قالت صحيفة "ذي ناشونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية اليوم، إن الشعوب في العالم الغربي لا تزال مندهشة من ما يحدث في العالم العربي، بدون فهم حقيقي للخطاب العام والنقاشات السياسية، فإن الغرب يحكم من خلال الأساطير والصور النمطية السلبية عن الثقافة والسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأضافت الصحيفة أن الشيء نفسه ينطبق في الاتجاه المعاكس، فالعالم العربي يستند إلى أسطورة الولاياتالمتحدة في حل النزاعات السياسية داخل منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت أن هناك اثنين من الأساطير والتصورات الثابتة لدى العالم العربي حول ما تفعله الولاياتالمتحدة في حل مشكلات العالم، والأول هو أن العرب يعتقدون أن واشنطن ذكية بما فيه الكفاية، والأسطورة الثانية تكمن في قوة أمريكا وإمكانيتها فعل أي شيء تقريبا. وأشارت الصحيفة إلى أن كل الأساطير الأمريكية تكمن في التحليلات الحالية لسياسة واشنطن تجاه مصر وسوريا، ففي حالة مصر، فكرة تأييد أمريكا للإخوان المسلمين ترجع إلى إقامة الهلال السني في الشرق الأوسط لمواجهة إيران وحلفائها، والدليل على ذلك اعتراف الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بالرئيس المصري المعزول "محمد مرسي"، واستمرار المساعدات الأمريكية لمصر بعد سيطرة الإخوان على السلطة. وفي الفترة التي سبقت احتجاجات حركة تمرد، دعت سفيرة الولاياتالمتحدة في القاهرة "آن باترسون" إلى تقوية الأحزاب السياسية المعارضة والاستعداد للانتخابات المقبلة، وبعد بضعة أيام زارت مقر جماعة الإخوان المسلمين. ولفتت الصحيفة الإماراتية إلى أنه لم تحتضن الولاياتالمتحدة ما حدث في مصر بعد عزل "مرسي"، وأرسلت وفدا رفيع المستوى للحث على المصالحة والتسوية، أمريكا لديها مصالح مهمة في المنطقة وترى السلام في أيدي مصر، وبذلك فشلت أسطورة الذكاء الأمريكي، حيث أخطأت عقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية في فهم مدى شعور المصريين بالإحباط والاغتراب في ظل حكومة "مرسي"، فلم يكن لديها أدنى فكرة حول ما يجري في مصر. وذكرت الصحيفة أن خرافات ضرب الولاياتالمتحدة لسوريا انتشرت على نطاق واسع، حيث أرادت استخدام القوة، فكثير من مؤيدي المعارضة السورية مقتنعون بأن واشنطن يمكنها إخراج الرئيس السوري "بشار الأسد" من سوريا بالقوة، ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل. ورأت "ذي ناشونال" أن التوقعات بلعب الولاياتالمتحدة بدور حاسم في الصراع السوري لا يستند إلى الواقع، مضيفة: في الواقع، إن الولاياتالمتحدة قوية، ولكن الواقع يفرض القيود على قوتها، وواضعو سياستها أذكياء، ولكنهم يرتكبون الأخطاء.