أعلنت جماعة الإخوان عن 'أسبوع الخلاص'، أطلقت دعوتها علي لسان جهاد الحداد، الذي لا يزال حراً طليقاً، وكان 'أسبوع الخلاص' يعني حشد جميع الإمكانات والطاقات لإحداث حالة من الفوضي في البلاد، تؤدي إلي انهيار الدولة وإسقاطها. لقد حددت جماعة الإخوان 'الإرهابية' الفترة من الجمعة 16 أغسطس إلي الجمعة 23 من الشهر ذاته لإنهاك النظام وآلياته ثم الانقضاض عليه والسيطرة علي مقاليد الأمور في البلاد. وقبيل إصدار هذا القرار وإلزام جميع كوادر الجماعة وحلفائها بالبدء في تنفيذه طرأ علي ساحة الصراع بين الجماعة وحلفائها من جانب والدولة والشعب المصري من جانب آخر العديد من التطورات المحلية والعربية والإقليمية والدولية كان لها تأثيرها في قرار التصعيد ووضع الخطط التي تستهدف إسقاط الدولة بدعم من بعض الأطراف المعنية. وفي 3 أغسطس الماضي صدرت 'وثيقة' سرية عن الجماعة تتضمن قراءة للمشهد السياسي علي الساحة المصرية وانعكاساته علي المخطط. تقول الوثيقة إن المشهد السياسي لا يزال معقداً بما يكفي، ولا يُنتظر حدوث انفراجة سريعة، فالدماء التي سالت بغرض حلحلة المواقف جعلت الأمور أكثر تعقيداً، والحلول أكثر بعداً، ولا يوجد طرف قادر علي قيادة سفينة الوفاق بين الأطراف المتصارعة التي بات لكل فيها هدفه وغايته، وبات كل طرف مهدداً من الطرف الآخر، مما يجعل الصراع أقرب للصراع الصفري، والأمور قد تنجر إلي الفوضي. وقالت الوثيقة إن البلاد باتت تحت تهديد سيناريوهات مختلفة، والإشكالية الكبري أن كل طرف تعامل مع الأحداث بثقة شديدة في تخطيطه وفي إمكاناته دون إدراك لقوة الآخر أو السيناريوهات المختلفة للأطراف، وبات كل طرف يعظّم من قوته وإمكاناته دون تقدير جيد لتداعيات الأحداث. وقد قسمت 'الوثيقة' الأطراف المعنية بالأحداث إلي خمسة أطراف هي: 1- المؤسسة العسكرية: وفي هذا شنت الوثيقة هجوماً عنيفاً علي مؤسسة الجيش واتهمتها بأنها مارست خداعاً استراتيجياً تجاه الجماعة والرئيس المعزول علي مدي عام مضي وأن ما جري كان هدفه هو استعادة نفوذها في الحكم أو التحكم علي مدار ستين عاماً مضت. وزعمت الوثيقة الإخوانية أن الضغوط الدولية التي مورست ولا تزال تمارَس ضد المؤسسة العسكرية قد تؤدي إلي انقسامها، وهذا مستبعد، أو انسحابها من المشهد السياسي. 2- الدولة العميقة: وتقول عنها الوثيقة 'إنها شحذت كل همتها وأسلحتها علي مدار العام السابق من إعلام وقضاء وأجهزة أمنية لإفشال وإسقاط الثورة والمشروع الإسلامي واستعادة الدولة مرة أخري، وإن مؤسسات هذه الدولة التي باتت تستعيد عافيتها بقوة -خاصة الشرطة والمؤسسات الأمنية- ستعرقل عودة حكم الإخوان مرة أخري، خاصة أن توحد هذه المؤسسات وقوتها وقدرتها الكبيرة علي التخطيط والمواجهة أذهلت جماعة الإخوان، خاصة أننا كنا نعتقد حتي وقت قريب أن كوادر الجماعة وشبابها وإمكاناتها وقدراتها قادرة علي إحباط مشروع عودة الدولة العميقة إلي الحكم مرة أخري إلا أن هذه المؤسسات تكاتفت جميعاً وأسقطت النظام الإخواني وأزاحت رئيس الجمهورية الشرعي عن منصبه وكانت المفاجأة لنا صادمة'!! 3- القوي العلمانية: وتري الوثيقة أن هذه القوي تمارس الغطاء السياسي الداخلي والتسويق السياسي الخارجي لما تسميه الوثيقة 'الانقلاب'، وهي القوي التي كشفت -كما تقول الوثيقة- عن وجه عدائي قبيح لكل ما هو إسلامي وتحاول طمس الهوية الإسلامية وممارسة كل أنواع الإقصاء السياسي بغباء شديد. 4- الخارج: وتزعم الوثيقة هنا أن الدولة العميقة تلقت دعماً وتأييداً خارجياً واسع النطاق، وأن سبب هذا الدعم هو خوف الخارج علي مصالحه التي كانت مهددة تحت 'النظام الإسلامي'، إلا أن التداعيات السريعة للأحداث فاجأت الجميع بأن الأمور لم تسر كما تهوي تلك الأطراف وباتت مصالحها مهددة من جهة أخري، فالسيناريو الأساسي كان هو تنحي الرئيس أو الصفقة الآمنة مع الإخوان ولم يكن متوقعاً ردة الفعل الشديدة للإسلاميين، وهو ما جعل الأمور -كما تقول الوثيقة- تنقلب رأساً علي عقب، وباتت مصالح أمريكا وأوروبا مهددة من جرّاء انتشار الفوضي والعنف، وهو ما أدي إلي أن يبدأ الخارج في إدارة المشهد بنفسه 'زيارة أشتون، المبعوثون الأمريكيون، وزير خارجية ألمانيا'، ويبدأ في ممارسة الضغوط التي أسفرت عن بعض المشاهدات وهي: - بدء انسحاب الجيش من المشهد السياسي وتصدر الحكومة للمشهد كما هو ظاهر في قرار الحكومة الأخير في تفويض وزير الداخلية في فض الاعتصامات. - زيارة الوفود للدكتور محمد مرسي في سجنه، وهو أمر شكلي إلا أنها تنبئ عن موازين القوي علي الأرض. - التصريحات الأمريكية والأوروبية الصريحة في أهمية التوافق السياسي واتساع العملية السياسية للجميع بما فيهم الإخوان. 5- الإخوان: تقول الوثيقة إن القيادة فاجأت الجميع بصمودها وثباتها وإنها كانت علي مستوي الحدث والانتقال من ردة الفعل إلي المبادرة وقيادة المشهد، وكان الإسلاميون 'إخوان- وسط- بناء وتنمية' أفراداً وقادة علي مستوي الحدث، وواجهوا 'الطغيان' وحقد العلمانيين، وغيروا المشهد السياسي تماماً علي الأرض، إلا أن مؤسسات الدولة العميقة، ومن يقف خلفها، لا تزال متماسكة وقوية وأربكت كل حساباتنا علي الأرض، فقد كنا نتوقع حدوث انقسام في الجيش ولم يحدث، وكنا نتوقع انهيار الشرطة ولم يحدث، وهي كلها أمور أثرت في المشهد السياسي لكنها لم تنل من عزيمتنا. وتطرح الوثيقة الإخوانية السيناريوهات المتوقعة علي الوجه الآتي: - الأيام الأخيرة حملت ضغوطاً دولية متزايدة بعد أن شعرت أمريكا وأوروبا بتهديد مصالحها و'غباء' القيادة في مصر وممارساتها لسياسات عدوانية معيبة، والتوقع هو ازدياد هذه الضغوط في الفترة القادمة، وعلي جماعة الإخوان الاستمرار في تشويه الصورة في الخارج عبر شركات العلاقات العامة وأصدقاء الجماعة وحلفائها داخل الدوائر الأمريكية والأوروبية، وهي كلها أمور يتولي إدارتها التنظيم الدولي للجماعة خارج البلاد بمشاركة الإخوة القطريين والأتراك الذين وضعوا كل إمكاناتهم تحت تصرف التنظيم الدولي. - ازدياد السخط الشعبي تجاه السياسات العدائية. - الفشل الاقتصادي ودخول البلاد إلي نفق مظلم بسبب توقف عجلة الاقتصاد جراء الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات التي تقوم بها الجماعة وعناصرها، ولذلك فإن استمرار هذه الضغوط من شأنه أن يعوق وأن يُفشل خارطة الطريق نحو المستقبل التي وضعها النظام الحالي. - عدم انسجام الأطراف الحاكمة في مصر، خاصة في ظل الارتباك العسكري تجاه قيادة الأحداث. - عدم وجود حلول سياسة والاتجاه نحو الحلول الأمنية للأزمة الحالية في البلاد، وهو ما يهدد مستقبل البلاد في ظل القيادة المرتبكة. وأشارت الوثيقة إلي أنه رغم هذه الحالة فإن حالة التماسك داخل مؤسسات الدولة تتزايد والإصرار علي إقصاء الإخوان يتصاعد، ولا نتوقع حدوث متغيرات حقيقية يمكن أن تعجّل بعودتنا للسلطة مرة أخري، ولذلك ليس أمامنا خيار سوي إرباك المشهد السياسي والضغط المستمر لإحداث فوضي في البلاد تؤدي إلي سقوط النظام الحاكم، ولذلك يجب علينا ممارسة المزيد من الضغوط علي النصاري لإجبارهم علي طلب الحماية الدولية، وهو ما سيحقق لنا هدفنا ويمنحنا غطاء عسكرياً علي الأرض يمكننا من العودة مجدداً إلي حكم البلاد حتي في ظل وجود هذه القوات الدولية وتجربة ليبيا ليست خافية علي أحد. وقد أوصت الوثيقة بعدد من التحركات أبرزها: - أهمية التواصل مع الخارج والمنظمات الحقوقية العالمية ووسائل الإعلام المختلفة. - الاستمرار في الضغوط والتظاهرات بحيث تتصاعد ضد السفارات العربية والأجنبية في مصر. - التهديد بأن فض 'رابعة' لن يكون إلا بالانتقال إلي ميدان التحرير مهما كان الثمن، وطالبت الوثيقة بأن يؤكد خطاب الجماعة علي تذكير الشعب بأن المعركة التي تدور حالياً هي معركة بين الإسلاميين والكفار العلمانيين وأن المستهدَف مما جري هو المشروع الإسلامي، كما يجب الاستعانة ببعض حلفائنا في معسكر القوي الثورية، وتحديداً 6 أبريل أحمد ماهر، بأن تشن حرباً قوية ضد حكم العسكر، ودعمهم بكل الإمكانيات وإعطاؤهم حرية انتقاد جماعة الإخوان والضغط بكل ما نملك لتقوية حركة الميدان الثالث التي ترفع شعار 'لا للعسكر والإخوان'، وأنه من المهم دعم هذه الحركة بكوادر إخوانية وإسلامية غير معروفة لتصعّد من حملتها وتُحدث انقساماً في الشارع حول العسكر والمطالبة بإبعادهم نهائياً من المشهد السياسي والتأكيد المستمر علي أن حركة تمرد هي من صنيعة جهاز المخابرات الحربية لفض الالتفاف الجماهيري حولها والطلب من خلايانا النائمة وإخواننا في الإعلام المصري -الحكومي والخاص- التركيز علي هذه النقاط وتشويه وكشف هذه العناصر وصولاً إلي تحقيق هذه الأهداف. ويجب أن يركز خطابنا أيضاً علي التأكيد علي أن الرئيس 'الشرعي' محمد مرسي عائد وأنه سيلاحق جميع المسئولين والمناصرين المعادين للشرعية حتي نثير الإحباط في نفوسهم وندفع المترددين إلي الحياد في مواقفهم علي الأقل. وأشارت الوثيقة إلي أنه في حال فض اعتصامي رابعة والنهضة -لاحظ أن الوثيقة صدرت في 3 أغسطس أي قبل فض الاعتصامين- سيكون علينا استخدام سياسة المظاهرات المليونية والاعتصامات اليومية وما يرافقها من إجراءات والاستعداد لمعركة طويلة لا بد لها من استراتيجيات مختلفة سياسية ودعوية واجتماعية مع التركيز علي المساجد في جميع المناطق. كان ذلك أهم المضامين التي حوتها الوثيقة الإخوانية التي جري الاستناد إليها في التخطيط للمرحلة المستقبلية. وقد أصيبت الجماعة بحالة من الذهول والصدمة الشديدة بعد تمكن قوي الأمن المصري ومساندة الجيش من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بكل هذه السهولة واليسر، حيث سقطت جميع الأوهام التي ساقتها الجماعة في خطابها وتحذيراتها، وكانت المقاومة محدودة علي عكس الإنذارات السابقة، ويكفي القول إن اعتصام النهضة قد تم فضه في سبع دقائق فقط رغم المتاريس والأسلحة وغيرها من الآليات التي قالوا إنها سوف تشكل حائط صد يعوق تقدم الشرطة وتمكنها من فض الاعتصام، وهو نفس ما انطبق علي اعتصام رابعة العدوية. وكانت قيادة الجماعة في الاعتصامين تركز علي الهروب أكثر من تركيزها علي الصمود، ولذلك تم السماح للكثير من المعتصمين بالمغادرة عبر ممرات الخروج الآمن في الوقت الذي جري فيه تأمين خروجهم هم إلي مناطق مجهولة، حيث تركوا بعض الإرهابيين يطلقون الرصاص من أسطح العمارات بقصد تأمين هروب هذه القيادات. وقد سعت الجماعة إلي التصعيد السياسي والإعلامي الخارجي، ساعدها في ذلك استقالة د.محمد البرادعي التي جاءت في أعقاب بيان البيت الأبيض الأمريكي الذي انتقد فض الاعتصام الإرهابي وإعلان حالة الطوارئ. أرادت الجماعة استغلال الموقف والتصعيد مجدداً، ساعدها في ذلك البيان الذي أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي أعلن فيه إلغاء مناورات النجم الساطع ودعوة فرنسا وبريطانيا لمجلس الأمن لاجتماع بغرض بحث تداعيات قرار فض الاعتصام وإعلان الطوارئ في مصر. لقد وجدت الجماعة فرصتها، وظنت أن ضغوط الخارج سوف ترهب النظام في مصر، وأن إشعال الداخل من شأنه أن يقود إلي إرغام الإدارة المصرية علي التسليم بمطالب الإخوان. كانت الخطة الجديدة 'أسبوع الخلاص' تستهدف تحقيق عدد من الأهداف المهمة: - التجمع في ميدان رمسيس بحشود كبيرة تصل إلي الملايين لتوصيل رسالة للعالم بأن غضب الشارع المصري أصبح واسعاً. - يرافق هذا الحشد تحركات مسلحة في المحافظات وتحديداً في مناطق الصعيد المختلفة تستهدف إسقاط أقسام الشرطة ومديريات الأمن وتحييد الجيش والاستيلاء علي دواوين المحافظات والمراكز والمدن تمهيداً لإعلان 'مجلس الثورة الإسلامية'. - الاستمرار في مسلسل إحراق الكنائس من خلال الاستعانة ببعض العناصر الإجرامية وعناصر البلطجية في جميع المحافظات وإمدادهم بالأموال والأسلحة، وصلت إلي مليون جنيه قيمة حرق الكنيسة و2 مليون جنيه مقابل إسقاط قسم الشرطة و5 ملايين جنيه مقابل إسقاط مديرية الأمن. - في حال نجاح خطة إسقاط أقسام الشرطة واقتحام دواوين المحافظات والاستيلاء عليها يتم إسقاط قسم الأزبكية والاستيلاء علي الأسلحة الموجودة فيه ثم الاستعانة بميليشيات الإخوان والفصائل الإسلامية الأخري لتأمين الزحف الجماهيري إلي قصر الاتحادية بهدف الاستيلاء عليه وإعلان سقوط النظام وتشكيل مجلس للثورة الإسلامية من عدد من قادة مكتب الإرشاد والجماعات المتحالفة. - يطلب مجلس قيادة الثورة الإسلامية من دول العالم فرض الحماية الأمنية علي مصر والتدخل في مواجهة الجيش المصري بهدف غل يده عن مواجهة 'الثورة الشعبية'!! كانت تلك هي الأهداف التي جري الاتفاق عليها، لذلك تم إيفاد عددد من القيادات الميدانية للجماعة ومن بينهم نجل المرشد العام محمد بديع وسعد عمارة وأخرون لإصدار القرارات المناسبة علي الأرض. كانت وزارة الداخلية علي علم بالمخطط، وكانت الخطة تقضي بفتح الطريق أمام العناصر الإخوانية وحلفائها للزحف إلي ميدان رمسيس، وقبيل فرض الحظر تبدأ خطة 'الكماشة' للقبض علي أعداد كبيرة من هذه الكوادر، وإخضاعهم للتحقيق. وأمام الصمود الأسطوري لضباط وجنود الشرطة في جميع المحافظات وعدم سقوط أي من هذه الأقسام أو المديريات فشل الجزء الأساسي من المخطط وحدث ارتباك لدي قيادة الجماعة التي كانت تراهن علي سقوط هذه الأقسام قبيل أذان المغرب لتبدأ بعدها الحلقة الثانية من المخطط. ورغم اشتعال الموقف أمام قسم الأزبكية وحصاره لأكثر من عشر ساعات لم ينجح الإخوان وحلفاؤهم في اقتحام القسم أيضاً، حيث فوجئوا بمقاومة أسطورية للضباط والجنود، وهو أمر دفع القيادة إلي التراجع عن خطتها ومطالبة عناصرها بالانسحاب، مما أثار حالة من الإحباط الشديد لدي جميع القيادات. وما إن تم التأكد من مقتل نجل مرشد الجماعة د.محمد بديع في ميدان رمسيس حتي أصيب الجميع بحالة من الذعر أدت إلي هروب العديد من القيادات قبل فض الاعتصام الذي كان مقدراً له الزحف إلي الاتحادية مع استمرار بقاء البعض لحماية ميدان رمسيس وغلق جميع الطرق وإرباك الأوضاع الأمنية في البلاد. كانت هناك مجموعة ترفض الانسحاب، احتمت بمسجد الفتح، وهي المجموعة المسلحة تحديداً، حيث تخوفوا من القبض عليهم وفي حوزتهم الأسلحة ورفضوا نداءات الجيش بالخروج الآمن، إلا أن قوات الجيش من الصاعقة والمظلات وبمعاونة الشرطة ظلت تناشد المعتصمين حتي بعد ظهر اليوم التالي، السبت. وقد لعبت قناة الجزيرة وغيرها من القنوات المعادية لمصر والمرتبطة بجماعة الإخوان دوراً تآمرياً في نشر الدعايات الكاذبة والمثيرة عن أن الجيش قد اقتحم المسجد وقتل من فيه، إلا أن وسائل الإعلام المصرية تصدت لهذه الأكاذيب، خاصة أنها نجحت في رصد صورة حية لكوادر من الجماعة يحملون الرشاشات والبنادق الآلية أعلي كوبري '15 مايو' ويطلقون الرصاص علي أهالي منطقة بولاق أبوالعلا، وهو ما دعا الإدارة الأمريكية إلي القول إن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين. لقد كانت الحصيلة النهائية لأحداث يومي الجمعة والسبت أكثر من 180 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح قُتل أغلبهم بيد ميليشيات الإخوان الإرهابية والقبض علي 1004 من عناصر الإخوان وحلفائهم. لقد سببت الصدمة التي مُنيت بها الجماعة في هذا اليوم حالة ارتباك شديدة عطلت تحركاتها وأحدثت إحباطاً شديداً لدي قياداتها، خاصة أن الحملة الإعلامية التي قام بها العديد من الفضائيات المصرية والمؤتمر الصحفي للدكتور مصطفي حجازي مستشار رئس الجمهورية ومؤتمر وزارة الخارجية وغيرها أدت إلي توضيح العديد من الحقائق أمام الرأي العام الدولي تحديداً، كما أن الفيديوهات التي تمت إذاعتها في مؤتمر وزارة الخارجية لعناصر الجماعة المسلحين وعمليات القتل التي قاموا بها، كل ذلك أدي إلي توضيح العديد من الحقائق أمام الأجانب. وكان من نتيجة ذلك تراجع الجماعة عن تحركات أمس الأول، السبت، حتي وإن بدأوا تحركات ضعيفة ومحدودة أمس الأحد، إلا أن أسبوع الخلاص يبدو أنه سيكون أسبوعاً عليهم وليس لهم، خاصة بعد أن نجحت الشرطة المصرية في تفكيك غرفة إدارة العمليات المركزية للجماعة في محافظة القاهرة والقبض علي أعضائها الأربعة بشقة في البساتين وبحوزتهم وثائق عديدة تتضمنها أجهزة الكمبيوتر. وهكذا يبدو أن الفشل أصبح هو العنوان، خاصة مع سقوط العديد من قيادات الجماعة وكوادرها، وحدوث تحرك شعبي واسع يقاوم ويتصدي للأعمال الإرهابية والحشود الإخوانية، والموقف الرافض للكنيسة الأرثوذكسية ومجلس الكنائس المصرية لأي تدخل أجنبي في شئون مصر بحجة حماية الأقباط. مضت ثلاثة أيام من أسبوع الخلاص، ويبدو أن الأيام الأربعة القادمة ستكون بمثابة استمرار للفشل الذي سيفضي إلي إنهاء الجماعة واعتبارها جماعة إرهابية علي الصعيد المحلي والدولي علي السواء، وهكذا يتحمل مكتب الإرشاد ما آلت إليه أوضاع الجماعة من انهيارات متعددة دفعت الشعب بأسره للوقوف في مواجهتها والمطالبة بحظر نشاطها السياسي وعزلها ومطاردة عناصرها.