ذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية في مقال لها اليوم أن مهمة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ستكون صعبة خلال قمة العشرين التي ستعقد في مدينة بترسبورج. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي سيحاول خلال هذه القمة لحشد واستقطاب دول جديدة لمساندته في موقفه تجاه سوريا، مشيرة إلى أن هذه المهمة تكاد تكون مستحيلة في ظل تراجع الحليف القوي لفرنسا، ألا وهو رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون، عقب رفض برلمان بلاده المشاركة في حرب على سوريا. وتابعت الصحيفة أن موقف أولاند ضعيف خلال هذه القمة، حيث إن الموالين لحرب على سوريا من القوى العشرين لا يتعدوا عدد أصابع يد واحدة. وتضيف "لو فيجارو" أنه إلى جانب الولاياتالمتحدة الراغبة في شن ضربة عسكرية على سوريا، لا نجد إلا تركيا والسعودية، المنتميان للمعسكر الأمريكي، وتلك الدولتين موقفهما يتوقف على قرار واشنطن نفسه الذي ينتظر هو الآخر قرار الكونجرس. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه رغم الموقف الضعيف لفرنسا، فهذا لم يمنع أولاند من اصطحاب وزيره الداعم لرأيه بشدة لوران فابيوس بالإضافة إلى وزير الاقتصاد بيير ميسكوفتشي ووزير العمل ميشيل سابان المسئولين عن جدول أعمال القمة الاقتصادية. وتبين "لو فيجارو" أن الهدف من اصطحاب الرئيس الفرنسي لوزير خارجيته لوران فابيوس إلى قمة العشرين هو محاولة البحث عن حلفاء خلال القمة، فبعد أن يصل الرئيس أولاند سيلتقي برئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، أكثر الداعين لضربة عسكرية على سوريا، بل لتدخل شامل ضد سوريا من أجل إسقاط النظام السوري. وتوضح الصحيفة أن الرئيس الفرنسي يضع في قائمته أيضا الصين، مشيرة إلى أن أولاند سيلتقي بالرئيس الصيني أكس جابنج من أجل التأثير على الموقف الصيني الرافض للحرب على سوريا، إلا أن هذه المهمة ستكون صعبة خاصة وأن الصين تقف إلى جانب روسيا في معارضتها لضربات على سوريا. وتشير "لو فيجارو" إلى أن الصين التي استخدمت الفيتو في مجلس الأمن لمعارضة ضرب دمشق، تظل ملتزمة بمبدئها ألا وهو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، كما أن الصين تضع في اعتبارها الانعكاسات السلبية التي ستعود عليها إذا وقعت حرب في الشرق الأوسط خاصة تعطيل إمدادات النفط التي تعتمد عليه في صناعتها، كل هذا يجعل تخلي الصين عن موقفها فكرة مستحيلة. وتوضح "لو فيجارو" أن خلال قمة العشرين، ستسعى فرنساوالولاياتالمتحدة للوقيعة بين الصين وروسيا الرافضين تماما للحرب على سوريا.