وجهت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذيرا قويا إلى حكومة قطر، من خلال أحد مسئوليها السابقين "جيرمي شابيرو" المستشار السابق لمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية. جاء ذلك في مجلة "فورين بولسي" في عددها الأخير، وكان موفد التحذير إنها رغم وجود قاعدة أمريكية هي الأكبر على أرضها، تعمل ضد مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة، بدعمها لحركة الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وسوريا. وقال كاتب المقال في المجلة، إن قطر ليست عدوة للولايات المتحدة، وليست صديقة في الوقت نفسه، ولكنها تستخدم ثروتها المالية الهائلة لعرقلة بعض المشاريع السياسية الأمريكية خاصة في ليبيا وسوريا والعراق، بدعمها للمتطرفين الإسلاميين على حد وصفه. وأضاف أن القيادة القطرية الجديدة المتمثلة في الأمير "تميم بن حمد آل ثاني"، كان من الممكن أن تغير هذه السياسة القطرية، ولكنه خيب الآمال عندما قرر المضي قدما في تبني سياسات والده نفسها، وأكد أن الشيخ "تميم" كان مهندس سياسة بلاده في دعم الجماعات الإسلامية في قطر وسوريا في العامين الماضيين. واقترح الكاتب عدة خطوات يجب أن تأخذها الإدارة الأمريكية لردع القيادة القطرية، من بينها وقف تدخلها في الأزمة السورية من خلال الضغط على تركيا لمنع وصول شحنات الأسلحة المرسلة إلى الجماعات الإسلامية عبر أراضيها، فحتى في حال سقوط نظام الرئيس "بشار الأسد"، فإن تدخل قطر في سوريا قد يؤدي إلى اشتعال حرب أهلية ثانية بين الإسلاميين والعلمانيين، ثم بين العرب والأكراد مما قد يؤدي إلى تفتيت سوريا في نهاية المطاف. كما يمكن أن تقلص الإدارة الأمريكية نفوذ قطر ودورها في سوريا، من خلال تشجيع السعودية التي تؤيد المعتدلين، بأن تستخدم نفوذها المالي بشكل أكبر للإحلال محل الدور التمويلي القطري في دعم المعارضة السورية. وأيضا يمكن أن تستغل الولاياتالمتحدة الصراع السعودي القطري القديم، من خلال تشجيع السعوديين على استضافة القطريين المنشقين عن النظام القطري، والمعارضين له، والذين يرفضون شرعية النظام الحالي، ويشككون فيها خاصة من أفراد الأسرة الحاكمة وتوفير منبر لهم للتعبير عن مواقفهم هذه من خلال قناة "العربية"، كرد على استضافة "الجزيرة" لمعارضين سعوديين.