خصص الموقع الإسرائيلي "اسرائيل انفو" تحليلاً اليوم، حول السياسة الخارجية التركية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع حليفها القديم "إسرائيل". وأشار الموقع إلى أن العديد من المحللين يراهنون على أن عام 2013 يمثل ضربة قوية أيضاً في العلاقات الخارجية التركية في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة للأعاصير السياسية التي تهز المنطقة. وأوضح "إسرائيل انفو" أنه منذ ستة أعوام قدم الحزب الإسلامي الحاكم في تركيا "العدالة والتنمية" برئاسة رجب طيب أردوغان برنامجاً قائما على قيادة المنطقة، يعتمد في محاوره أولاً على سياسة "اللا- عدو" في المنطقة مع برنامج هيمنة سياسية واقتصادية تعيد تركيا مرة أخرى إلى الحقبة العثمانية المهيمنة. وأضاف الموقع أن تطبيق هذا البرنامج بدأ بالفعل في بداية الربيع العربي، حينما حاولت تركيا التدخل كوسيط بين قوى الصراع ثم وقوفها ضد الرئيس مبارك والرئيس السوري بشار الأسد أكثر المعارضين للدور التوسعي لتركيا، كما أن الفرصة أتتها على طبق من ذهب عندما وصل الإسلاميون إلى الحكم في البلدان العربية واتخذوها كنموذج لهم يحتذوا به، كما حدث في مصر من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وبذلك أصبحت تركيا الدولة السنية القائدة في المنطقة. وتابع: لكن في وقت قياسي، سقطت الحكومة التركية في خلافات شديدة مع كل دول المنطقة، فالعامين الأخيرين هما الأسوأ في السياسة التركية، فالحماس التركي تآكل بعد عام فقط من الربيع العربي، كما أن رغبتها في قيادة المنطقة تلاشت، خاصة مع تورط تركيا في حمامات الدم التي تشهدها المنطقة. وبيّن الموقع أن الدليل على الفشل التركي الخارجي جلياً في الملف السوري، فعلى الرغم من العدوانية الشديدة التي يضمرها رجب طيب اردوغان للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه لم يتمكن من إسقاطه، بل أن القتال أصبح يؤثر بالسلب على الأراضي التركية حيث تلقي الجيش التركي لضربات على الحدود، بالإضافة إلى الصحوة الكردية والعجز المطلق من أنقرة في التعامل مع ذلك، وكذلك الأراضي التركية أصبحت ملجأ لنصف مليون سوري. واستطرد "إسرائيل انفو"، "مثل العديد من القادة الإسرائيليين، فإن الحكومة التركية تفاجئت بالانتكاسة التركية في المنطقة، خاصة مع التراجع الأمريكي عن التدخل العسكري في سوريا". ولفت الموقع إلى أن الوضع في مصر أيضاً أصبح غير مشجع للمصالح التركية، خاصة مع إصرار إردوغان على الدفاع عن حلفائه القدامى، بل والدعوة إلى أن ما يحدث في مصر "انقلاب عسكري"، موضحا أن العلاقات المتوترة بين تركيا وإسرائيل تأتي كمحاولة من إردوغان لكسب الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ينتظرها، حيث إنه يركز على هذا الجانب حتى يزيد من شعبيته داخل تركيا وخارجها. ويشير الموقع "على الرغم من هذه الخلافات بين الطرفين، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتغير، يضاف إلى ذلك ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين إلى 600 آلف سنويا في تركيا، وربما يكون ذلك السبب في استرجاع العلاقات الاستراتيجية مرة أخرى بين اسرائيل وتركيا". وأردف أن الاكتشافات الأخيرة للغاز الطبيعي الإسرائيلي ربما ترجع العلاقات بين البلدين، خاصة أن تركيا هي أكبر المستوردين للغاز الطبيعي في المنطقة بالأخص من روسيا وإيران، مؤكداً أن هناك مناقشات مكثفة بين أنقرة واسرائيل على ذلك. واختتم الموقع "العلاقات القديمة بين إسرائيل وتركيا لن تنقطع لمجرد تلك التصريحات المعادية التي يطلقها أردوغان، ولكن مما لا شك فيه أن اردوغان سيجد الحجة أمام شعبة لاستعادة هذه العلاقات عن طريق استيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي حتى لا تظل تركيا تحت رحمة روسيا وإيران، ولكن هذه الحجة لن تخرج للنور إلا بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة".