سلطت صحيفة "ميلليت" التركية، الضوء على الأسباب الأساسية التي سببت تعثرا لسياسة تركيا في الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة اليوم، أن السياسة الخارجية التركية بمنطقة الشرق الأوسط تعاني منذ فترة من صعوبات في العراق وسوريا ولبنان ومصر، بعد أن كانت هذه السياسة التي تزعمها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مبنية على تفاؤلات وآمال كبيرة وكان مآلها في نهاية المطاف هو الفشل الذريع. وذكرت أنه على الرغم من فشل هذه السياسة لا يمكن تحميل حكومة العدالة والتنمية كل الجوانب السلبية فلا يجب إغفال العوامل الاقتصادية والإقليمية والدولية التي دفعت تركيا لمواجهة هذه المشاكل، فعلى سبيل المثال وصلت علاقات تركيا مع سوريا في بداية الربيع العربي إلى نقطة الشراكة الاستراتيجية ولكنها وصلت إلى مرحلة الحرب بعد الانتفاضة بها. وأوضحت الصحيفة، أن أهم العوامل الرئيسية التي سببت المتاعب في علاقات تركيا الثنائية مع عدد من دول منطقة الشرق الأوسط في مقدمتها العراق وسوريا ومصر ولبنان يمكن إجمالها في اتخاذ حكومة العدالة والتنمية موقفا مبدئيا وسياسة أخلاقية في مواجهة الأحداث في الشرق الأوسط وفي هذا الإطار تقف ضد الأنظمة الديكتاتورية وتنتصر لصالح الديمقراطية ولكن من جانب آخر فإن اتباع سياسة مبنية على القيم لا تتوافق مع المصالح الوطنية مضيفة أن اتباع الحكومة التركية للمواقف المبدئية والسياسة الأخلاقية دفعها إلى مرحلة أصبحت فيها طرفا متحيزا لطرف آخر، فلم تكتف بالوقوف ضد ظلم الرئيس السوري بشار الأسد فقط بل أصبحت تبذل قصارى جهودها للإطاحة بالنظام السوري وتدعم المقاومة السورية وبالتالي أصبحت جزءا من الأزمة السورية. وما قيل عن سوريا يمكن أن يقال عن مصر أيضا حيث لعبت الحكومة التركية دورا مهما في تقديم كافة أنواع الدعم للرئيس المعزول محمد مرسي بعد التقارب الملحوظ مع جماعة الإخوان المسلمين وبدون شك كان للاتجاه الأيديولوجي دوره في هذا التقارب وبدلا من تولي دور الوساطة أو استخدام النفوذ بعد الإطاحة بمرسي وقفت ضد الإدارة المصرية الجديدة في مواجهة العديد من الدول العربية. ولفتت إلى أن الجميع فهموا سياسة الحكومة التركية المتبعة في المنطقة على أنها استراتيجية موالية للمذهب السني حتى أن كل الأطراف أصبحت تتعامل معها على أنها طرف سني في المشاكل التي تواجه المنطقة وخاصة العراق ولبنان. وتهدف الحكومة التركية منذ وصولها إلى السلطة بالبلاد لأن تصبح قوة إقليمية في الشرق الأوسط وقد بدأ الجميع بالفعل يحترم ويقدر السياسة التركية وهو ما أعطى للحكومة المزيد من الثقة في نفسها؛ ما أدى إلى متاعب خطيرة وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بنداء للدبلوماسية التركية بإعادة النظر في استراتيجيتها ومعالجة الأخطاء وإعادة رسم سياساتها الخارجية مع دول المنطقة .