كشفت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية اليوم، في مقال للكاتب "مايكل تانر" النقاب عن أسباب الهجوم على برنامج "أوباماكير"- تلك التسمية التي تم إطلاقها على إصلاح النظام الصحي الذي أقرّه أوباما في 2020 – قائلة إن هذا النظام بالرغم من كونه يبدو ظاهريًا أنه يعمل على تحقيق العدالة والإنصاف لكونه يرفع شعار "الرعاية الصحية للجميع" إلا أنه في الحقيقة عكس ذلك. وأوضحت الصحيفة أن هذا البرنامج منح عِلية القوم كأعضاء الكونجرس الأمريكي وأصحاب الأسهم والشركات وبعض الجماعات والنقابات بعض الامتيازات والاستثناءات على حساب المواطن الأمريكي العادي، خاصًة، أن أعضاء الكونجرس أصبحوا يشاركون في البرامج الصحية للاتحادات الفيدرالية كأي عضو فيدرالي؛ ومن ثمّ أصبحت الحكومة الفيدرالية بمثابة رب العمل لأعضاء الكونجرس، الأمر الذى جعلها تدفع ما يقرُب من 75 % من تكلفة التأمين الصحي الخاصة بأعضاء الكونجرس، أي أنها تدفع من 5 آلاف إلى 10 آلاف دولار سنويًا وفقًا لحجم كل أسرة. ورغم من ذلك فإن التعديلات التى تم إدخالها على برنامج "أوباما كير" برعاية السيناتور تشارلز جراسلى وتم تمريرها في 2010، سوف تُجبر أعضاء الكونجرس على التخلي عن الامتيازات التي يتمتعون بهم من خلال تأمينهم الصحي في نظام "أوباما كير" بغرض العمل على إحداث تكافؤ بين كافة الشعب الأمريكي بمُختلف فئاته وطبقاته وأن يدفعوا مثلهم مثل أي مواطن أمريكي عادي. وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهوريين في مجلس النوّاب قد أدرجوا تعديلات على مشروع قانون لتمويل الحكومة، من شأنها أن تُجرّد أعضاء الكونجرس من الدعم الصحي الذين يتمتعون به في ظل نظام "أوباما كير" ولكن مجلش الشيوخ يرفض النظر فيه. وأضافت الصحيفة أن هذا لا يعني أن المُستهدف من هذه التعديلات أعضاء الكونجرس وحسب ولكن كل من يتمتع بصلاحيات تأتي على حساب المواطنين البًسطاء، فعلى سبيل المثال حينما صدرهذا القانون في 2010، تم منح نحو 780 شركة و451 نقابة إعفاءات واستثناءات من أنظمة التأمين الصحي، في حين حصلت الشركات على 63 % من تلك الامتيازات، وتضرّر نحو 88 % من العاملين جرّاء ذلك. وفي ظل العمل بنظام "أوباما كير" الصحي فإنه في حالة ما إذا توقّف صاحب العمل عن تقديم التأمين الصحي للعامل فإن العامل يمكن أن يضطر إلى دفع غرامة أو ضرائب نتيجة عدم قيامه بشراء التأمين الصحي، الأمر الذى سييُمثل ضربة قاسمة بالنسبة لعدد كبير من العاملين. وخلصُت الصحيفة إلى أن كل ذلك أدى إلى نشوب معركة وخلافات حول هذا القانون، وخاصًة بعدما قوبِل قرارالجمهوريين بالمُطالبة بإلغائه أو تأجيله وإرجائه لمدة سنة بالرفض من قِبل مجلس الشيوخ، الأمر الذى يوضّح لنا جليّا أن الشعار الحقيقى الخفى لهذا النظام ليس " الرعاية الصحية للجميع" وإنما "أوباما كير لك وليس لي"!