رأت صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية اليوم، أن اختطاف رئيس الوزراء الليبي "علي زيدان" أمس على يد إحدى الجماعات المسلّحة ما هو إلا نذير بهشاشة الانتقال الديمقراطي لليبيا. كما لفتت الصحيفة إلى أن إطلاق سراح "زيدان" بعد 6 ساعات من اختطافه دون أى إضرار يكشف عن وجود "لعبة سياسية" فشلت في القضاء على الشعور بأن ليبيا قد اتجهت إلى منعطف آخر بعد عامين من الإطاحة بمُعمّر القذافي. كما أعربت الدكتورة "فاطمة حمروش" – وزيرة الصحة الليبية – عن مخاوفها إزاء ذلك الحادث، قائلة إنه يمثل إشارة واضحة على دخول ليبيا نحو منعطف فوضوي خطير. وأشارت الصحيفة الأيرلندية إلى شعور الليبين بالغضب والسخط الشديدين بسبب ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، مقدرين في الوقت ذاته الجهود التي تقوم بها الحكومة الليبية المؤقتة لاستعادة الأمن والاستقرار للبلاد وسط تدهوّر الأمن وتفشي الفوضى. وذكرت الصحيفة أن الجماعة المسلحة التي قامت باختطاف رئيس الوزراء الليبي كانت قد كتبت على الصفحة الخاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن هذا الاختطاف رد فعل منها عقب ما أعلنته وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" حول تعاون الحكومة الليبية مع الولاياتالمتحدة في القبض على أبي أنس الليبي – أحد أعضاء تنظيم القاعدة المشتبه في تورّطه في هجوم 1998، ثم تم مسح هذه الكتابات بعد إطلاق سراح "زيدان" وقام المتحدث باسم الجماعة المسلحة بنفي تورّط الجماعة في هذه الحادث. وأوضحت الصحيفة أن "زيدان" كان حريصًا كل الحرص عقب إطلاق سراحه على إخفاء أسماء من قاموا باختطافه، داعيًا الجميع إلى التزام الهدوء ومطالبًا الجماعات المسلحة كافة بنزع سلاحها والانضمام للجيش الليبي. كما كشفت الصحيفة عن توتّر العلاقات بين"زيدان" والجماعات المسلحة منذ فترة طويلة حتى قبل القبض على أبي أنس الليبي في الغارة الأمريكية السبت الماضي، تلك الغارة التي لم تُغضب الجماعات المتطرفة وحسب، وإنما أغضبت أيضًا قطاعا كبيرا من الشعب الليبي يرى أن القبض على "الليبي" أمر مخالف للسيادة الوطنية.