قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن خطة إدارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا استقبلت بتحفظ شديد من قبل العديد من الضباط بالجيش الأمريكى، كما وصفت قرار مجلس العموم البريطانى أمس، برفض العمل العسكرى فى سوريا بأنه استدعاء لشبح العراق. وأضافت الصحيفة أنها أجرت مقابلات مع أكثر من عشرة ضباط عسكريين، تتراوح رتبهم من نقيب إلى جنرال، والذين افترضوا انه من غير المحتمل أن تقوم الولاياتالمتحدة بالتدخل العسكرى فى سوريا، إلا أن وزارة الدفاع تم الدفع بها إلى حالة حرب، والتى تسببت فى عدم استقرار الكثيرين فى القوات المسلحة. وقال ضباط سابقين وحاليين – كانت لديهم دروس مؤلمة من العراق وأفغانستان على عقولهم – أن التحفظ الأساسى يتمثل فى الآثار غير المقصودة المحتملة من إطلاق صواريخ "كروز" ضد سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الضباط تساءلوا عن استخدام القوة العسكرية كإجراء عقابى، وقالوا إن البيت الأبيض يفتقر إلى استراتيجية متماسكة، فإذا كانت الإدارة متناقضة حول حكمة الضربة هل هى هزيمة أو شل الرئيس السورى؟، فربما يمهد ذلك الطريق لدمشق لأن تسقط فى أيدى المتمردين المتشددين، وأن الهدف العسكرى من القيام بغارات على أهداف "الأسد" العسكرية لا يزال غامضا. وقال "جريجورى نيوبولد"، جنرال متقاعد وشغل منصب مدير العمليات فى هيئة الأركان المشتركة خلال الفترة التى سبقت حرب العراق "هناك سذاجة واسعة داخل طبقة الساسة حول التزامات أمريكا فى قضايا السياسة الخارجية، المخاوف ببساطة هى حول الآثار على الجيش الأمريكى بعد هذه الحرب"، مشيرا إلى أن العديد من معاصريه منزعجون من الخطة. وحذر العقيد "جوردون ميلر"، زميل فى مركز الأمن الأمريكى الجديد، من عواقب كارثية محتملة، منها جولة جديدة من الهجمات بلأسلحة الكيميائية، ورد عسكرى من جانب إسرائيل. وقلب "ميلر" فى تعليق له "إذا نجح الرئيس الأسد فى استيعاب الضربات واستخدم الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، سيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لمصداقية الولاياتالمتحدة، وستضطر أمريكا إلى تصعيد الهجوم على سوريا من أجل تحقيق الأهداف الأصلية". وتعليقا على قرار مجلس العموم البريطانى قرر رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" بالتدخل العسكرى فى سوريا، وصفت الصحيفة القرار بأنه استدعاء لشبح حرب العراق، واعتبرته ضربة قوية ل"كاميرون" تؤثر على أقوى حليف للولايات المتحدة فى أى ضربة عسكرية تقودها أمريكا. وفقد "كاميرون" التصويت بعد مناقشة طويلة استمرت لثمانى ساعات، بأغلبية 285 مقابل 287، وهو الرفض الذى وصفه المحللون بانه أكبر تمزق فى العلاقات الخاصة بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا منذ حرب فوكلاند عام 1982. وأشارت الصحيفة إلى أن "كاميرون" يمكنه أن يأذن بتوجيه ضربة عسكرية بالرغم من اعتراض البرلمان، ولكن كبار المسئولين فى الحكومة – بمن فيهم "كاميرون" نفسه – أشاروا إلى أن هذ ليس خيارا مطروحا بعد قرار أمس.