* حرق محال وسيارات وهجوم على الضباط بدأ في توتنهام وانتشر في أنحاء لندن وانتقل إلى بيرمنجهام * اعتقال المئات أغلبهم من الشباب والمراهقين.. وتويتر والفيسبوك وبلاك بيري أدوات الحشد والتنسيق * رئيس الوزراء وعمدة لندن وعدد من مسئولي بريطانيا يقطعون عطلاتهم لبحث الأزمة كتبت- نفيسة الصباغ: تصاعد الغضب الشعبي في مختلف أنحاء العاصمة البريطانية لندن لليلة الثالثة على التوالي بعدما بدأ في توتنهام إثر مقتل شاب على يد ضابط شرطة في تبادل لإطلاق النار. وتصاعد القلق والتوتر بعد وصول الغضب وأعمال الشغب إلى مدينة بيرمنجهام، فيما أعلن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني قطع إجازته والعودة لمتابعة الأوضاع. وذكرت صحيفة “تليجراف أن الاضطرابات دخلت يومها الثالث، وصلت إلى حد العصيان المدني، لمستويات لم يسبق لها مثيل. فالعنف الذي بدأ في توتنهام بشمال لندن يوم السبت الماضي انتشر جنوبا وشرقا نحو بريكستون، ادمونتون ، انفيلد، وغيرها من المناطق يوم الاحد. وخلال الليلة الماضية انتشرت الفوضى التي يشارك فيها مئات من الشباب الملثمين إلى هاكني وكلابتون وإيستهام وغيرها، وتم إشعال النيران في العديد من الممتلكات والمحال التجارية في مناطق متفرقة. وأعلن ديفيد كاميرون أنه سيقطع عطلته مع عائلته ويعود من إيطاليا للتعامل مع الأزمة. بينما اضطر بوريس جونسون، عمدة لندن إلى التراجع عن تصريحات محرجة نقلها عنه نائبة حين وصف أن قيامه (العمدة) بقطع عطلته والعودة ستكون بمثابة “مكافأة لمثيري الشغب”. ومن جانبها رفضت تيريزا ماي، وزيرة الداخلية، التي قطعت عطلتها أيضا، الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت شوارع بريطانيا أصبحت “ملكا للخارجين عن القانون“. وشهدت برمنجهام مواجهات عنيفة، تم تنظيمها باستخدام الهاتف المحمول والرسائل النصية، وهي أول مدينة خارج لندن تعاني المتاعب وتم تحطيم واجهات متاجر وسط المدينة. وبدأت أول موجة من الاشتباكات نهار اليوم، لتعيد أسوأ مشاهد الأمس وأمس الأول، واشتبك شبان مع رجال مكافحة الشغب في شارع ماري في هاكني شرق لندن، وقذفوا الشرطة بالحجارة والمولوتوف. وقال أحد ضباط الشرطة إن السواطير استخدمت نهب في محاولة لمهاجمة الضباط. وتم رشق الشرطة بألعاب نارية وقنابل المولوتوف وتحطيم سيارات دورية وإشعال النار في سيارات أخرى بخلاف مبان ومتاجر. ورغم مضاعفة أعداد شرطة مكافحة الشغب إلى أربعة أضعافها في الأوقات العادية، إلا أن الضباط بدوا عاجزين إلى حد كبير حيث فاقتهم كثيرا أعداد المهاجمين والغاضبين. وقال عدد من أفراد الشرطة إنهم يواجهون عددا كبيرا من مثيري الشغب والحوادث المتزامنة التي يتم تنسيقها باستخدام مواقع الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك للتخطيط للأحداث. وقال ضباط شرطة سابقين إن طبيعة أعمال الشغب الحالية لم يسبق لها مثيل. وقالت الشرطة إنها كانت تراقب هذه المواقع وستحاكم الأشخاص الذين استخدموا الإنترنت للتحريض على العنف. خاصة بعدما دعت رسالة إلى قتل أحد ضباط الشرطة. وقال روي رم، وهو رئيس سابق لشرطة سكوتلانديارد، إنه من المحتمل فقدان السيطرة تماما على شوارع لندن، وأضاف “هذا الاحتمال يجب أن يكون محل دراسة من وزير الداخلية الذي سيتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة“. وقال إنه باستخدام الهواتف النقالة والشبكات الاجتماعية “يمكن لهؤلاء الناس الحشد بقوة وبأعداد كبيرة وتغيير اتجاههم بسرعة كبيرة لإفشال تكتيكات الشرطة“. وحتى الليلة الماضية تم اعتقال المئات، غالبيتهم من المراهقين. وكان أصغرهم 11 عاما، ووجهت إليه تهمة السرقة.