قالت وكالة "برس تي في" اليوم، في تصريح جديد للمعارضة التركية بشأن الموقف التركي من الأحداث المصرية والسورية: إن زعيم وحزب الشعب الجمهوري المعارض "كمال كليجدار"، انتقد حكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" لسياستها الخارجية تجاه الأزمة السورية وآخر التطورات في مصر. وقال "كليجدار" أمام حشد ضخم من أنصار حزب الشعب الجمهوري خلال تجمع مناهض للحرب على سوريا في مدينة أضنة بجنوب تركيا، يوم الجمعة الماضية: "لا يوجد مكان لحقد أو غضب في السياسة الخارجية، ويجب أن تكون مبنية على مصالح البلاد". وأضاف: "السياسة الخارجية الخاطئة تتسبب في شرخ خطير في تاريخ البلدان"، مشيرًا إلى أن جيران تركيا لن يعودوا أو يرحبوا بالتعاون مع "أردوغان"، خاصة سوريا ومصر والعراق وإيران، كما انتقد بحدة استدعاء السفير التركي في مصر "حسين عوني بوستالي" في 15 أغسطس، وعودته إلى القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، وتابع: "إن حكومة "أردوغان" فشلت في إدراك أن الرئيس السوري "بشار الأسد" سيظل في السلطة لسنوات قادمة، وقام بتشويه صورة تركيا أمام العالم، مشيرًا إلى أن حزبه اقترح في البداية القضاء على الترسانة الكيميائية السورية كحل للأزمة السورية، ولكن الحزب الحاكم رفض الاقتراح، وذكر أن تركيا كانت صانعة الألعاب في الشرق الأوسط، أما الآن فأصبحت لعبة. أما صحيفة "رادينس فيو ويكلي" الهندية الناطقة بالإنجليزية، أوضحت أسباب الموقف التركي الحاد من الأحداث المصرية، قائلة: إنه منذ الإطاحة بالرئيس المصري "محمد مرسي" في 3 يوليو، هزت السياسة التركية الخارجية منطقة الشرق الأوسط، رغم أن غالبية الدول في المنطقة تدعم تحركات الجيش المصري سواء سرا أو علنا، والبلد الوحيد الذي اتخذ موقفا واضحًا من البداية هي تركيا، وبذلك تعمل على تأجج صدع جديدة في سياسة الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم: "ألعن الانقلاب القذر في مصر، وآمل أن الجماهير العريضة التي أوصلت مرسي إلى السلطة، تدافع عن أصواتها، ويجب علينا أن نحيي موقف الرئيس المصري، ويجب أن لا يبتلع أنصار مرسي هذا الانقلاب"، مضيفة أن انتقاد تركيا العنيف يرجع إلى تأثرها بتجربة الحكم العسكري، فقد تدخل الجيش التركي أربع مرات منذ الحرب العالمية الثانية وأطاح بأربع حكومات منتخبة، قبل عقد من صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، وأيضا للعلاقات الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر والسعي لبناء علاقات إستراتجية قوية مع هذا البلد. وقال الكاتب الصحفي التركي "مصطفى أكيول" عن موقف "أردوغان" من ما يحدث في مصر: "حزب العدالة والتنمية ومؤيديه يستخدمون ما يحدث في مصر للدفاع عن وجهة نظرهم، خصوصًا عن الاحتجاجات التي هزت تركيا في يونيو الماضي، حيث يعتقدون أنها مخطط غربي للانقلاب على "أردوغان" والإطاحة به من الحكم".