ركزت الصحف الأوروبية اليوم على زيارة مفوضة السياسة الخارجية عن الاتحاد الأوربي "كاترين أشتون" إلى مصر ودورها كممثلة للاتحاد الأوروبي في حل هذه الأزمة. نبدأ من الصحيفة الفرنسية " لو بوا " والتي عنونت مقالها " أشتون في القاهرة، ولكن ليس هناك تقدما في الأزمة"، مشيرة إلى أن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية في القاهرة أجرت لقاءات مع ممثلين عن تيار الإخوان المسلمين وممثلين عن السلطة الحالية ولكن لم يتم التوصل إلى حل لهذه الأزمة بين الطرفين، في إشارة إلى الدور الهزيل للاتحاد الأوروبي في مصر خاصة بعد ثورة يناير 2011. ومن جانبها، أيدت صحيفة "لو ديفوار" نفس وجهة نظر صحيفة "لو بوا" موضحة أن المفوضة الأوربية كاترين أشتون التقت بالرئيس المخلوع محمد مرسي، لكن هذه الزيارة لن تحقق مخرجا للأزمة القائمة حيث لا يتوقف الطرفين عن التصعيد. أما صحيفة "لا ليبر" البلجيكية، فترى أن الاتحاد الأوروبي يحاول أن يلعب دور الوسيط في هذه الأزمة، محاولا أن يقيم علاقات قوية مع مصر خاصة مع التراجع في السياسة الخارجية معها خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن أشتون ذهبت إلى القاهرة دون أن يكون في يديها أي خطة للخروج من هذه الأزمة، لكنها ترغب في أن تكون وسيط لدعوة الطرفين المتنازعين في مصر للحوار والعودة للوفاق. وعلى جانب آخر، تشير صحيفة "لا ليبراسيو" الفرنسية إلى أن الاتحاد الأوروبي يحاول أن يكون له كلمته في الأزمة التي تعاني منها مصر في الوقت الحالي، موضحة أنه منذ إقالة الرئيس مرسي والاتحاد الأوروبي يحاول أن يكون ضمن المشهد السياسي المصري. وتشير الصحيفة الفرنسية أن كاترين أشتون المتهمة بأنها السبب في التراجع السياسي للاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية، تحاول أن تتخذ موقفا صارما في مصر عن طريق دعم الدبلوماسية الفرنسية لها عقب إعلان فرنسا عن طلبها بضرورة إطلاق سراح الرئيس محمد مرسي. وتختتم الصحيفة بالقول إنه من خلال الزيارة الثانية لأشتون إلى القاهرة خلال اسبوعين فقط، فإن الاتحاد الأوروبي يحاول أن يكون الطرف الخارجي الأول والمحاور الرئيسي بين الأطراف المصرية المتنازعة. أما عن الصحف الألمانية، فتناولت هذه الزيارة من وجهة نظر متشائمة حيث أنها ترى أن أشتون لن تغير من شيء على الأرض في هذه الأزمة. فقد أوضح الموقع الإخباري " دوتش وول " أن الغرب أصبح أمام أزمة حقيقية في مصر، فلا يعرف مع من يجب أن يقف، مع الإخوان المسلمين أم مع الجيش. وأوضح الموقع المذكور أن الدبلوماسية الأوروبية في موقف حرج تجاه الأزمة في مصر، فصمت الاتحاد الاوروبي عن الأزمة خلال العام الماضي بما فيها انحراف مرسي عن الديمقراطية وكذلك تدخل الجيش ضد مرسي يجعل من أن موقف الاتحاد الأوربي لن يؤثر كثيرا خلال الأزمة الآن. ومن جانبها، أوضحت صحيفة " فرانكفورتر الماني زيتونج " أن كاترين أشتون وسيط جيد ولكن ليس فعال كما هو متوقع، مشيرة إلى أنه باعتبار أن أشتون هي الشخص الوحيد خارج الجيش المصري الذي التقى مع الرئيس مرسي، فإن هذا يجعل منها وسيط جيد. وتوضح الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي مضطر ان يتخذ دور الوسيط بين الإخوان المسلمين والسلطة القائمة، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يضغط على أي من الأطراف حتى لا يعطي انطباعا بانه يتدخل في الشئون الداخلية لمصر، وهذا ما يجعل الوساطة الأوروبية غير فعالة.