قالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا إن رجال الدين يتنازعون الآن علي السلطة ويستخدمون الدين كوسيلة للوصول إلي الحكم ، وأضافت أن هناك قوي سياسية فرضت نفسها علي الساحة بمرجعية دينية بحجة المادة الثانية من الدستور. واعتبرت الجبالي الاستفتاء الأخير تضليل كبير للجماهير المصرية وتم في مناخ معيب وعلينا أن نعيد النظر فيه مرة أخري ،منوهة إلي ضرورة أن تكون هناك أداة تجزئة في الاستفتاء علي الدساتير وأشارت الجبالي في كلمتها مساء أمس في منتدى الحوار للتثقيف والتوعية القانونية والدستورية بمكتبة الإسكندرية إلي أن مصر لم تكن دولة دينية عبر جميع مراحلها التاريخية وأن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ، وإنما يستخدم الدين وإن علينا أن نؤمن بمدنية الدولة التي لها مرجعية دينية مفسرة ذلك بأن الفكر الإسلامي الصحيح منفتح علي تجارب الدنيا وأن الشريعة الإسلامية إنما هي قواعد كلية ، كما أن حدود الإسلام غير قابلة للتحقق علي أرض الواقع ولا تقوم إلا في مجتمع اكتملت معالمه ، وأضافت أننا لا نريد أن تتحول مصر من استبداد سياسي إلي استبداد ديني ويحكمنا من يعتقد إنه غير قابل للمحاسبة ، وقالت أن الوضع الطبيعي للدولة هي المرجعية لذوي الخبرة وليست لرجال الدين , واعتبرت أن النص الديني ما هو إلا مصدر وليس قاعدة قانونية والقاضي لا يحكم إلا بالقانون وما عدا ذلك فهو انحراف قضائي , وأكدت الجبالي أنها ضد تقسيم مسلمي مصر إلي شيعة وسنة الأمر الذي اعتبرته خطرا علي الشعب المصري الذي يطلق عليه الآن ” سني العقل وشيعي الهوي ” وحذرت الشعب المصري بأنه إذا لم يتعلم من الدرس المستفاد من الثورة ستظل الأمور في ارتباك وشددت علي ضرورة أن تكون مصر دولة محصنة دستوريا حتى تكون ضمانة للجميع وتكون المرحلة الجديدة مليئة بالحريات التي ستنتج عن وجود حوار وطني يضم كافة الأحزاب السياسية ليسفر عن وطن محصن دستوريا وواضح المعالم يؤمن بالتعددية واحترام حقوق الإنسان لافتة إلي أن الدولة المصرية في خطر ومستهدفة ولابد من إعادة بناء الدولة ,وأشارت إلي دور الحكومة الحالية التي وصفتها بالحكومة ” الاجتهادية ” ولا تحاسب علي أعمالها لأنها حكومة تسيير أعمال وإن علي الشعب المصري أن يصل بالحوار الوطني الجاد والمنظم لإدارة واضحة لشؤون الدولة من خلال دستور لا يسمح بانتهاك لأي مواطن