1- ال تاسع و العشرون من يونيو ينقضي ليبدأ اليوم الموعود ال ثلاثون من يونيو الشمسُ تُشرق , الكُل يُشارك ضد الجماعة لإسقاط النِظام و عزل مُرسي . الشارع يزدحم , الأعداد تَتضاعف و الهُتاف يَعلو و الشوارع تَمتلئ , وصوت العم "كمال خليل" يَرتفع خلفى " إرحل " … و أنا و الجميع نُردد "إرحل" . ! 2 - الشمس تَغرب و الأعداد فى تزايد مُستمر و الأصوات أيضًا , السماء تَشتعل وتُضيئ بالشماريخ و الألعاب النارية – نَظرة متبادلة من الترقب بيني وبين صديقي فقد ظل كلانا لطيلة شهر يعمل من أجل هذا اليوم – أتفهم ما يَقصدهُ بنظرتهِ ليّ . هل يُمكن أن نَستدعى الثُعبان مُجددًا و بإرادة شعب ؟!! وهل يُمكن هذا بعد أن شبعت شوارع القاهرة من هتافات كلانا "يسقط حكم العسكر" ؟! نعم إنه غباء الجماعة و سذاجة الموقف و لا خيار أخر غير الموت . ! * أبتسم و أُطمئنهُ بأن هذا الهاجس قد إنتهى و ولى أمرهٌ ولن يَعود فالمؤسسة العسكرية تَعلم جيدًا أن الشعب لن يَقبل بعسكرى مُجددًا وبينى و بين نفسي تُراودنى الأفكار و أخشى غباء من أراهن عليهم " الشعب " وأخشى مُستجدات الأمور . ! 3- الثالث من أغسطس قُبيل إعلان خارطة الطريق أعلى كوبرى الجامعة بجوار إعتصام النهضة حاملًا عدة التصوير محاولًا أن أصل لصديقى المصور الذى يَحتاج إلى بعض المُعدات من الجريدة لأوصلها لهُ ولكن الجيش يَرفض بُحجة البيان الذى سيصدر بعد قليل أخبرتهُ بأننى صحفى و أبرزت له كارنية الجريدة فكان الرد قاطعًا نأسف لم يعد هُناك وقت !! – الجميع يَترقب , الجميع فى هدوء تام , الجميع يَنتظر ردة فعل الجيش – يَنتظرون الكلمة للأقوى الذى يُمكن أن يُعلن إسقاط النظام طبقًا لإرادة الشعب التى تَجلت فى الثلاثين من يوينو – وكل هذا كالهدوء الذى يَسبق العاصفة . * الشاشة الصغيرة – السيسي يبدأ ليلحق به البرادعى و الأزهر و الكنيسة و مُمثلى شباب الثورة " تمرد " – عُزل مُرسي و الفرحة أصبحت عارمة لديّ الجميع , الاضواء تَتزايد فى السماء و أصوات الفرحة فى الشوارع من نساء مصر تعلوا – سجدتُ لله شُكرًا و لكننى اليوم حَبيس الماضى فلقد رأيتُ هذا المشهد من قبل بعد يناير و لم أتمالك أعصابى و قد كان ما كان .! 4- الحُزن و الصدمة يُخيمان على رابعة و النهضة فمن كانوا يَعتقدون بأنهم ملكوا كل شئ فى لحظة أضاعوا كل شئ ! الموقف مُرعب و الهدوء الحذر أصبح عنوان المكانين – أعين الشباب تَلمع و القيادة مُرتبكة أحدهم يتفوه بالعنف و الثانى يَتحلى بالصبر و الأخر لا يَنطق فلقد قال ما قال على منصة رابعة و من بعدها على النهضة و لم يُجدى القول أى منفعة . ! 5- الغباء و العنف عنوان المرحلة – هكذا كان التعامل من الإخوان ظنوا بأنهم سَيُربكون المشهد ليجعلوا الدولة تعود عما قد فعلت و أن مُرسي الذى أختارهٌ الله لا يُمكن أن يُعامل هكذا ولا الجماعة أيضًا !! , و أن الوليد سَيحتمى بأمهِ و تُغلق الأبواب و يبقى كلُ منا فى بيته خوفًا منهم ! العملية الحسابية الجبرية لدىّ الإخوان حُسبت بالخطأ و كان الناتج أنهم إرهابيون !! … نعم إرهابيين فنُصحاء الأمس الشيوخ الصالحين أصحاب التدين الداعون إلى الدين اليوم حاملى السلاح و مُزعزعى الأمن .. ! و هذا ما قابلتهُ الدولة بالترحيب و الصدور الرحبة لأنهُ كما تَرغب . 6- المُلخص : ( الجماعة ) تَنتحرُ و التاريخ يُسجل من جديد جماعة إرهابية بدرجة من الحماقة و الغباء , و يَتسم كل من فيها درجة المُرسي ! ( الشباب ) بعضهم مازال فوق أعلى شِراع فى السفينة يَنظر على الجميع نَظرة تَكبر و يري الجميع جاهل عداه , و يُبصق على جهلهم و مازالوا يَتناظرون على أن 30 يونيو ليست ثورة و إنما هى نصف ثورة و نصف إنقلاب و يُزايدون على بعضهم و يَتركون مُجريات الأمور و الدولة لغيرهم وسيعودون مُجددًا عن قريب للمشهد بعد صفعة على وجوههم توقظهم جميعًا من ثُبات نومِ عميق . * و البعض الأخر تائه سارح فى ملكوت الله لا يَعىّ ما يَحدث إلا أنهُ وجد نفسه فى القاع و أن ما حلم به فى السابق أصبح مُهددًا بالغرق مع هذه السفينه ! لا سيما عن وجود بعض المُنتفعين الذين تحولوا فى خلال شهرين فقط من مُمثلى الشباب و الثورة إلى مُهللين و مُنتفعين و مُطالبين العسكري بالترشح و لا عجب إذا وجدت أحدهم نجم الشاشات اليوم الذى كان بالأمس يَعلو صوتهُ بلا لمُحاكمة المدنين عسكريا فاليوم يُنادى بُمحاكمة المدنين عسكريًا و أصبح مُمثلًا فى لجنة تعديل الدستور .! ( الدولة ) بين صراع الماضى و الحاضر بين نِظام مُبارك و أمن الدولة و القمع و الدولة البوليسية و بين حقيقة المُستقبل و طريق الديمقراطية كل هذا صراعات خفية خلف الستار القليل منا يُلاحظها قد يظهر هذا بطريقة أو بأخرى فى إعلام الدولة و الإعلام الخاص أيضًا .. ! وهذا ما يقودنا إلى دولة تُمارس الديمقراطية المُزيفة . ( السيسي ) اما حاميًا للثورة وحارسًَا لها و زعيمًا شعبيًا يحظى بشعبية كبيرة -هذا لو كان الأمر سهلًَا – كما يَتوقع الكثير, و اما مغلوبًا على أمرهِ حاكمًا عسكريًا جديد فى حالة إستمرار "الفوضى و البلطجة و العنف و الإرهارب" و فى حالة و جود الكثير من الحمقى الذين دشنوا حملة " كمل جميلك " وفى حالة إستمرار التطبيل و التهليل كل هذا جائز وواقع , وهذا ما لن أُسامح شباب الثورة عليه لأنهم من تركوا الأمر هكذا و لم يُقدموا بديل حقيقي و ظلوا فى صراعات داخلية بينهم ليُصبحوا القشّة التى قصمت ظهر البعير .! للثورة شباب لم تعرفوهم بعد !.