لم يكن اقتحام كرداسة مجرد حملة أمنية لضبط خارجين على القانون، ولكنها كانت ملحمة أمنية لبتر الإرهاب من جذوره؛ لذا كانت الإعدادت والخطة التنفيذ محكمة جدًّا. و«البديل» يعرض ملحمة «كرداسة»، وكيف تم تطهيرها.. البداية: تمركزت العشرات من سيارات الشرطة والأمن المركزى بمداخل ومخارج منطقة كرداسة قبل بدء عملية الاقتحام، بالتنسيق بين القيادات الأمنية، وشارك في مأمورية تطهير كرداسه ما يقرب من 300 ضابط ومجند شرطة من الأمن العام والبحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة والأمن الوطني والأمن المركزي والعمليات الخاصة ومجموعات قتالية، حيث شاركت المديرية ب 6 مجموعات مباحث و35 مجندًا وأكثر من 10 قيادات أمنية كبيرة، من بينهم اللواء أحمد حلمي مدير مصلحة الأمن العام، واللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة، واللواء نبيل عبد المنعم فراج مساعد مدير أمن الجيزة واللواء محمد الشرقاوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، ونائبه اللواء محمود فاروق، واللواء أشرف عبد الله مساعد الوزير للأمن المركزي، واللواء مصطفي رجائي مدير الأمن المركزي بالجيزة، واللواء مدحت منشاوي مدير العمليات الخاصة بالجيزة، ونفس العدد بمنطقه ناهيا، وشاركت 25 مدرعة و10 سيارات أمن مركزي، وتم تسليح الضباط والأفراد بالأسلحة الحديثه والذخيرة الكافية. الحصار: بدأت سيارات الأمن المركزى ومدرعات الجيش من الطريق الدائري بصفط اللبن ومنطقة أبو رواش فى الوقت الذى وصلت فيه قوات أمنية إلى مدخل كرداسة من ناحية ناهيا وأخرى عند مدخل المريوطية. وضمت السيارات عربات مصفحة مضادة للرصاص، حيث التقت القوات القادمة من طريق مصر- الإسكندرية الصحراوي وأكتوبر والجيزة بمداخل المنطقة، كما تم نصب عدد من الأكمنة؛ لمطاردة الهاربين، وكانت أجهزة الأمن تخطط لعملية اقتحام مدينة كرداسة، والتي شهدت هجومًا على قسم شرطة المدينة بالأسلحة الثقيلة، وتسبب في مقتل ضباط ومجندين في منتصف الشهر الماضي والتمثيل بجثثهم. الاقتحام: شهدت عمليات اقتحام كرداسة بالتنسيق مع قوات الجيش لتنفيذها، وبدأت القوات في تنفيذ العملية بعد أن انتهت من جمع التحريات والبيانات عن المتهمين الذين نفذوا الهجوم على قسم الشرطة، وحددت المباحث أسماءهم، واقتحمت القوات المدينة بعد أن حذرت المواطنين من الخروج؛ حتى لا يعرضوا أنفسهم للخطر، وتم تبادل إطلاق نار بين الطرفين أسفر عن مقتل اللواء نبيل عبد المنعم فراج مساعد مدير أمن الجيزة، ورغم ذلك تمت العملية بنجاح، وتم تطهير كرداسة من العناصر الإرهابية والخطرة. فشل المفاوضات: لم تُقدِم قوات الأمن على اقتحام كرداسة إلا بعد فشل المفاوضات لحقن الدماء.. وفي هذا يقول الراشد فهمي بهجت عضو ائتلاف ضباط الشرطه في تصريحات خاصة ل «البديل» إنه «سبق عملية اقتحام كرداسة قيادم قيادات كبيرة بوزارة الداخلية بلقاء عبود الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية؛ من أجل التوصل إلى حلول لهذه الأزمة والضغط علي المتهمين بتسليم أنفسهم للشرطة بدلاً من اقتحام المدينة وتعريض حياة عدد كبير من أهالي المنطقة للخطر، وأبدى الزمر استجابة لطلب القيادات الأمنية وتعاونًا كبيرًا مع رجال الأمن في هذا الشأن». ولكن هذا لم يحدث. وعن هوية المتهمين في الحادث وعددهم، قال «من بينهم أشخاص ينتمون لجماعات إسلامية ومسجلون خطر وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، وتتراوح أعدادهم ما بين 100 إلى 150 متهماً، وتم تحديد المتهمين هم وأنواع الأسلحة التي استخدموها في الحادث من خلال مقاطع فيديو حصلت عليها الشرطة».