الهيئة الوطنية للانتخابات: 4 ممارسات تبطل صوتك في انتخابات مجلس الشيوخ (صور)    البورصة تربح 22 مليار جنيه بختام تعاملات الأسبوع    الحكومة: إجراءات جديدة قبل سبتمبر لتيسير الإفراج الجمركي وزيادة الاستثمارات الأجنبية    مصر ترحب بإعلان رئيسي وزراء كندا ومالطا اعتزام بلديهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية    جماهير النصر السعودي بالنمسا تتسلل للفندق لرؤية كريستيانو رونالدو    حماية المستهلك: ضبط 45 طن زيوت ومواد غذائية معاد تدويرها من خامات مجهولة المصدر    خروج عجلات جرار قطار عن القضبان في المنيا دون إصابات    للعام الثاني، الجونة السينمائي وبرنامج الغذاء العالمي يطلقان مسابقة "عيش" للأفلام القصيرة    أسعار الأسماك بأسواق مطروح اليوم الخميس 31-7- 2025.. البورى ب 150 جنيه    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس لمشروعين صينيين جديدين    سوريا.. 47 شاحنة مساعدات تتجه من دمشق إلى السويداء    جهود أمنية مكثفة لكشف غموض وفاة سيدة بطلقات نارية داخل منزلها بقنا    تهريب ومخالفات وأحكام.. جهود أمن المنافذ 24 ساعة    التصريح بدفن جثة طفل لقى مصرعه غرقا بقرية الجبيرات فى سوهاج    "إعادة تدوير" لحملات المزايدة!    إذاعة الجيش الإسرائيلى: انتحار جندى بعد خدمته فى صفوف قوات الاحتياط    أشرف زكي من جنازة لطفي لبيب: فقدنا نجم كان مدرسة في الصبر    رئيس هيئة الأوقاف يوجّه مديري المناطق بالحفاظ على ممتلكات الهيئة وتعظيم الاستفادة منها    هل انقطاع الطمث يسبب الكبد الدهني؟    ئيس الهيئة الوطنية للانتخابات يعلن اكتمال الاستعدادات لانطلاق انتخابات مجلس الشيوخ    تقارير تكشف موقف ريال مدريد من تجديد عقد فينيسيوس جونيور    حبس بائع خردة تعدى على ابنته بالضرب حتى الموت في الشرقية    صفقة تبادلية محتملة بين الزمالك والمصري.. شوبير يكشف التفاصيل    أساطير ألعاب الماء يحتفلون بدخول حسين المسلم قائمة العظماء    البابا تواضروس أمام ممثلي 44 دولة: مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها    محمد رياض يكشف أسباب إلغاء ندوة محيي إسماعيل ب المهرجان القومي للمسرح    عروض فنية متنوعة الليلة على المسرح الروماني بمهرجان ليالينا في العلمين    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    انتخابات الشيوخ.. 100 ألف جنيه غرامة للمخالفين للصمت الانتخابي    يديعوت أحرونوت: نتنياهو يوجه الموساد للتفاهم مع خمس دول لاستيعاب أهالي غزة    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 23 مليونا و504 آلاف خدمة طبية مجانية خلال 15 يوما    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    مسلسل «220 يوم» يتصدر التريند بعد عرض أولى حلقاته    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    خروج عربات قطار في محطة السنطة بالغربية    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    رئيس قطاع المبيعات ب SN Automotive: نخطط لإنشاء 25 نقطة بيع ومراكز خدمة ما بعد البيع    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات البنية الأساسية والتطوير بمدن بالصعيد    نجم الزمالك السابق: إسماعيل إضافة للدفاع.. والفريق يحتاج إلى الهدوء    الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم    استعدادا لإطلاق «التأمين الشامل».. رئيس الرعاية الصحية يوجه باستكمال أعمال «البنية التحتية» بمطروح    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    وزير الخارجية يلتقي السيناتور "تيد كروز" عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي    انخفاض حاد في أرباح بي إم دبليو خلال النصف الأول من 2025    تويوتا توسع تعليق أعمالها ليشمل 11 مصنعا بعد التحذيرات بوقوع تسونامي    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    روسيا تعلن السيطرة على بلدة شازوف يار شرقي أوكرانيا    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    نساء مصر ورجالها!    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماهر طلبه : رايح وجى .. ماحدث لى حين ركبت الطبق الطائر
نشر في البديل يوم 26 - 05 - 2011

فى البدء ، أؤكد أن هذه الأحداث والتى أقوم بتسجيل تفاصيلها أحداث حقيقية . وليست قصة من نسج الخيال..ولايغرنك أن فى العنوان “طبقا طائرا ” وما يثيره هذا المسمى من نقاش وجدال حول مصداقية وجوده فهذه العقول التى رفضت التصديق بكروية الأرض ونظرية التطور وغيرهما من النظريات العلمية لايمكن أن تتخلى مرة واحدة عن جمودها العقلى لتقبل بطبقى الطائر ، كما أحب أن أنفى عن نفسى شبهة الخلل العقلى حتى لاتساور البعض الظنون ، فلست بمجنون رغم أننا فى عالم مجنون ... وبعد هذه المقدمة الطويلة والتى لا أرى منها بدا تبدأ حكايتنا...
فى ذلك اليوم – لا أعرف بماذا أصفه – قررت أن أترك كل هذه الدنيا – بمشاكلها- خلفى وأن أذهب إلى المصيف لعل مشاكلى تذوب فى مياه البحر... حين استقر بى الرأى على هذا ...ذهبت لطلب إجازة ...وبعد أخذ ورد بينى وبين السيد المدير...تكرم سيادته فمنحنى ثلاثة أيام لا غير ...ورغم إننى قد اعتبرت ذلك تحكم و”عنجهية” لا داع لها إلا أننى لم أنس أن أشكر سعادته وأدعو له بطول العمر و دوام المنصب أثناء الخروج من الباب .. ها .. ما علينا .. المهم أنى اتجهت من فورى إلى البيت... أعددت حقيبة صغيرة وأخذت طريقى إلى المحطة... وحتى لا أطيل مرة أخرى فبعد أن دخلت العربة الطريق الصحراوى ... أخرجت الأجرة للسائق .. أشاح عنى بوجهه طالبا المزيد ، مبينا لى أنه يعانى وعثاء الطريق بينما نحن نذهب إلى المصايف .. أفهمته أننى لست منهم .. وإنها المرة الأولى لى وإنهم ثلاثة أيام لاغير سأنفق خلالها ما جمعته فى عشرين عاما ... أصر على موقفه ... زاد الأمر بيننا .. توقف على جانب الطريق آمرا إياى بالنزول .. رغبة منى فى عدم تطور الأمور إلى الأسوأ... وحتى لا أفسد الرحلة قبل بدايتها... نزلت.. منتظرا أى سيارة قادمة ... والآن فلتتحد كل الحواس .. ها أنا ذا أقترب من الحدث الرئيسى.. أنا الآن فى وسط الصحراء أو بالتحديد على الطريق الأسفلتى الذى يقع فى وسط الصحراء .. وهج الشمس يشتد .. أبحث عن مكان أحتمى به .. ألجأ إلى صخرة بعيدة وأنتظر .. الوقت يمر متثاقلا .. تزداد حرارة الجو .. أسند رأسى إلى الرمال ...”هل غفوت؟!!” .. جسم يهبط من السماء له بريق غريب .. يقترب... باب يفتح .. شئ ما يجذبنى للداخل .. ” مقاومتى معدومة” .. نور باهر يصدم عينى .. شخص يشير لى .. هيئته غريبة .. ليس له الجسم البشرى .. ” أهذا زى أم أنه مغطى بالريش؟ !”
- من أنت...؟ .. ماذا تريد منى؟..
يوقفنى عن الاسترسال بإشارة
ملاحظة خارج نطاق الحدث : ألاحظ أنى أتحدث لغة غير العربية أو الإنجليزية وأرجو المعذرة فلا أستطيع نفى إن كان يوجد على سطح الأرض من يتحدث بها ، فأنا لا أعرف من اللغات إلا العربية وبعض الإنجليزية بحكم الاحتلال الإنجليزى والمسلسلات الأمريكانى لمصر.
أحاول أن أتماسك .. ” ماذا لو كان هذا الشيء يريد لى الضرر؟..هل يصح أن أحاول الفرار منه؟... كيف يجعلنى أخاطبه بلغة ليست لى؟! .. اعجب ما فى الموضوع أنى لا أحس الخوف رغم غرابة الحدث ، والأعجب أنى أشعر بالجوع” .. قدم لى قائمة طعام ..” لا أفهم ما فيها” .. أشرت إلى إحداها ضغط على الزر..
” أيّة لغة هذه؟!! ”
امتدت أمامى مائدة...أشار لى ... بدأت فى التهام الفطيرة ، انتظر حتى انتهيت .. قال
- نحن نعلم من أنت ، أحوالك ، عاداتك ، طباعك ، نعلم عن هذا الكوكب وعن سكانه أكثر مما تعلمون ، وقد أثار استياءنا ما نراه من تردى أحوالكم وأخلاقكم وتكالبكم وتقاتلكم على المال والسلاح وتخليكم عن القيم الروحية الخالدة قيم العدل والخير ، وبعد البحث والدراسة وقع عليك الاختيار لإنذار أهل كوكبكم وإخبارهم أخبارنا وتبيان ما وصلنا إليه من تقدم علمى وتقنى ونشر قيمنا وأخلاقنا السامية.
- وكيف أعرف مدى تقدمكم وأنا لا أعلم من أنتم ؟
- إنى مكلف من قبل الزعيم برفعك إلى الكوكب الأم ليتم هناك تدريبك وتأهيلك لأداء مهمتك ومشاهدة مدى تقدمنا لتطمئن نفسك وترى كيف تحقق عندنا ما تعتبرونه أنتم خيالا
- والإجازة ...والمدير...
- سنعيدك قبل غروب الشمس
- ياسلام ...رحلة بين الكواكب فى ساعات
أدار جهازا...
- بدأت الرحلة...يمكنك مشاهدة الطرق التى سنسلكها من خلال هذا الجهاز
والجهاز ياسادتى ... ماهو إلا شاشة .. لكنى أرى الطرق والأشياء عليها مجسمة كأنى على خشبة مسرح...
- ما هذا ...؟!
- سأجيبك عما يجب أن تعرفه وعليك بالصبر شاهد فقط ولا تنس ما قلته لك نحن نسبقكم فى مجال العلم كثيرا
الهدوء يخيم ، رغم السرعة التى يبدو أن المركبة تتحرك بها فإن الصور على الشاشة شديدة الوضوح وكأنى أراها من أوضاع ثابتة ...
) مجموعة من النجوم تتجمع ...يزداد اجتماعها كلما زاد اقترابنا منها ... تنبعث منها إشارات ضوئية) .. قال
- عندنا من لا يرتكب خطأ طوال حياته الأولى يقع عليه الاختيار ليتحول إلى نجم يشع ليكون مثالا وقدوة يتمثل بها الباقون .. وهم الآن يرسلون إليك تحية إكبار وإجلال
- أنا ... لماذا؟!
- لأنك أول من وصل من كوكبكم إلى هنا على هذه الصورة..
- هذه الصورة !!!.. هل تعنى أن غيرى قد جاء إلى هنا بأى صورة من الصور ؟
صَمَتَ ...
” الوحيد الذى وصلت إلى هنا ..... !!! لو إننى ذهبت إلى أصدقاء العمل وحكيت ما يدور لقالوا مجنونا عادت إليه أفكاره الجنونية ، وجددوا نصيحتهم الدائمة لى .. لا تأكل لحم البقر البريطانى .. فقد نقل إليك مرض الجنون ” .. ارتطام هادئ ...أشار إلى الصورة التى كنت قد سهوت عنها
- إننا الآن فى المجال الجوى لكوكبنا ... انظر .. إن كوكبنا فى أبهى زينته احتفالا بقدومك ...
- سبحان الله... ما أجمل هذا .. ما أروع خلقك يا الله
- سنهبط عما قليل على السطح ..
- يجب ألا تنسوا أن إجازتى ثلاثة أيام وأن المدير ...
قاطعنى بعنف ...
- أنت سوف تغير تاريخ الجنس البشرى وعليك وأنت مقدم على هذه المهمة ألا تشغل عقلك بأية قضية أو موضوع آخر ..
ارتطام آخر هادىء .. ” كأننا على بساط من الحرير ، حدائق مترامية الأطراف ، تناسق لاتجده على كوكبنا الملعون.. أين ذلك من حوارٍ وشوارع مصر المحروسة ؟!!!”
فُتح الباب .. شئ ما يجذبنى للخارج ..
” لولا أنى لم أذق اللحم منذ زمن طويل لقلت إنى قد أصابنى جنون البقر البريطانى”
- نحن هنا ثلاثة أنواع.. يتشابه أفراد كل نوع تماما.. لا يوجد من ليس له شبيه هنا سوى الزعيم ..
- لكن ألن أقابل الزعيم ؟
- اتبعنى .. لقد خصص لك وقتا للمقابلة كل ما هو مطلوب منك أن تشاهد فقط وتعرف وسأجيب عن استفساراتك فى حدود المسموح به ... مستعد ..
هززت رأسى .. قال بعد أن تقمص دور المرشد السياحى
- لتعلم أن كوكبنا مثلما يسكنه ثلاثة أنواع أو أجناس ينقسم كذلك إلى ثلاث مناطق .. الأولى المنطقة الخضراء وهى منطقتنا هذه و بها القصور التى يعيش فيها معظم السكان .. والثانية هى المنطقة الحمراء وهى جزء من الكوكب ميز باللون الأحمر يتم فيه عزل الخطاة والخارجين عن النظام لقضاء فترات العقوبة .. والحياة بها ليست دائمة – إلا فيما ندر – إذ إن الفرد بعد قضاء العقوبة .. يعود إلى المنطقة الخضراء ويُراقب .. فإن حسن عمله عاش كأى مواطن صالح ، وإن شاب سلوكه أى شائبة اعيد من جديد إلى المنطقة الحمراء حتى يقوم سلوكه ، والمنطقة الثالثة هى المنطقة البيضاء وتقع على أطراف الكوكب ويقطنها الزعيم ... وسنجول بالمنطقتين ثم أصطحبك للقاء الزعيم ...
بدأت المركبه فى التحرك
- يمكنك أن تتابع الصور على الشاشة التى أمامك ...
صورة
( مجموعة – لاتشبهه فى الشكل – تقوم بنشر ألواح من الخشب كتب عليها كلمه العدل )
- ما هذا ؟
- هؤلاء ... مجموعة من الجنس الثانى الذى يسكن كوكبنا وهم المكلفون بنشر العدل بين سكان الكواكب المختلفة .. يُؤتى بهم إلى هنا ليمارسوا العمل اليدوى . حتى لايمس الغرور أرواحهم وليكتسبوا خبرة فى نشر العدل ...
- لكن كيف سينشرون العدل ؟
- بالمناشير ...ألا ترى ؟.. انظر إلى الصورة .. تحقق
- أقصد ..
- نفهم قصدك .. هؤلاء ناشرو العدل ....
” الصمت لم يعد لى سواه .... أقول للمدير ...ينشرون العدل بالمناشير .. إجازة نحس من أولها ”
انظر أمامك صورة ....
( مجموعة تقف بملابس ممزقة تصرخ بصوت جهورى ح ق ى ق ة )
- ومن هؤلاء ؟
هؤلاء هم طالبو ال ح ق ى ق ة ولتعلم أنه على هذا الكوكب ال ح ق ى ق ة هى المطلب الوحيد ... فجميع السلع التموينية والاحتياجات المادية تتوافر وبكثرة ولذلك لا يبذل الناس أى جهد للحصول عليها ... لكن ال ح ق ى ق ة يبذل من أجلها الغالى والرخيص ... من منا لا يريد الوصول إلى ال ح ق ى ق ة
- ولم يجزيؤونها ... ؟
- لتصير أوضح .... خذ أى صورة وحللها إلى عناصرها الأولية ألن تصبح أكثر وضوحا وتصير أسهل على الفهم ...
- وهل الحقيقة غير متوفرة عندكم حتى تطلب بهذا الشكل ؟
- لا .. إن توافر ال ح ق ى ق ة لايقل عن توافر باقى السلع لكن ... ألا تعلم أن الشىء كلما طلب زادت قيمته ؟ .. فنحن نرفع من قيمه ال ح ق ى ق ة بطلبها ...
” ليكن ... السلع التموينية متوفرة !! ..هذه الجملة كاذبة بلا شك .. لكن كيف لى أن أكذب قوما كل ما يطلبونه من الحياة ال ح ق ى ق ة .. سيدى المدير السلع التموينية متوفرة .... فلماذا نرى وجهك ال.... ... ”
- أين يذهب عقلك ؟! .. أمامك صورة ..
( رجل يسكن فى قصر منيف ...أرضه من المرمر وجدرانه مغطاة بالذهب ... يلبس الحرير.. يتحلى باللؤلؤ والمرجان ... رائحته المسك والعنبر .. طعامه كل ماتشتهى الأنفس )
- وهذا ؟؟
- هذا خادم للزعيم أخلص فى نشر العدل فكوفئ كما ترى جزاء عمله...
” من يجيد النشر – بالمناشير – يكافأ كهذا .. ياسبحان الله ... لو أن مديرنا يرى ما أرى لجن واستراح منه الجميع ”
وكما تلتقى صفرة الصحراء بخضرة الوادى فى مصر المحروسة تلتقى المنطقة الحمراء بالمنطقة الخضراء ... وبرغم لونها الأحمر فإنها رائعة الجمال ، لكن يعيبها الضوضاء .. كما يبدو أن درجة الحرارة بها مرتفعة إذ إنى أحس بالماء يتسرب من كل مسام الجلد من شدة الحر...
- انظر .. يسارك... الشاشة ... صورة
( قوم يزرعون ويكبر زرعهم فيحصدونه فى نفس اللحظة وكلما حصدوا عاد الزرع فى نفس ساعة الحصاد كما كان من قبل .. ) .
- هؤلاء قوم قد تقاعسوا عن تنفيذ الأوامر فعوقبوا بأن كتب عليهم العمل بلا راحة ...
- نعم .. نعم.. سيزيف والصخرة ..لكن هذه الحكاية قديمة ... ويبدو أن الناس كانت تشعر أن شيئا كهذا يمكن أن يقع فاخترعوا ماكينات تزرع وتحصد وتجمع وتعبئ فى كراتين وتصدر للخارج أيضا دون أى تعب.
صورة ..
( مجموعة من الرجال .. آخر وجاهة ولا بشاوات عصر الانفتاح ، فى فم كل منهم سيجار ، أمامهم ما طاب ولذ من أصناف المأكولات والمشروبات .. على الارض مجموعة من الرجال والأطفال عراة تماما ...راكعين .. يمدون لهم الأيدي ) .
- هؤلاء الرجال الجالسون هم سارقو أموال الناس يؤتى بهم إلى هنا .. ويؤتى بضحاياهم على الصورة التى تراها ... يقومون باستجدائهم ... ليحيوا ضمائرهم فيقتلهم الندم ...
- كيف ذلك ؟
- تخيل أن شخصا ما قتل شخصا ما ، ثم وضع القاتل والقتيل فى حجرة واحدة ... ما تأثير ذلك عليه ؟
- يا مغيث .. رعب.. رعب... لو يملك القدرة لأعاده من جديد إلى الحياة
- وهذا ما هدف إليه الزعيم ..
” لو قلت لهم فى مصر ضعوا السارق والمسروق فى حجرة واحدة على هذا الشكل وحدثتهم عن تأنيب الضمير .. لوضعت فى حجرة واحدة مع مرضى الأمراض العقلية وحدثونى عن بوظان المخ ”
- ماذا تقول ... ؟
- لا شىء .. كنت فقط أتعجب من حكمة الزعيم .. لكن اسمح لى ما الفائدة التى تعود على من سُرق ؟
- لا تسأل عما لم تجب عنه ... شاهد فقط
- أنتم واختياركم .. ” لكن سيُخرب بيتى لو زادت الإجازة عن ثلاثة أيام ”
- الشاشة..
- نعم .. نعم .. صورة
( قوم بلا عيون ولا شفاه قطعت ألسنتهم يمدوا الأيدى إلى الأمام كأنهم يسبحون فى بحر من الأثير) .
- هؤلاء قوم قد جدفوا على الزعيم بالأباطيل ، فكان أن عاقبهم بأن أفقدهم عيونهم التى لم تر ال ح ق ى ق ة ، وشفاههم التى نطقت بالزور ، وألسنتهم التى لاكت سيرته العطرة ... ولتعلم أن سيرة الزعيم لا تتداول على هذا الكوكب إلا بكل خير ... لكن فى بعض الأحيان .. فى أثناء الأزمات الطارئة كثيرا ما تخرج علينا قلة بكلام يمس ذات الزعيم ... لكن الردع يوقف القول ويخرس الألسنة فى الأفواه ...
اللون الأحمر يتلاش ... انتبهَ وقال
- إننا نقترب من المنطقة البيضاء ...
توقفت المركبة ... فُتح الباب .. أمرنى بالنزول
- ألن تصحبنى ... ؟
- ممنوع أن يدخل أحد إلى المنطقة البيضاء .. لم يسمح إلا لك
- ألا يلقاكم أبدا ...
- وما الداعى إلى اللقاء ... الزعيم يسر فى أنفسنا ما يريده ، فيُفْعل على الفور ....
أسوار عالية جدا ... باب يفتح ... أدْخُل ...
أنا فى داخل المنطقة البيضاء ...أستميحكم عذرا .. فها هنا أتوقف عن السرد .. فليس من عقل يستطيع أن يستوعب ما رأيت .. آية من آيات الكون الكبرى ، أُمرتُ أن أحتفظ بها لنفسى وأن أقص باقى ما حدث .. دون حذف أو إضافة .. ليكون فيما رأيت آية وعبرة للذين يتكالبون على المال والسلاح ...
شئ ما يسير على وجهى ... مددت يدى .. فأر صحراوى ...
” ياه ما هذا الحر الشديد ؟.. هل عدنا من جديد إلى المنطقة الحمراء؟.. أين أنا ..؟ تذكرت على الطريق الصحراوى ... كيف أعادونى بمثل هذه السرعة ” ؟ هل كنت أحلم ؟!... أين الحذاء ؟ حتى فى الصحراء .. ماهذه الآثار التى على الأرض ؟ تبدو أثار إطارات ضخمة ؟... هل كنت أحلم ؟!!”
* * *
ماذا على أن أفعل ؟.. انقضت الأيام الثلاثة ، لم أغادر خلالها المنزل ، لم أفتح بابا ... الحيره تقتلنى .. عدت اليوم إلى العمل .. قابلنى المدير بتعليقاته القاتلة ... قتل الكلمات فى حلقى .. ماذا أقول ..؟
هل سيصدق الناس ؟ .. فى ليلة واحدة .. ؟!!!
على كل حال ها أنا ذا أفى بما وعدت .. وأكتب كل ما حدث لى بالتفصيل راجيا ممن يقرأ هذا ...أن يقرأه بوعى متفتح وعقل مفتوح وألا يجعل من غرابة الموضوع سببا لنفى الحدوث .. فما أغرب الدنيا وأحداثها .. وما أغرب الإنسان وحياته .... اللهم إنى قد بلغت .. اللهم فاشهد ...
[email protected]
http://mahertolba.maktoobblog.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.