كشفت صحيفة "لا تريبون" الفرنسية اليوم، عن أن تركيا التي تشكل عضوا رئيسيا ضمن حلف الناتو فضلت شراء أسلحة دفاع جوي من الصين بدل من حلفاءها داخل الناتو. وأوضحت الصحيفة أنه رغم كون تركيا عضوا في حلف الناتو إلا أنها اختارت منح الصين عقد بقيمة 4 مليارات دولار لشراء سلاح لتدعيم دفاعها الجوي، مشيرة إلى أن هذه الصفقة ضربة قوية لحلفاء تركيا من أمريكا وفرنسا داخل الناتو. وتابعت الصحيفة بالقول إن هذا العمل خلف دهشة كبيرة لحلفاء تركيا داخل الناتو والذي اعتبروه اختيارا غير مفهوم من الحكومة التركية، فقد حصلت الصين على عرض بقيمة 4 مليارات دولار لتزويد تركيا بسلاح دفاع جوي، وذلك خلال مشاورات قام بها نائب الأمين العام للصناعة الدفاعية التركية مع شركة " سي بي ام أي إي سي " الصينية لتوريد الأسلحة. وتابعت "لا تريبون" الفرنسية أن هذه الصفقة تعد أيضا صفعة قوية لشركات السلاح الأمريكية " رايثيون " و" لوكهد مارتين " وكذلك الشركات الفرنسية " ام ب يدي أيه" و" تالاث " حيث بدأت الصين تدخل كمنافس قوي لها حتى في الدول الحليفة لأمريكا وفرنسا. وأشارت الصحيفة إلى أن حلف الناتو ينظر إلى هذا الموقف التركي بكثير من اللوم حيث أنه بدءا من يناير الماضي نشر حلف الناتو صواريخ أرض جو على الحدود التركية الروسية للدفاع عن تركيا من أي قصف محتمل تقوم به سوريا، وهذه البطاريات الحاملة للصواريخ التي نشرها الحلف للدفاع عن تركيا بالإضافة إلى الصواريخ أيضا قدمتها الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا لحليفهم التركي. وتابعت الصحيفة بالقول إن الشركة الفرنسية " تالث " كانت لديها طموحات كثيرة تجاه تركيا، حيث كانت تقيم اتصالات على أعلى مستوى مع مسئولين في الجيش التركي، فضلا عن أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند استقبل مؤخرا نظيره التركي رجب طيب أردوغان واقترح عليه زيارة رسمية. وأشارت "لا تريبون" إلى أنه يبدوا أن الخلافات بين تركيا وحلفاءها داخل الناتو كان أحد الأسباب وراء اتجاه تركيا لاختيار الصين كممول للسلاح لها، فتراجع أمريكا عن ضرب النظام السوري وتجاهل أوباما لتركيا تماما أثناء المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدم أخذه لمشورة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان دفع تركيا لتفضيل الصين بدلا من واشنطن.