تعيش تونس حالة من القلق والحيرة إثر اغتيال الجنود وسط قلق من أن تتحول البلاد إلى مرتع للعمليات الإرهابية، وذكرت وكالة «رويترز» اليوم أن هجمات الجيش تستهدف المغاور والكهوف في المنطقة حيث يختفي مسلحون سلفيون من تونس والجزائر وليبيا. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، توفيق الرحموني، في تصريحات لإذاعة محلية «المواجهات تدور في منطقة تبعد 16 كم من محافظة القصرين قرب جبل الشعانبي حيث تتم ملاحقة مجموعة متصلة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي». وأكد العميد الرحموني أن وحدات جوية وبرية تشارك في العملية التي انطلقت في ساعة مبكرة من فجر الجمعة؛ بهدف القضاء على مجموعات مسلحة يفترض أنها ضالعة في إعداد الكمين الذي أودى بحياة تسعة عسكريين تونسيين. في نفس السياق، أكد العميد المتقاعد في الجيش الوطني والخبير العسكري، مختار بن نصر أن المجموعة الإرهابية المتحصّنة في جبل الشعانبي غيرت مخططها حيث تجاوزت مرحلة الاختفاء إلى الهجوم من خلال توجيه رسائل تفيد تواجدها في كامل مناطق الجمهورية، مؤكداً في تصريح لاذاعة محلية، اتجاه الجيش الوطني إلى مرحلة التطويق والهجوم باعتبار ان أماكنهم أصبحت مكشوفة حسب قوله. على الصعيد السياسي، لا تزال المشاورات متواصلة بين فرقاء الساحة السياسية حول تشكيل حكومة جديدة في البلاد مثلما تطالب المعارضة والقوى الشبابية، وكان رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي أطلق أول من أمس مشاورات مع الأحزاب السياسية لم تسفر عن اي نتيجة. ويذكر أن المعارضة والقوى الشبابية تعتصم منذ اغتيال النائب المناهض للإسلاميين محمد البراهمي أمام المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)؛ للمطالبة بحله وإسقاط الحكومة التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة «النهضة» الإسلامية. ومنح الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) التحالف الحكومي مهلة أسبوع من أجل التوصل إلى اتفاق تتشكل بموجبه حكومة كفاءات مستقلة تتصدى للإرهاب وتشرف على الانتخابات المقبلة ويتعهد أعضاؤها بعدم الترشح للانتخابات، كما جاء في بيان الاتحاد العام التونسي للشغل.