ركزت غالبية الصحف الفرنسية اليوم على تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وطلبه لاستفتاء في الكونجرس من أجل السماح له بشن ضربة عسكرية في سوريا. وأوضحت الصحف أن هذا التراجع من قبل أوباما، وضع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في مأزق، حيث أصبح الوحيد على الساحة الآن الذي لا يزال يدعوا لتدخل عسكري في سوريا. وعنونت "لو فيجاروا" والتي عنونت "أولاند في مأزق بعد تراجع أوباما" مشيرة إلى أن فرنسا مندهشة من قرار واشنطن، حيث أصبحت فرانسا الدولة الوحيدة التي ستشارك في ضربة ضد سوريا. وأشارت الصحيفة اليمينية إلى أن هذا الإسبوع كان صعبا على الرئيس الفرنسي، فبعد أن تراجعت بريطانيا، حليفة فرنسا التقليدية، عن المشاركة في حرب على سوريا، قرر الرئيس الأمريكي باستشارة الكونجرس قبل القدوم على أي عمل عسكري في هذا الشأن. وأوضحت "لو فيجارو" أن الرئيس الفرنسي الحليف الأفضل لواشنطن، والتي تلجأ إليه دائما في سياستها الخارجية خاصة مشاكلها الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي ومحاولتها تطبيق عقوبات على حزب الله اللبناني، أصبح في مأزق بسبب الضغوط الداخلية عليه، والتي ترفض المشاركة في ضربة ضد دمشق، لكنها تدفعه إلى تقليد أوباما وإجراء استفتاء في البرلمان بخصوص هذا الشأن. من جانبها، عبرت صحيفة "لاكسبرس" عن استيائها من التبعية الفرنسية لأمريكا، مؤكدة إنه لم يوافق الكونجرس على شن ضربة عسكرية، فإن فرنسا لن تقوم بضربة ضد دمشق، على الرغم من تصريحات الرئيس الفرنسي بأنه مستعد لش ضربة منفردة. وتقاسم رئيسة لجنة الدفاع مجلة "لاكسبرس" نفس وجهة النظر، مشيرة إلى أن رأي أولاند متوقف على موافقة الكونجرس، فإذا رفض الكونجرس، فإن أولاند سيستبعد القيام بضربة عسكرية ضد سوريا. وتوضح صحيفة "لو نوفل أوبسرفاتور" أيضا أن فرنسا لن تقوم بضربة بدون واشنطن، فالأمر أصبح في يد الكونجرس الأمريكي. وفي مقال آخر، تؤكد "لاكسبرس" أن فرنسا أصبحت متعلقة في ثوب الولاياتالمتحدةالأمريكية، مستشهدة بما قاله رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون أن فرنسا أصبحت "مجرورة" من قبل الأمريكيين.