مقدمة لابد منها ممكن تنطها للمقطع التاني لو إنت ملم بالتعريف: الأندرجراوند كلمة زي ماهو باين مشتقه من الفرعونية و هي بتوصف كل حاجة لا تنتمي للتيار السائد، و كان في محاولة بائسة لترجمتها ل "العالم السفلي"، بس أنا بحس كلمة العالم السفلي دي بتوصف كائنات بتاكل السحالي و بتلبس طحالب فخلينا نسميها بإسمها. فمثلا لو عمرو دياب هو التيار السائد، ممكن نعتبر (على سبيل المثال و إن كانوا بدأوا يخرجوا من عباءة الأندرجراوند خلاص) مسار إجباري مثلا من فرق الأندرجراوند. و كلمة الأندرجراوند كلمة مش مقتصرة بس على الموسيقي، هي تشمل تقريبا كل شئ، سينما و مزيكا و ثقافة و أدب و قهاوي و مجتمعات و ثقافة. و الأخيرة دي حكاية لوحدها، حتكلم عليها تحت. لفترة مش قليلة كانت الناس بتعتبر الأندرجراوند هو بوابة للوصول للتيار السائد، فنلاقي مثلا الراحل طلعت زين بيحارب عشرات السنين علشان يوصل للجمهور الأكبر، و كان وقتها مركزية الوسائط بتحد جدا من إنك توصل للجمهور إلا عن طريق الإذاعة و التليفزيون الخاصين بالدولة. مؤخرا و في آخر خمس سنين الموضوع أخد منحنى مختلف فبقى الإنتماء للأندرجراوند في حد ذاته غايه، و بقى الفنانين المنتمين للتيار ده بيتصنفوا كفنانين طليعيين (حتى و إن كان إنتماء بعضهم للطليعة كان عشان عرضوا على مسرح الطليعة مره) و إنتشار الإنترنت ساهم بشكل كبير إن المجتمع ده يكبر بعيد عن عيون الرقابة و يتحرر من قيود المجتمع أكتر، فبدل ما كنا بننقل فيلم رجال لا تعرف المستحيل و هو أول فيلم لشيكو و أحمد مجدي و هشام ماجد (المشهورين بشهير و سمير و بهير) من الهارد ديسك في التسعينيات إلى عرض الأفلام على أي حته عالإنترنت و ظهرت برامج و مسلسلات بتتعرض بس على الإنترنت. و بدأت تروج جدا فكرة الثقافة الشعبية الخاصة بالأندرجراوند، و أنا شايف بطل الموضوع ده هو بلا منازع أحمد التباع، و أحمد التباع هو بطل مكالمة خارجة على الإنترنت مع واحده إسمها هبه (يُعتقد إنها واحد و بيشتغل أحمد على إنه واحده) و المكالمة دي إتحولت لمنجم من المقولات المأثورة، أشهرها كلمة آحبيبة قلبي، اللي إتحولت بعد كده لإفيه بيقولوه كل الناس، آحبيبي آمرسي، آحبيبي آعدلي، إلخ، و بقى الناس بتستخدم الإفيه من غير ما تعرف مصدره حتى، و وصل الموضوع إن في مسلسل إستخدم جمل منقولة بالنص للمكالمة كنوع من الكوميديا، و دي كانت أول مره أشوف ثقافة الأندرجراوند هي اللي بتأثر على التيار السائد مش العكس. طبعا في حاجات كتيرة تانية من الثقافة الشعبية، زي مكالمات قديمة بتاعة ممثلة مشهورة أول حرف من إسمها معالي و ممثل مشهور أول حرف من إسمه فاروق مع واحد يعتقد إن أول حرف من إسمه هشام، و المكالمة دي كانت موجوده و تتناقل على "الهاردات" في التسعينيات، لكن ظهرت بقوة مؤخرا. في برضه مكالمة عم سامحي الشهيرة بإشتغالة الزلط و في الحاجات الأقدم شوية زي مكالمة "ده صوت" و مكالمة بت يا سالي. الأكيد إن إحنا في مرحلة فاصلة دلوقتي، بيتنقل السائد من الوسيط المعتاد و هو التليفزيون و السينما و الراديو إلخ، للإنترنت و حفلات و عروض الشوارع حيث مفيش سيطرة و مفيش حد يقدر يفرض نفسه على الساحة إلا بإنه يتميز فعلا من بين ملايين بيطلعوا حاجات كل يوم، و أكيد جيل زي جيلنا بينشأ على مقولات مأثورة من أبله فاهيتا و كل جملة بيحولها لجملة ممكن تصدر عن أحمد التباع مش حيفضل كتير بيتلقى التيار السائد من التليفزيون رغم إن هذا ما وجدنا عليه آبائنا و أجدادنا، و المعركة القادمة هي الحرب بين الوسيط اللي يخضع لسيطرة و رقابة ضد الوسيط الحر تماما، و الكفه في تخيلي حتكون مع الوسيط الحر ما لم يتطور الوسيط التاني عشان يعرف يجاريه.