* البشير يقول إن أبيي شمالية ويرفض انسحاب الجيش منها.. وفرار 150 ألف نازح من القتال * مخاوف من تجدد الحرب بين الشمال والجنوب في المنطقة النفطية.. واستقالة وزير جنوبي من حكومة الوحدة عواصم- وكالات: أعلنت الأممالمتحدة أن أربعة من طائراتها الهليكوبتر تعرضت لإطلاق نيران في منطقة أبيي المتنازع عليها بالسودان من جانب ميليشيا متحالفة مع الشمال على الأرجح. وذكرت أن أفراد أطقم الطائرات الأربعة هبطوا بسلام. وقالت هوا جيانغ المتحدثة باسم الأممالمتحدة إن 14 قذيفة اطلقت حين أقلعت الطائرات يوم الثلاثاء. وسيطرت قوات جيش الشمال على أبيي في مطلع الأسبوع مما أجبر الآلاف على الفرار. وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس أن بلاده لن تنسحب من منطقة أبيي المتنازع عليها، مما يزيد المخاطر في مواجهة بشأن الأرض مع الجنوب. وقال البشير في كلمة ألقاها في الخرطوم “أبيي سودانية وهي أرض شمالية ولا يمكن أن يخرج الجيش منها.” وأضاف إنه أعطى الضوء الأخضر لجيش شمال السودان للرد على أي استفزاز محتمل من جانب جيش جنوب السودان الذي سينفصل في التاسع من شهر يوليو المقبل. وجاء التصعيد في أبيي بعدما قالت الأممالمتحدة إن القوات الجنوبية هاجمت قافلة تابعة للمنطمة الدولية تحرس الجنود الشماليين بينما كانوا ينسحبون من المدينة يوم الخميس. وأبلغ البشير معلمين في خطاب أن الهجوم على القوات المسلحة والأممالمتحدة هو أكبر جرائم الحرب. ويراقب محللون كيف سيرد الجنوب ويخشون من أن يشتعل فتيل قتال آخر مع الشمال بشأن أبيي التي تحتوي على النفط والمراعي في صراع شامل من شأنه أن يمزق المنطقة. واتهم مسؤولون جنوبيون يوم الإثنين الشمال بمحاولة إشعال حرب أهلية جديدة. وفي الغضون، فر أكثر من 150 ألف شخص من المعارك في المدينة السودانية التي تحتلها قوات الشمال. وفيما كانت النيران مندلعة وعمليات السلب والنهب جارية يوم الإثنين الماضي في المدينة الواقعة على الحدود الشماليةالجنوبية، فر آلاف الأشخاص نحو الجنوب، وخصوصا في اتجاه مدينة أقوك. وقالت إليزابيت بيرز المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في جنيف “تفيد التقديرات في أقوك أن هناك حوالى 150 ألف نازح في المدينة وحولها”. وأضافت أن “هؤلاء الاشخاص قد غادروا أبيي، إنهم يفرون نحو الجنوب”. وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية، إن “ابيي ستبقى مدينة شمالية حتى يقرر السكان مصيرها بأنفسهم”. وكان من المقرر أن تصوت المنطقة الخصبة التي يدعي كل من الشمال والجنوب أحقيتهما فيها، على تقرير مصيرها في يناير، بالتزامن مع الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي صوت فيه السكان بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال. إلا أنه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. وسيطرت القوات الحكومية على تلك المنطقة السبت. واحتجاجا على ما وصفه ب”الأعمال الإجرامية في أبيي”، استقال لوكا بيونق الوزير الجنوبي في حكومة الوحدة في الخرطوم. وقال الوزير المتحدر من منطقة أبيي “كنا نأمل في أن نتمكن من تشكيل دولتين قابلتين للحياة تقيمان في ما بينهما علاقات جيدة، لكن الخرطوم غير مهتمة بالسلام على ما يبدو”.