قبل كتابة تلك السطور سألت نفسي ! هل لي الحق أن أكتب عن سر اختفاء كاتب ما ؟؟ أو حتى أعبر عن عدم وجوده والفراغ الذي تركه وأعتب عليه .. وخاصة إذا كان هذا الكاتب هو بلال فضل “أثر كثيرا في الشباب وأنا منهم أولا لانتقائه الموضوعات وحسن صياغة الكلمات وهذان عاملان مؤثران من عوامل نجاح الكاتب، فليس بالضرورة أن يكتب الكاتب كلمات لا يفهمها إلا قليل حتى يقال عنه جهبذ الكتاب، ولكن صياغته لكلمات يفهمها الجميع هي التي تسطر اسمه بين العمالقة . وهذا ما فعله بلال فضل بصدق قلمه وخفة ظله ورجاحة عقله . ورغم اختلافى معه فى بعض كتاباته إلا أنني أحترمه وأقدره كا أستاذ نتعلم منه فهو صاحب رؤيه خاصة تميزه عن معاصريه” يمتلك الشجاعة فهو عندما يخطئ، يبادر بالاعتذار، ويشارك بفعله قبل قوله فى الأحداث . وهذا ما كان لايخفى على أحد قبل وأثناء وبعد الثورة، ومواقفه المتعددة من الفاسدين في الإعلام وغيره من كافة مؤسسات الدولة .وهذا ما جعله يكتسب قاعدة من القراء لا ينكرها احد حتى أنني اعتبره كاتب الشارع كما يحلو لي أن اسميه .. فعندما يختفي بلال فضل لابد أن نسال عن سر اختفائه ؟؟ فليس من حقه أن يختفي فجاءه ويترك الساحة إلا لحدث جلل وهذا ما لا أحسبه قد وقع له ! فالكاتب الذي يملك الأداة التي تجعله محل إعجاب الجميع حتى مخالفيه الرأي، فلا يحق له أن يضع قلمه لأنه كالجندي الذي يحارب فى الصفوف الأمامية، ويبلى بلاء حسنا، ولا يحق له أن يخلى ساحة المعركة اى أيا كانت الظروف فإما أن تنتصر الكلمة أو يجف القلم وفى النهايه أود أن ابعث برسالة إلى الكاتب بلال فضل وأتمنى أن يقرئها فهى ليست مني وحدي إنما هي من جميع قرائك أو هكذا أزعم مفاد رسالتى أن قلمك لم يعد ملكك بعد .. فهو أصبح لسان حال رجل أدميت قدماه على اعتاب المسؤلين يتمنى ان تقضى حاجته .. قلمك اصبح لسان حال فئه من الطلبة تجئر من هول الظلم الواقع عليها من عميد كليتهم .. قلمك أصبح لسان حال أم شهيد بعدما تحول صرير قلمك إلى صرخات مدوية فى آذان القائمين على شئون البلاد فى تلك المرحلة للتعجيل بمحاكمة سفاحين وجلادين هذا الشعب العظيم .. قلمك أصبح هو وسيلة مواصلات لمن لم يجد ثمن تذكرة قطار من الصعيد للقاهرة ليقدم شكواه .. قلمك كان فى وقت من الأوقات شمعة تضيء لنا فى دروب ظلام ذاك النظام البائد فى عصر الاستبداد لذالك عذرا بلال فضل فقلمك لم يعد ملكك !! اكتب فى أى مكان شئت، “فنحن لا يهمنا حجم المؤسسة التى تمنحها شرف كتاباتك بقدر ما يهمنا ويعز علينا أن يجف حبر قلمك النابض دائما بصوت الحق .... نحسبك على خير ولا نزكى على الله احد