باسم شرف : كحكاية قديمة لك

فانا اعلم بك منك
وأقيس المسافات المتاحة بيني وبينك
لم يكن بيني وبينك أقوام
ولم يكن بيني وبينك شرطي
ولم يكن بيني وبينك شريط قطار وشهادة ميلاد
المحطات القديمة المهجورة فقط .. تجمعنا
..............................
انت وحيد ..
تريد ان تبكي لحكايات تافهة آلمتك قديما
رجل المترو الذي قادك أمامه كرجل سرق منه حلما تمناه
وأنت تدافع عن نفسك وتقول : أني نسيت بطاقة الرقم الوطني فقط
وتصرخ
انا لم أخطئ
وتصرخ
انا معصوم من ممارسات العاديين
وتبكي
يضربك الشرطي.. لكونك أخطأت في رتبته العسكرية
و التي عاني حتي يحصل عليها
ويسألك : كم من الوقت احتجت كي تصبح بارعا في عمل إجرامي
تقول له : انا لست بمجرم
ويحدثك عن الثورات العربية التي أفسدت الشعوب
وبقول لك .. بصوت رخيم :
انت رجل بجسد كلب وبوجه مجرم
انت لا تستحق الحياة .
فتبكي
وتبكي
وتبكي
وتصرخ كفي هزلا
كفي
كفي كل شئ
اليوم يتوقف الوقت حدادا علي إهانتي
...............................
عزيزي
الشرطي لم يخطئ .. لأنه لم يكن هناك شرطي ولا محطة مترو
انت وحيد
تخاف الجحور وتخشي الموت في الطرقات
انت وحيد
تجري في صفحات قصيدة طويلة وتدندن بتهتهات الشاعر المسكين مثلك
انت وحيد
وانا وحيدة ..وابكي مثلك واصرخ مثلك
فانا لست نبية
لان الله لم يخلق من الأنبياء نساء
..................
ابريل 2011