يجتمع سفراء دول خليجية مع شخصيات يمنية معارضة اليوم لحثها على المشاركة في محادثات وساطة فيما جدد المحتجون في أرجاء البلاد مطالبتهم بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما. ودعا مجلس التعاون الخليجي الحكومة اليمنية وممثلين عن المعارضة لمحادثات في السعودية في موعد لم يتحدد بعد بينما تضغط الولاياتالمتحدة على صالح كي يتفاوض مع معارضيه. وتقول مصادر بالمعارضة إن المحادثات متعثرة لأن صالح يناور لضمان عدم محاكمته هو أو أحد من أفراد أسرته في اتهامات بالفساد أثارتها المعارضة. ويشعر كثير من المتظاهرين بالتشكك حيال محادثات مجلس التعاون الخليجي. ووصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى المملكة العربية السعودية اليوم وسيبحث مع الملك عبد الله عاهل السعودية الاضطرابات التي تجتاح المنطقة. وفيما تجاهل صالح خطة لانتقال السلطة تقدمت بها المعارضة يوم السبت، قبل اليوم دعوة دول الخليج العربية وحث المعارضة على قبولها. وكذلك فعل اللواء علي محسن القائد العسكري البارز الذي انقلب على صالح الشهر الماضي. ولم تظهر بوادر تحول في موقف صالح رغم الضغط وهو يؤكد على مدى أسابيع أنه سيرحل عقب الإشراف على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية العام الجاري. وقال أحمد الصوفي مستشار صالح لقناة العربية إن الرئيس لن يتخلى عن دوره التاريخي قبل انتقال السلطة واصفا الأمر بأنه قضية مهمة. ويجتمع سفراء قطر وسلطنة عمان والسعودية مع الجانب الحكومي فضلا عن ممثلين من ائتلاف المعارضة الذي لم يلتزم حتى الآن بالمشاركة. وقال محمد الصبري المتحدث باسم ائتلاف اللقاء المشترك يوم الإثنين إن المعارضة ترحب بموقف مجلس التعاون الخليجي الذي يحترم خيارات الشعب اليمني وترحب أيضا بأي جهود تبذل من أجل سرعة رحيل صالح. وقال مصدر في المعارضة أمس إن قوات الأمن في مدينة عدن اعتقلت ستة أشخاص لحثهم الطلبة على الانضمام لحملة عصيان مدني بدأت في الميناء الجنوبي في الأيام الأخيرة وتسببت في إغلاق المتاجر والمدارس وبعض المكاتب الحكومية في بعض البلدات. وتصاعد التوتر هذا الأسبوع في المواجهة التي بدأت في فبراير باعتصام محتجين خارج جامعة صنعاء. ووقتها قال صالح السياسي المخضرم الذي يمسك بزمام الحكم منذ عام 1978 إنه لن يسعى لإعادة الترشح في الانتخابات التي تجري في عام 2013 ولكن هذا لم يقنع النشطاء المتشككين بالعودة لمنازلهم. ويوم الإثنين أطلقت قوات الأمن ومسلحون يرتدون ملابس مدنية النار على محتجين في تعز جنوبي صنعاء وميناء الحديدة على البحر الأحمر وقتلوا 21 شخصا. ويوم الثلاثاء قال سكان إن قوات الأمن ومسلحين هاجموا عشرات الآلاف من المحتجين في تعز مرة أخرى ورد المحتجون برشقهم بالحجارة. وصرح أطباء لرويترز بأن نحو 30 محتجا أصيبوا جراء إطلاق النار والضرب. وقالوا إن 300 شخص أصيبوا إجمالا معظمهم نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. ووقعت مصادمات بن أنصار صالح ومحتجين ووحدات من الجيش تحميهم في صنعاء يوم الثلاثاء مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. وقالت الحكومة إنه جرت مهاجمة وفد وساطة أرسل إلى اللواء محسن لكنه قال إن هذه كانت مجرد خدعة لاغتياله. وتنظر الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة الى صالح على انه حليف رئيسي في محاربة القاعدة التي استخدمت معاقلها في اليمن لمهاجمة الولاياتالمتحدة والسعودية. وفي مقابل الحصول على مساعدات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات تعهد صالح بمحاربة المتشددين وسمح بضربات جوية امريكية لمعسكراتهم. ولمح بعض الدبلوماسيين في السعودية إلى أن الرياض تريد أن يحل محسن محل صالح رغم إعلان الأول أنه لا يسعى للحكم. وتقول جماعات المجتمع المدني المعارضة أن محسن -وهو إسلامي يبلغ من العمر 70 عاما- يعيبه ارتباطه بصلة قرابة بصالح وعلاقته الطويله به. وقتل أكثر من 100 شخص منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اليمن منهم 52 محتجا قتلوا برصاص قناصة في صنعاء في 18 من مارس. وأدى ذلك الحادث الذي دفع صالح لفرض حالة الطوارئ إلى إعلان قادة عسكريين وسفراء وبعض القبائل دعمهم للمحتجين في ضربة كبيرة للرئيس.