اجتمع كافة مسلمى العالم علي اعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للتذكير بالقدس والمطالبة بالحفاظ علي هويتها العربية ووقف عمليات التهويد، وعلي مدي 11 عاما بدأ المسلمون الاحتفال بهذا اليوم في البلدان الإسلامية ثم تطور الأمر فامتد الاحتفال باليوم إلى كل دول أوروبا وأمريكيا.. وليوم القدس هذا العام وضع خاص، حيث يعتبر أول يوم للقدس عقب ثورة 30 يونيو، وبالفعل نظم عدد كبير من النشطاء الثوريين والأحزاب والحركات الشبابية عددا من الفعاليات في حين غابت عن المشهد تماما الأحزاب الإسلامية. وأعلن التيار الشعبي بالسويس عن تنظيم مؤتمر في اليوم العالمي للقدس في مقر الحزب الناصري سيكون خلاله تكريم نشطاء السويس وأعضاء حملة تمرد وإلقاء كلمة عن تاريخ نضال الحركات السياسية في دعم قضية القدس، كما سيشارك أعضاء التيار الشعبي وحملة تمرد وباقي القوي الثورية بالمحافظة في تنظيم مسيرة ضخمة بأعلام فلسطين تتوجه إلي ميدان الأربعين أيقونة الثورة في السويس، هذا وسيشارك بعض النشطاء بشكل مستقل في تنظيم وقفة في ميدان الأربعين عقب صلاة الجمعة لتذكير أهالي السويس وحشدهم من أجل دعم قضية القدس. ويقول "يوسف نور" أحد أعضاء التيار الشعبى فى السويس، إن قضية القدس هي جزء من القضية المصرية، وعلي كافة حكومات مصر عقب الثورة الاهتمام بقضيتها، حيث كان معروفا عن الإرادة المصرية احتضانها لقضية فلسطين وهذا ما يجب أن يعود مرة أخري. ولا يختلف الوضع كثيرا في محافظة بورسعيد، حيث شكلت حركة المشاغبين جبهة ثورية للاهتمام بقضية القدس، وبادرت بعمل رسوم "جرافيتى" في ميادين بورسعيد مرسوم عليها صور لمسجد الأقصي ولمحمد الدرة، كما دعت الحركة لتنظيم احتفالية ثورية لإحياء ذكري القدس، حيث سيتجمع عدد من أعضاء الحركات الثورية في بورسعيد بميدان المسلة وسيرفعون أعلام فلسطين وسيكون هناك عدد من الأغاني ذات التراث النضالي التي تعيد إلي الأذهان ذاكرة الانتفاضة الفلسطينية للعودة بذاكرة الأهالي لأيام النضال من أجل قضية القدس. هذا وقد أكد عدد من نشطاء محافظة الإسماعيلية علي أهمية اليوم في توطيد دور مصر الريادي عقب ثورة يونيو، فقال الناشط "إبراهيم الهادي" إن جماعة الإخوان المسلمين ظلت تتاجر بقضية القدس لما يفوق ال50عاما، وحينما يأتي هذا اليوم يهتمون بقضاياهم وانتخاباتهم وصراعاتهم علي السلطة متناسين قضية القدس، لكن سيظل تحرير القدس هو هدف المصريين الأول ولهذا ستكون كل ميادين مصر ممتلئة من أجل دعم قضية القدس". ويضيف "محمود سمير" أن ميادين الإسماعيلية ستكون علي قلب واحد لدعم قضية القدس في اليوم العالمي، حيث يري أن القدس هي سبب سقوط الأنظمة المتعاقبة علي مصر لأن الشعب المصري لن ينفصل عن قضية فلسطين وحينما قصر مبارك في دعم القضية انتفضت الجماهير ضده، وحينما شعر المصريون بأن نظام الإخوان كان يتاجر بقضية فلسطين أسقطوه أيضا، ولهذا علي الحكومة المصرية دعم القضية المهمة". وفي شمال سيناء، أعلن نشطاء سيناء عن تنظيم فعالية خاصة ليوم القدس في ميادين الثورة للتأكيد علي أن ثورة مصر سيكون هدفها الأول تحرير القدس، حيث يقول "محمد علي" ناشط سيناوي، إنه ينتظر أن يرى جموع المصريين تتحرك منتصرة من ميدان التحرير متجهة نحو فلسطين للمشاركة في تحرير القدس، حينها ستكون الثورة انتصرت بالفعل، ويؤكد أن الحكومة الصهيونية تحاول إغراء الفلسطينيين بعدد من التسهيلات في رمضان، لكن أهل فلسطين يرفضون التعامل معهم نهائيا، مما يجبر المصريين علي دعمهم في اليوم العالمي للقدس وفي كل الأيام الأخرى. وعلي النقيض لم تعلن جماعة الإخوان عن تنظيم أي فعاليات في الجمعة الأخيرة من رمضان إلا مسيرات رفض الانقلاب، كما قال" أحمد حداد" أحد المشاركين في اعتصام مسجد حمزة بالسويس إن القدس ستتحرر عقب نجاح المصريين في الحفاظ علي شرعيتهم وانتصارهم في الحرب المعلنة علي الإسلام في مصر، كما رفض فكرة اليوم العالمي للقدس،- علي حد قوله- القدس لا تحتاج يوم لمناصرة قضيتها، فالقدس موجودة في داخل قلب كل مسلم، كما أن هذا اليوم هو بدعة إيرانية لهذا مرفوض المشاركة في هذه الفعاليات. ورغم اختلاف ميادين القناة وسيناء وطبيعة أهالي كل محافظة إلا أنهم اتفقوا جميعا علي مناصرة قضية القدس في يومها العالمي واعتبار قضية القدس هي خط فاصل من أجله خرجت ثورات المصريين ولن يقبل بعد هذا اليوم أي تهاون في قضية فلسطين. أخبار مصر- البديل