«كل الأبناء والتلاميذ بمحافظات مصر المختلفة تستقبل العام الدراسي الجديد بابتسامة أمل وغد مشرق … بينما أبنائنا بسيناء يستقبلون المجهول ومستقبل غامض» بهذه الكلمات بدأ أحد أولياء الأمور حديثه ل"البديل". وقال " ح . أ " أننا لا نأمن علي أبنائنا بالذهاب إلي المدارس في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة ، بالإضافة إلي أننا نموت كل دقيقة وثانية عند تخيل أصابه ابن من أبنائنا برصاص المسلحين الغاشم والذي يقنص أحلام أبناء وأهالي سيناء في أي وقت. وأضافت "ن . م" مقيمة في الشيخ زويد وهي أم لأحد المدرسين الذي يعمل بأحد المدارس بمنطقة " الحسنة " بوسط سيناء ، أن المدينة تعاني من حالة أمنية متدهورة ولا أستطيع الاطمئنان علي ابني في الذهاب والعودة من عمله في ظل الأحداث التي تشهدها كلا من المنطقتين من أعمال عنف وهجوم مسلح علي المقرات والمنشآت . بينما تابعت " أ . ص " أن هناك الكثير من المدارس في الشيخ زويد وخاصة التي تقع بجوار القسم والتي تعرضت أكثر من مرة للهجوم واستخدام المسلحين لها في الهجوم علي القسم بإطلاق القذائف والنيران ، قد أصابها أضرار بالغة ولا يعرف الأهالي كيفية ذهاب أبناءهم إلي المدارس في ظل الهجمات المسلحة التي يشنها المخربون في سيناء والأماكن التي تعد بؤر الأحداث والتي تحوى العناصر الخطرة مثل قري " التومة والمقاطعة والجورة " بالشيخ زويد ، وقرية " المهدية " برفح والتي تعد معقل لجماعة " أنصار بيت المقدس " الجماعة الجهادية التكفيرية التي قامت بالعديد من الأعمال الإجرامية البشعة بالمحافظة ، فضلا عن مناطق " الحسنة والنخل " بوسط سيناء . ومن جانبهم طالب عدد كبير من المدرسين العاملين بالمدارس المتواجدة في وسط سيناء في منطقة " الحسنة والنخل " وزير الداخلية والفريق السيسي ومحافظ شمال سيناء ، بضرورة تأمينهم وتأمين المدارس من هجمات المسلحين ، وخاصة عقب تلقيهم رسائل وتهديدات من الجماعات المسلحة بقتلهم ، وبالفعل قد قتل أحد المدرسين من قبل المسلحين الذين استهدفوه وهو عائدا من مدرسته بمنطقة " الحسنة " . هذا وبناءاً علي الأسباب المذكورة قد طالب الأهالي بالإضافة إلي المدرسين بالمحافظة بضرورة تأجيل المدارس لحين انتهاء القوات المسلحة من عملياتها العسكرية التي تهدف إلي القضاء علي الإرهاب بسيناء ، وبالفعل قد استجابت الحكومة لاستغاثات الأهالي والمدرسين وقد تم تأجيل الدراسة في محافظة شمال سيناء فقط لمدة أسبوع وذلك لحين انتهاء قوات الجيش من عملياته العسكرية في المحافظة ، واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية للحفاظ علي أرواح الطلبة والمدرسين . ومن جانبهم أكد عدد من المسئولين بالمحافظة بعمل عدد من المشروعات الخدمية التي تفيد الطلبة والمدرسين بالمحافظة . حيث من جانبه بينما يبحث اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء ، أقامه مشروعات سكنية للمدرسين في منطقة وسط سيناء وذلك حافظا علي أرواحهم وتأميناً لهم وبناءاً علي طالبتهم بتأمينهم وحمايتهم من المسلحين الذين هددوا في وقت سابق بإقامة مذبحة رفح مرة أخري ولكن مع المدرسين ، والذين يرون من جانبهم أنهم ينتمون إلي حكومة كافرة . ويبحث حرحور في بناء ثلاث تجمعات سكانية بجميع مرافقهم ليضم كل مجمع 100 من العاملين في هيئة التدريس بدلا من انتقالهم بشكل يومي من العريش والشيخ زويد إلي مناطق وسط سيناء . وفي أطار السياق نفسه سيتم تخصيص 9 شاحنات لنقل المدرسين والطلبة عبر المدارس بمناطق العريش والشيخ زويد ووسط سيناء .