"الحسم – الصمود" أسماء آخر مليونيتين دعا لهما التحالف الوطني لدعم الشرعية، فلم توشك مليونية "الصمود" على الإنتهاء، حتى دعا التحالف أنصارة إلى تنظيم مليونية يوم الجمعة المقبلة، لرفض الإنقلاب العسكري، على حد قولهم وعودة محمد مرسي إلى الحكم. تظاهرات لا تنتهي، ومليونيات بأسماء من كل شكل ولون، تأتي تزامنا من الإنطلاق نحو خارطة الطريق، ويبقى التساؤل مطروحا، على أي أمر يراهن أنصار الرئيس المعزول، وما هي استراتيجيتهم. "البديل" استطلعت آراء خبراء سياسيين حول استراتجية أنصار مرسي خلال المرحلة المقبلة، وعلى ماذا يراهنون. يقول الدكتور "مصطفى كامل السيد" أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القاهرة والأمريكية : "الإخوان ضعفت قدرتهم على الحشد كثيرا، ويتبين ذلك، من الأعداد يوم الجمعة الماضية، لدرجة تراجع عدد المشاركين في الجمعة الماضية عن الجمعة التي سبقتها، ولذلك يعولون على استمرار هذه التظاهرات في ظل ترتيبات الأجهزة الأمنية، للتأكيد على أنهم موجودين في الشارع، وبذلك فهناك إمكانية لتحسين الشروط في حالة التفاوض، وهو ما سمعنا عنه في الوقت الحالي حول وجود مفاوضات". وأكد السيد، أن استمرار الحشود في الشارع، سيكون عاملا مهما في تحسين موقفهم في المفاوضات، وقد يؤدى إلى رفع سقف المطالب. وأشار إلى أن إلقاء القبض على عدد كبير من قيادات الجماعة، له تأثير كبير على قدرتهم في الحشد للتظاهرات والمليونيات التي دعوا إليها، كما أن قرار تأخير موعد الحظر إلى الحادية عشر مساء، يعطى انطباعا إلى عودة الحياة إلى طبيعتها، ويؤكد أن قدرة الحشد أصبحت ضعيفة جدا. من جهته يقول الدكتور "أحمد عبد ربه" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في البداية أشك أن تكون جماعة الإخوان لديها استراتيجية في الوقت الحالي بعدما وجهت لها ضربات قوية من موجة القبض على معظم قيادتها بجانب التدابير الأمنية فى الشارع قبيل المليونيات. وأضاف أن التحالف الوطني لدعم الشرعية هو الذى يدير مسألة الحشد في الشارع، والدعوات إلى التظاهرات محاولة لحفظ ماء الوجه في الشارع المصري، لكن على كل حال يبقى السؤال، هل فعلا استراتيجية الحشد في الشارع قادرة على تغيير شيء من الوضع الحالي، مجيبا هو نفسه : "بالقطع لا" ، خاصة أن قدرة التحالف الوطني تقل ، كل جمعة عن التي تسبقها. ويؤكد عبد ربه بأن عاجلا أم آجلا، سيلجأ التحالف الوطني إلى المسار السياسي، لأن مسار الحشد في الشارع يؤدى إلى نتيجة سلبية، كما أن الناس في الشارع يشعرون بضيق أكثر، كما يجعل المنادين بضرورة البحث عن الحلول السياسية للأزمة، صوتهم منخفض بالمقارنة بضرورة تنفيذ الحلول الأمنية التي يطالب بها آخرون. وأوضح عبد ربه، أنه ربما تكون الدعوات إلى الحشد تؤثر بالسلب على الاقتصاد، وربما يكون نوعا من الاستراتيجيات الاقتصادية، لكن الحشد في الشارع كما يبدو أضعف من أنه يكون له تأثير على الاقتصاد، مشيرا إلى أنه ربما يلجأون إلى العصيان المدني، وقد بدأت بعض الدعوات، مثل منع دفع فواتير الكهرباء والمياه، وكل هذه الأساليب ستتمكن الدولة من مواجهتها بشكل أو بآخر. وطالب عبد ربه الإخوان بالاعتراف بارتكاب خطايا خلال مدة حكمهم، وافتقاد الذكاء، حتى فترة 30 يونيه الماضي، وبناء عليه فعليهم التراجع عن المسار الحالي، والاستمرار في الضغط لكن على المسار السياسي. وفى السياق ذاته ، يقول الدكتور "رفعت سيد أحمد" مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث: "لا أعتقد أن جماعة الاخوان تراهن على شىء، فالإخوان كتنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة في قدرته على الحشد". وأشار سيد أحمد إلى أن محاولات الحشد هي لحظات ما قبل النهاية، وهذا ليس معناه أن التنظيم سينتهي، وهذا يؤكد أن القدرة على الحشد التي اشتهر الاخوان بها بدأت تنحصر، بعد توجيه الضربات المركزة على قوة الجماعة وعلى قياداتها، إلى جانب أن الشعب بدأ ينصرف بعيدا عنهم، بعدما كان يحتضنهم فى عهد الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، وأصبحت مليونياتهم لا تتعدى عدة مئات. واعتبر سيد أحمد، أن دعوات التحالف ما هي إلا محاولات لالتقاط الأنفاس، وأن قوة العقل التنظيمي الذي يخطط الآن للجماعة تتطرق تفكيره إلى أن الحشد في الشارع سيكون له تأثير على الاقتصاد المصري، بعدما فقدت الجماعة مساحة كبيرة من التواصل بينها وبين بعضها. وقال، يبدو من المشهد الحالي، أن الصف الثالث للجماعة هو الذى يدير الأزمة، وبالتالي يتحرك بشكل عشوائي ويتحرك إلى محاولات أخيرة ليحفظ الدماء أمام الناس، وبالتالي فإن كل المليونيات التي يدعون إليها ستكون أقل من قبلها، وربما في السنوات القادمة ستلجأ الجماعة إلى استخدام العنف.