اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الولاياتالمتحدة تواجه صعوبات فى إدارة تحالفاتها فى الشرق الأوسط، خاصة مع التطورات فى كل من مصر وسوريا. وقال الكاتب البريطانى جيديون راخمان فى مقاله تحت عنوان «صدوع فى تحالفات أمريكا فى الشرق الأوسط»، إن عزل الرئيس السابق محمد مرسى وإزاحة الإخوان عن الحكم فى مصر، ومذبحة الغوطة على أطراف العاصمة السورية دمشق أربكا الحسابات الأمريكية. وقال راخمان إن وتيرة الأحداث فى الشرق الأوسط تسارعت مرة أخرى، فبعد أكثر من عامين على الربيع العربى، تتسارع الوقائع على أرض المنطقة بشكل يصعب على الحكومات الغربية مجاراته. ففى الأسبوع الماضى عقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما اجتماعا طارئا لمناقشة الحملة العنيفة على الإخوان المسلمين فى مصر، ليواجه تحديا أضخم يتمثل فى هجوم كيماوى فى سوريا. ويقول راخمان إن الحدثين يمثلان تحديين واضحين وفوريين للسياسة الأمريكية. فالبيت الأبيض واقع تحت ضغط بخصوص المساعدات العسكرية لمصر، هل يقطعها إرضاء للمحافظين اليمينيين الذين يدعون الدفاع عن الديمقراطية، أم يستمر فى تقديمها حفاظا على المصالح الإستراتيجية الأمريكية، خاصة مع بروز تصور أن واشنطن لا يمكنها الاستغناء عن تحالفها مع القاهرة. فى المقابل، هناك صراع حول ضرب سوريا، فهل تقدم واشنطن على ضرب دمشق وهو ما سيمتد أثره لدول الجوار السورى، أم أنها ستترك نظام بشار الأسد يتجاوز الخطوط الحمر كما يشاء؟. ويقول راخمان إن الرد الأمريكى سيحكمه بصورة جزئية مدى التزام أوباما باستراتيجية سياسته الخارجية، التى تتمثل بتقليص تدخل الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط، مما يسمح له بالتركيز على الإصلاح الداخلى. ويضيف راخمان أن أوباما كان يفضل أن تتحمل الدول الحليفة قدرا أكبر من ضغط الأحداث فى المنطقة. وترك لفرنسا وبريطانيا القيادة فى العمليات العسكرية فى ليبيا، مع وجود مساعدة أمريكية. ويقول راخمان إن هذه الاستراتيجية تتضمن مشكلة كبيرة، مضيفا أن سياسة الولاياتالمتحدة فى المنطقة كانت تستند على علاقات قوية مع خمسة أطراف أساسية: إسرائيل، والسعودية، ومصر، وتركيا ودول الخليج. ويضيف أن الوضع الذى كان قائما فى الشرق الأوسط قد انتهى، وأصبح حلفاء الولاياتالمتحدة التقليديون يضغطون من اتجاهات مغايرة. ونتيجة لذلك ستجد الولاياتالمتحدة أن من الصعب أن تضع توجها واحدا للاضطرابات فى المنطقة. ويقول إن الوضع فى مصر، خلق خلافا كبيرا بين حلفاء الولاياتالمتحدة، بأكثر مما فعلت الحال فى سوريا. فإذا دعمت أمريكا «الثورة المضادة» فى مصر، فإنها ستسعد بعض حلفائها بينما تغضب البعض الآخر. فالسعودية وإسرائيل تؤيدان «الانقلاب العسكرى» فى مصر. وعلى النقيض من ذلك، فتركيا غير راضية عن الوضع الحالى فى مصر. أما سوريا فالوضع لا يثير خلافا جوهريا بين حلفاء واشنطن، إلا أن الولاياتالمتحدة تضع فى حساباتها العلاقات المعقدة مع روسيا.