"أعلنت الأكاديمية السويدية للعلوم، الخميس، فوز الكندية أليس مونرو (83) بجائزة نوبل للآداب لعام 2013″… هكذا نقلت الصحافة المصرية والعربية، خبر الجائزة، وسرعان ما انطلق متابعي الخبر، والمهتمين بالآدب والثقافة للبحث عن تلك الكاتبة، وعن منجزها الأدبي الذي استحقت عليه، جائزة من أرفع الجوائز العالمية وأشهرها على الإطلاق. هكذا كان الحال، لكن اللافت للنظر، أنه في ظل مبادرة الكثير من الشباب المثقفين، بترجمة أعمال "مونرو"، انصرف الكثيرون من الكتاب والمثقفين المصريين الكبار، لاستدراج هذا الفوز، إلى منطقة مهجورة، لإحياء معارك قديمة، عن بقاء نوع أدبي على حساب نوع أدبي آخر، حيث ارتفعت شعارات "انتهى زمن الرواية.. هذا زمن القصة القصيرة"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وبذلك يصبح أصحاب تلك الشعارات، بمنأى عن كثير من المفاهيم النقدية الجديدة، عن تجاور الأنواع الأدبية، وربما يعكس ذلك الواقع الثقافي المصري بشكل عام، حيث يعتقد كل فريق أو تيار، سواء كان أدبيًا أو سياسيًا أو دينيًا، أن وجوده مرهون بعدم وجود الأخرين، وذلك على العكس من الواقع الذي يستوعب التيارات المختلفة، تمامًا مثلما يستوعب القرّاء وجود الرواية بجانب الشعر والقصة وإلى أخره من الأنواع، داخل مكتباتهم الخاصة، كما يستوعب الواقع التيارات السياسية المختلفة من اليمين إلى اليسار، وكذلك تستوعب الأوطان أديان مواطنيها المختلفة. ربما أطلق الناقد جابر عصفور، في وقت سابق مقولة "زمن الرواية" في مقابل "زمن الشعر"، وثار المشهد الثقافي المصري إيذاء تلك المقولة حينها، ولكن بمرور الأيام، تفجرت طاقات وأشكال إبداعية شعرية جديدة، وبعدما انقرضت جوائز الشعر، عادت إلى المشهد الثقافي الكثير من الجوائز والمسابقات، ولمعت الكثير من الأسماء، وتصدرت قوائم المبيعات في بورصات النشر والتوزيع، بخاصة بعد اندلاع الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير 2011. هكذا يكشف إعلان جائزة نوبل للآداب هذا العام، عن تغلل ثقافة "الإقصاء والتهميش"، في شرائح وفئات عديدة من المجتمع المصري، حتى طالت المثقفين أنفسهم، وهم المنوط بهم، تفعيل الحراك الاجتماعي الذي يقوم على التعددية وثقافة تقبل الآخر. أخبار مصر- البديل