في تمام التاسعة إلا ربع من مساء القاهرة اليوم الثلاثاء تنطلق نسخة جديدة لأقوى بطولة في كرة قدم على وجه الأرض من حيث المتعة والإثارة والتنافسية ونسبة المشاهدة والجوائز المالية وتواجد أبرز نجوم الساحرة المستديرة من شتى بقاع الدنيا. ودائما مع كل عام تكون لحظة الانطلاق في قمة الإثارة والتشويق ما بين طموحات من حالفهم الحظ في الموسم المنصرم بالحفاظ على إنجازاتهم كل حسب أهدافه، وما بين مخفقين يسعون بكل قوة لتعويض هذا الإخفاق الذي خسروا من ورائه الكثير. وفي هذا الموسم ومع كل جولة من جولات البطولة المحمّلة بكم هائل من المتعة والإبداع سيتم الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي تشغل بال كل عاشق للساحرة المستديرة، ولبطولتها الأفضل دوري أبطال أوروبا. وأبرز هذه التساؤلات تذهب بالتأكيد إلى إنجلترا بعد الإخفاق المدوي لممثليها في العام الماضي الذي ودع فيه تشيلسي (حامل اللقب آنذاك) من الدوري الأول وبصحبته مان سيتي، ولحق بهما في ثمن النهائي الفارسين الآخرين مان يونايتد وأرسنال، وهل تستطيع تلك الأندية العودة بقوة كما هو معتاد منها، خاصة بعد التعزيزات الواضحة لصفوفها أم لا؟ ثاني الأسئلة سيكون لألمانيا وقدرة حامل اللقب بايرن ميونيخ بإدارته الفنية الجديدة للكتالوني "جوارديولا" على الحفاظ على القمة أم ستحافظ البطولة على عاداتها بعد قدرة أي فريق على الحفاظ على اللقب في نسختين متتاليتين منذ انطلقت بشكلها الجديد في 1992، وما هو أيضا طموح دورتموند الذي يسعى لإثبات أن تألقه في النسخة الماضية ووصوله للنهائي لم يكن مصادفة؟ كما أن اللطمة التي تلقاها قطبي إسبانيا بوداع مذل في قبل النهائي أمام الألمان ستزيد من الاهتمام أيضا بنواياهما على التعويض هذا العام بتواجد اسمين جديدين على مقعد القيادة في برشلونة ومدريد؟ وممثلو إيطاليا بدورهم سيشغلون بال العالم لما يمتلكونه من شعبية جارفة في جميع أرجاء العالم، خاصة يوفنتوس الذي بعدما تسيد البطولة المحلية أعلن صراحة أن خطوته الجديدة السيطرة القارية وهل ينجح كونتي ولاعبيه في هذا أم لا، كذا الحال بالنسبة لنابولي الذي بات فريقا مرعبا بمعنى الكلمة، وأخيرا ميلان بتشكيلة شبه خاوية ومشاكل لا حصر لها دائما ما يتفاداها عندما يتعلق الأمر بدوري الأبطال؟ آخر الأسئلة ستكون في عاصمة النور باريس وأثرياء سان جيرمان الذين قدموا مستوى ملفت وخرجوا من ربع النهائي الماضي على يد برشلونة بصعوبة، وهل بالتعزيزات الجديدة والخبرات المتكتسبة سيكمل مشروعه بنجاح أم لم يحن الآوان بعد؟؟ وسط كل تلك الأسئلة وأكثر ستكون اليوم الانطلاقة بثمانية مباريات في المجموعات الأربعة الأولى، وستشهد تلك المباريات الظهور الأول لريال مدريد وسان جيرمان ومان سيتي ومان يونايتد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وسيتضح من خلالها بجزء ولو ضئيل ما في قدرة هؤلاء العمالقة تحقيقه. المجموعة الأولى (مان يونايتد – شاختار – ريال سوسيداد – ليفركوزن) تبدو المجموعة في متناول الشياطين الحمر برغم المستوى المميز الذي قدمه سوسيداد والتأهل لهذا الدور بانتصارين صريحين على ليون الفرنسي، ولكن تراجع ليفركوزن عن الصورة محليا وقاريا في السنوات الأخيرة، وبيع شاختار لأبرز نجومه ويليان وفيرناندينيو ومختاريان يجعل الأمور أيسر على مويس في تجربته الأوروبية الأولى، حيث لم يتأهل في 11 عام مع إيفرتون لهذه المسابقة سوى مرة واحدة، ولكنه خرج من آخر الأدوار التمهيدية على يد فياريال في هذا الوقت. مان يونايتد سيفتتح مشواره باستقبال ليفركوزن في مسرح الأحلام وعينه على النقاط الثلاث لتفادي أية مفاجآت غير سعيدة فيما هو قادم من جولات، بينما يطمح ليفركوزن لتحقيق المفاجآة والعودة من مانشستر ولو بنقطة التعادل التي ستعطيه دفعة هائلة لمواصلة المشوار. وفي اللقاء الثاني سيحاول سوسيداد استغلال استقبال شاختار في إسبانيا وتحقيق الفوز في مباراة يراها الكثيرون حاسمة في تحديد هوية مرافقة اليونايتد لثاني الأدوار. المجموعة الثانية (ريال مدريد – يوفنتوس – جالطة سراي – كوبنهاجن) تراجع السيدة العجوز القاري في السنوات الماضية وضعه في التصنيف الثالث ما أجبره على الوقوع في القرعة مع أحد العمالقة، وكان حظه أن يجاور ريال مدريد في مجموعة واحدة، ليس هذا وحسب بل وكان معهما العملاق التركي المدجج بالنجوم جالطة سراي ليشكلون ومعهم كوبنهاجن الدانماركي واحدة من أقوى المجموعات في البطولة. ريال مدريد لا ينظر لشيء سوى أن يستعيد بطولته المفضلة والتي يحمل لقبها 9 مرات مرة أخرى بعد أن ابتعد عن خزائنه طوال 12 عام، وبعد أن صرف ما يقارب ربع مليار يورو على صفقات جديدة بات غير مستعد لإخفاق جديد. أما ثالث قوى المجموعة هو الفريق التركي جالطة سراي بمدربه المحنك فاتح تريم ومجموعة من النجوم العالميين على رأسهم دروجبا وشنايدر ويلمظ وألتينتوب وميلو وإيبويه والحارس العملاق موسليرا اكتسب ثقة هائلة من مواجهات الموسم الماضي والوداع الصعب أمام الريال في ربع النهائي. ويطمح الأتراك في استغلال استقبالهم للريال في أول مباراة، وهو على علم أن تحقيق الانتصار فيها يعني إعلان نفسه منافسا حقيقيا قد يتمكن من خطف أحد المقعدين من الريال أو اليوفي. اليوفي بدوره سيستهل رحلته من الأراضي الدانماركية آملا في أن يتمكن من تفادي ضياع النقاط من هذا اللقاء تحديدا قبل الدخول في المعمعة من الجولة القادمة، لا سيما وأنه أوفر حظا من منافسيه ببداية الرحلة من بوابة كوبنهاجن وقبل نزول الصقيع الحقيقي على الأراضي الاسكندنافية. المجموعة الثالثة (بنفيكا – سان جيرمان – أندرلخت – أوليمبياكوس) للموسم الثاني على التوالي يبتسم الحظ للباريسيين ويوقعهم في المجموعة الأسهل بين المجموعات الثمانية، ويبدو أن طريق كافاني إبراهيموفيتش وزملائهم ممهد لعبور سهل نحو الدور الثاني، وستحتدم المنافسة على البطاقة الثانية بين الفرق الثلاثة الأخرى. وسيبدأ سان جيرمان رحلته اليوم من أثينا حيث يواجه أوليمبياكوس أمام جمهوره المتحمس، في اختبار قد يكون الأصعب للوران بلان ولاعبيه في هذا الدور. أما اللقاء الثاني فسيكون ملعب الأضواء في العاصمة البرتغالية لشبونة مسرحا له حين يستضيف بنفيكا فريق أندرلخت، مع طموحات لوصيف الدوري الأوروبي لبداية مثالية على أرضه تقربه من الأدوار الإقصائية. المجموعة الرابعة (بايرن ميونيخ – مان سيتي – فيكتوريا بلزن – سسكا موسكو) الحظ العاثر لمان سيتي للموسم الثالث على التوالي أن يتواجد في مجموعة صعبة وخطيرة فبتواجد البايرن الحديدي وسسكا الروسي المتمرس على التواجد الأوروبية تبدو المهمة ليست سهلة على الإنجليز الذين لا يمتلكون رفاهية التعثر حينما يحلون ضيوفا على الفريق التشيكي اليوم في براج، لأن أي نقطة ضائعة قد تكلفهم فشل جديد قد ينهي مع تكراره مشروع النادي برمته للبحث عن مكان بين عمالقة القارة. أما البايرن فيأمل في تفادي الانتقادات بسبب تراجع المستوى والانتقادات الموجهة للفريق وأن تكون بدايته على أرضه أمام سسكا موفقة واعتلاء الصدارة مبكرا. وإليكم الجدول الكامل لمباريات اليوم التي ستنطلق جميعا في نفس التوقيت مان يونايتد "إنجلترا" – ليفركوزن "ألمانيا" ريال سوسيداد "إسبانيا" – شاختار "أوكرانيا" كوبنهاجن "الدانمارك" – يوفنتوس "إيطاليا" جالطة سراي "تركيا" – ريال مدريد "إسبانيا" أوليمبياكوس "اليونان" – سان جيرمان "فرنسا" بنفيكا "البرتغال" – أندرلخت "بلجيكا" بايرن ميونيخ "ألمانيا" – سسكا موسكو "روسيا" فيكتوريا بلزن "التشيك" – مان سيتي "إنجلترا"