تباينت ردود أفعال أهالي ونشطاء سيناء حول اختيار الناشط والمناضل «مسعد أبو فجر» ضمن أعضاء لجنة الخمسين لصياغة الدستور، معتبرين أن هذا الاختيار هو تكريم للثوار وأهل سيناء؛ وذلك لما له من تاريخ نضالي معروف مع الأنظمة السابقة للمطالبة بحقوق البدو، باستطلاع آراء السياسيين بشمال سيناء، تباينت حول اختياره. يقول سامي سعد أمين حزب الدستور بشمال سيناء «إن اختيار الناشط السياسي مسعد أبو فجر اختيار موفق جدًّا؛ فهو على دارية كاملة بمشاكل أهالي سيناء وسيعيد لسيناء وأهلها حقوقهم المختلفة»، مضيفًا أن اختيار أبو فجر تصحيح لمسار الثورة من حيث الاعتماد على الثوار الحقيقيين والمناضلين. واتفق معه خالد عرفات أمين حزب الكرامة بالمحافظة الذي رأى أن اختيار أبو فجر من أفضل الاختيارات؛ حيث إنه يعبر عن شباب سيناء وشباب الثورة والثوار الحقيقيين لسيناء، مؤكدًا أن أهل سيناء شعروا بالارتياح لاختياره؛ حيث عبر ذلك عن انطلاق الثورة في مسارها الصحيح واعتلاء الثوار لأماكنهم الحقيقية. وأشار عرفات إلى أنه طالب أبو فجر بضرورة تحديد الحدود الشرقيةلسيناء؛ حيث تعد تلك الحدود مطمعًا لكثير من الغزاة، إضافة إلى إلغاء اتفاقية «كامب ديفيد» والتي تمثل حائلاً في وجه التنمية في سيناء، على حد قوله. وباركت الناشطة السيناوية منى برهوم اختيار مسعد أبو فجر في لجنة صياغة الدستور، متمنية أن تعيش سيناء صفحة جديدة بخروج هذا الدستور للنور. وطالبت اللجنة بمراعاة وضع سيناء، وأن يتم وضع بعض المواد الخاصة بها، وأن تلتزم بتأمين الحدود كاملة، فضلاً عن وضع خطة لتنمية وتعمير سيناء على مراحل؛ لاستغلال مواردها، وحظر بيع الأراضي لغير المصريين في جميع محافظات مصر، وفي حالة البيع يتم سحب العقار أو الأرض ومعاقبة البائع جنائيًّا، وأضافت «يجب إعادة النظر في الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر مع دول أخرى، بما يتناسب مع تحقيق السلام والأمان والاستقرار المجتمعي للمصريين». وقال مروان حميدة أبو فردة – ناشط من الشيخ زويد – «نتمنى لهذه اللجنة التوفيق، ونبارك اختيار أحد أبناء سيناء في لجنة الخمسين لصياغة الدستور». وطالب بضرورة وضع مواد في الدستور تضمن حق المواطنة كاملاً كباقي أبناء محافظات مصر، وبناءً عليه يحق لأبناء سيناء التملك وتولي المناصب ودخول الكليات عسكرية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الهوية البدوية وعاداتها وتقاليدها. وأشار أسير محمد السيناوي – ناشط سياسي من سيناء – إلى أن مسعد أبو فجر يمثل الشباب الثوري بسيناء، وأيضًا يعرف الواقع السيناوي، ويعرف ما هي سيناء؛ لكونه أحد أبنائها، مضيفًا أنه يشعر بالتفاؤل، وأن سيناء تسير على الطريق الصحيح بعد اختيار ابنها أبو فجر، متمنيًا أن يكون خير ممثل لسيناء وشعبها. وأعرب وليد الليثي أحد أبناء سيناء عن فخره باختيار ابن من أبناء سيناء الذين شعروا بالظلم، مؤكدًا أنه سيكون حريصًا على رفع الظلم عن الآخرين، خاصة أنه متحدث رائع، وأضاف «أوصيه أن يضع مشاكل أبناء بلده أمام نصب عينيه، ويعبر عن صوت أبناء سيناء المهدور حقهم من سنين». ولفت عبد العزيز الغالي إلى أن أبو فجر أحد أعضاء الكتاب العرب، ويمثل نجيب محفوظ العريش على حد قوله، «فإذا كان نجيب محفوظ هو صاحب أشهر ثلاثية في تاريخ الرواية المصرية والعربية، فمسعد أبو فجر هو صاحب "طلعة البدن"، الرواية التي لخصت تاريخ ومعاناة أهل سيناء ووقوعهم تحت الاحتلال الأجنبي والقهر الحكومي، وهو مؤسس حركة "ودنا نعيش"، والتي تعتبر القشة التي قصمت ظهر بعير أمن الدولة في عز عنفوانه»، مضيفا أن صورته ما زالت ماثلة أمامه وهو يعتلى منصة الخطابة بالمهدية محفزًا أهله وأبناء سيناء للثورة ضد طغيان وجبروت الدولة الفاسدة، ووصفه بأنه «ثائر وطني مخلص ناشط سياسي محنك، سجن وتعذب بسبب آرائه الثورية المناهضة، لا نجد غبارًا عليه من أي ناحية، لكن نسدى له النصيحة بأن يرجع لقواعده من أهله و كل أطياف أهل سيناء للمشورة والاستفادة منهم». فيما اعترض الشيخ حمدين أبو فيصل – رئيس اللجنة الشرعية لفض المنازعات بالشيخ زويد – على اختيار مسعد أبو فجر، قائلاً «أعتقد أن ما بني على باطل فلا قيمة له ولا أثر يذكر، والحكومة تريد أن ترقع وتجمل صورتها المشوهة والملوثة بالدماء من أبناء سيناء وغيرها من أنحاء الوطن المكلوم بهذا الاختيار الصوري والشكلي، فماذا سيعطى لسيناء من هذا الاختيار؟ وما الذي يستطيع مسعد أن يقدمه؟». ووافقه كمال الأهتم – القيادي بحزب النور بالمحافظة – قائلاً «لم يكن الاختيار من سيناء، سواء بالترشيح أو الاختيار، وإنما الجهة التنفيذية بالبلاد هي من قامت باختياره وترشيحه للجنة الدستور»، لافتًا إلى أنه لا يعترض على شخصه، «فلو كانوا اختاروني ممثلاً لسيناء، فمن حق أبناء سيناء أن يتساءلوا عن الأسباب التي جعلتني في اللجنة والتي على أساسها تم تمثيلي لسيناء»، واختتم «أهم ما أناشده عدم المساس بمواد الهوية بالدستور».