برؤساء المعهد العربي كما افتتحوا عرضًا ثقافيًّا قطريًّا استمر حتى 7 يناير 2008، مع العلم أن اللقاء جاء بعد إعلان رئيس المعهد عن الأزمات المالية التي يعاني منها المعهد. والمطلع للموضوعات التي ينشرها الموقع المذكور يجد أن الحضور القطري يهيمن في جميع النقاشات المخصصة عنها، فضلًا عن العديد من الزيارات التي تقوم بها إدارة المعهد العربي إلى قطر وحضورهم للمؤتمرات المعقودة في الدوحة، فبعد توليه رئاسة المعهد في مستهل فبراير قام دومينيك بوديه بالسفر إلى قطر في بعثة خاصة إليها. من جانب آخر، كشفت صحيفة "مترو نيوز فرانس" في مقال لها بتاريخ 12 يونية 2013 عن أن قطر ستفتح خلال الأشهر القليلة المقبلة معهدًا ثقافيًّا لها قريب من المعهد العربي، حيث أوضحت أن قطر تفاوضت مع الحكومة الفرنسية؛ لافتتاح منزل ثقافي لها يحمل اسم "منزل افيروس" "ابن رشد باللغة العربية" يقع بالقرب من معهد العالم العربي. وبينت الصحيفة أن قطر تحاول أن تهيمن على الجانب الثقافي العربي في باريس، فقد نقلت عن السفير القطري أن بلاده تتفاوض من أجل فتح "منزل قطر الثقافي" في القريب العاجل، هذا المشروع يضم فندقًا خاصًّا على بعد خطوتين من معهد العالم العربي. وفي مقال لها بتاريخ 20 ديسمبر 2010 أوضحت صحيفة "لو فيجارو" في مقال لها تحت عنوان "الهجوم الثقافي القطري" أن إمارة قطر التي لديها طموحات سياسية واسعة جعلت من فرنسا شريكها الاستثنائي المميز. وبينت الصحيفة بأنه مساء هذا اليوم عقدت السفارة القطرية احتفالاً ثقافياً ضمت 66 شخصيات ثقافية فرنسية كان بينها رئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديه، كما تم تكريمهم بجوائز وشيك مالي بقيمة 10 آلاف يورو لكل واحد. وبينت "لو فيجارو" أن قطر لم تعقد احتفالًا مثيلًا في أي مكان آخر، بل أنها تحاول فرض ثقافتها على المجتمع الفرنسي وخاصة الجاليات العربية والإسلامية.