* الرجل الأول في القاعدة بعد بن لادن يدعو الباكستانيين للانتفاض على الحكام كما حدث في تونس ومصر وليبيا واشنطن- أ ف ب: تعهد القيادي في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط فيديو مصور نشر الأربعاء بمتابعة “الجهاد” ضد الغرب على خطى أسامة بن لادن الذي قتل في عملية عسكرية أمريكية في باكستان في الثاني من مايو. وقال الظواهري في الرسالة المصورة التي بثها موقع سايت المتخصص في رصد المواقع الإسلامية “سنواصل العمل عن طريق الجهاد لطرد الغزاة من ديار الإسلام“. وأراد الظواهري من رسالته المصورة هذه أن تكون رثاء لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقد حملت عنوان “وترجل الفارس النبيل” وهي الأولى التي يتحدث فيها عن مقتل زعيم التنظيم. وقال في إشارة إلى الزعيم السابق للتنظيم “ذهب إلى ربه شهيدا الرجل الذي أرعب أمريكا حيا ويرعبها ميتا، حتى أنهم يرتجفون من أن يكون له قبر” في إشارة إلى إعلان الولاياتالمتحدة أنها ألقت بجثمان بن لادن في البحر. ولم تعين القاعدة حتى الآن خلفا لزعيمها، والظواهري هو “العقل” المدبر للتنظيم والمتحدث الرئيسي باسم القاعدة وبعد مقتل بن لادن أصبح هو المطلوب رقم واحد في العالم. وأضاف القيادي المصري في القاعدة وقد ظهر رشاش إلى جانبه “سيبقى الشيخ أسامة بن لادن بإذن الله رعبا وخوفا وفزعا يطارد أمريكا وإسرائيل وحلفائهما الصليبيين ووكلائهما الفاسدين“. وتابع: “سيظل قسمه الشهير بإذن الله يؤرق منامهم وهوأنكم لن تحلموا بالأمن حتى نعيشه واقعا وتخرجوا من ديار المسلمين“. وفي هذا الإطار دعا الظواهري المسلمين إلى قتال القوات الأجنبية الموجودة في بلادهم. وقال “نبعث برسالة تأييد لكل المجاهدين في أفغانستانوباكستان والعراق والصومال وجزيرة العرب والمغرب الإسلامي، ونحثهم على بذل مزيد من الجهد في قتال الصليبيبن وأعوانهم“. وأضاف “أحرض جماهير الأمة المسلمة على الانتفاض ضد العسكر المرتزقة والساسة المرتشين الذين حولوا باكستان لمستعمرة أمريكية“. وتابع مخاطبا الباكستانيين “يا أيها الشعب الباكستاني المسلم، انتفض كما انتفض إخوانك في تونس ومصر وليبيا وسوريا“. وحيا الظواهري الانتفاضات في هذه الدول العربية، مؤكدا أن القاعدة في خندق واحد مع المنتفضين على الأنظمة القمعية في هذه الدول، وذلك في الوقت الذي أدى فيه الربيع العربي إلى أفول كبير في نجم التنظيم المتشدد. وقال “نؤيد انتفاضتهم المباركة في تونس ومصر ليبيا واليمن والشام، وإننا نخوض معكم معركة واحدة ضد أمريكا وأعوانها“. وفي هذا الإطار، حض الظواهري السوريين على الإطاحة بنظام بشار الأسد “المجرم“. وقال “ندعو جماهير الأمة المسلمة في سوريا الحبيبة إلى استمرار النضال والكفاح والجهاد ضد النظام المجرم“. كما دعا اليمنيين إلى مواصلة انتفاضتهم ضد الرئيس علي عبد الله صالح، منتقدا بشدة مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي حاولت إبرام اتفاق لانتقال السلطة بين الرئيس والمعارضة، متهما الخليجيين بأنهم “أعوان أمريكا“. وقال الظواهري “إننا معكم في انتفاضتكم ضد الظالم العميل الفاسد علي عبد الله صالح وعصابته“. وأضاف “ولن تنخدعوا بالحيل السياسية وأعوان أمريكا الخليجيين الذين يريدون ان يجهضوا ثورتكم المباركة وأن يستبدلوا ظالما بظالم ووكيلا لأمريكا بآخر“. وتابع “عليهم أن يواصلوا تضحياتهم وغضبتهم حتى يزول النظام الفاسد العميل ويقوم مكانه نظام صادق يحكم بالشريعة“. ودعا الظاهري عموم المسلمين في العالم لأن “تكون الشريعة في ديار الإسلام حاكمة لا محكومة“. ومن جهة أخرى، جدد الظواهري البيعة للقائد الأعلى لحركة طالبان في أفغانستان الملا عمر. وقال “إننا نجدد البيعة لأمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد حفظه الله، ونعاهده على السمع والطاعة في المنشط والمكره وعلى الجهاد في سبيل الله وإقامة الشريعة ونصرة المظلومين“. ويأتي تجديد الظواهري مبايعته للملا عمر في الوقت الذي طلبت فيه الحكومة الأفغانية من مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات المفروضة على حوالى 50 قياديا في حركة طالبان، وهو طلب سيبته المجلس في منتصف يونيو الجاري. وتضم لائحة لجنة العقوبات ضد القاعدة وطالبان حاليا 486 شخصا، بينهم 138 على علاقة بطالبان، يحظر عليهم خصوصا السفر وقد تم تجميد أرصدتهم. وبين الأسماء التي تريد الحكومة الأفغانية شطبها من اللائحة أعضاء المجلس الأعلى للسلم الذي أنشأه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في 2010 في محاولة لإقناع عناصر طالبان بالانضمام إلى محادثات السلام، الأمر الذي لم يسجل نجاحا كبيرا حتى الآن.