سلطت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية الضوء على الحملة العسكرية المصرية لمكافحة الإرهاب في سيناء ومدى فعاليتها في السيطرة على التطرُف المتنامي في شبه جزيرة سيناء، وتأثير هذا التطرّف على المناطق المجاورة والعالم ككل. وفيما يتعلق بعلاقة الجماعات المتطرفة في سيناء ببعض الحوادث الإرهابية التي تقع في القاهرة، أوضحت الصحيفة أن شمال سيناء تعد مرتعًا لعدد كبير من الجماعات الجهادية المتطرفة وبعض الحركات التابعة لتنظيم القاعدة التي تقوم يوميًا بعمليات هجومية ضد أفراد من الجنود والشرطة، وأن نشاطها امتد للقاهرة أيضًا، وظهر هذا جليًا خلال المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم في الخامس من سبتمبر الماضي من خلال تفجير سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 21 آخرين، هذا إلى جانب استهداف تلك الجماعات للطرق التجارية الحيوية كقناة السويس. ولفتت الصحيفة إلى أن العمليات الإرهابية زادت حدتها في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، الأمر الذي دفع السلطات المصرية لشن حملة واسعة للقضاء على الإرهاب في سيناء. وأشارت الصحيفة إلى التداعيات السلبية لتلك الحملة على الأهالي في سيناء، والمتمثلة في الأضرار التي لحقت بمنازل بعض الأهالي الذين لا ذنب لهم فيما يقع من عمليات إرهابية، الأمر الذي يمكن أن ينفّر الأهالي من تلك الحملة ويجعلهم غير متعاونين مع الجيش بشكل يمكن أن يسهّل من عمليات المتطرفين الإرهابية، وهذا أمر يُنذر باستمرار العنف والإرهاب في سيناء وامتداده للمناطق المجاورة. وحول الأسباب التي جعلت من شمال سيناء مرتعًا للمتطرفيين، قالت الصحيفة إن هذا الأمر نِتاج الأحداث السياسية المضطربة في مصر وإهمال الدولة للأوضاع في سيناء منذ ثورة 25 يناير 2011 وحدوث فراغ أمني في جميع أنحاء شبه جزيرة سيناء، خاصًة وأن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979 قد فرضت قيودًا على الانتشار العسكري المصري في سيناء، بشكل سمح للجماعات المتشددة بتنفيذ عملياتها الإرهابية بحرية. وأضافت الصحيفة أن البنية التحتية المتدنية لشبه جزيرة سيناء ونُدرة فرص العمل فيها من الأسباب التي جعلت من شبه جزيرة سيناء بيئة خصبة للتطرُف، كما أن المحادثات مع السلطات المصرية دائمًا ما تكون غير مُجدية إزاء الوضع في سيناء، نتيجة التعامل مع سيناء على أنها مجتمع صغير منعزل عن باقي أنحاء المنطقة. وحول نظرة الولاياتالمتحدة وإسرائيل للوضع في سيناء، قالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تخشى من تأثير الإرهاب في سيناء وخطورته على الأمن القومي والعالمي على حدٍ سواء، الأمر الذي جعلها تستمر في تقديم برامج مكافحة الإرهاب لسيناء رغم وقفها للمساعدات العسكرية في مصر، وتابعت قائلة إن الحكومة الإسرائيلية تراقب عن كثب الوضع الأمني في سيناء، لا سيّما وأنه يؤثر على حدودها.