اندلعت مساء أمس الأحد الاشتباكات مجددًا بين أنصار "المعزول" وعدد من شباب الحركات الثورية وأهالي السويس، واستمرت الاشتباكات حتى الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، تاركة خلفها حصادًا من المصابين والجرحى بلغ 75 شخصا، بينهم 30 مصابا بالخرطوش، و4 إصابات مباشرة في العين. بدأت المصادمات بمرور مسيرة لأنصار المعزول بشارع الشهداء، وتحديدا بميدان الأربعين، حيث يتواجد المؤيدون لشرعية الشعب وحده، الرافضون لفشل وفوضى الإخوان، ورفع أنصار المعزول صوره مرددين هتافات معادية لشباب "تمرد" وللفريق عبد الفتاح السيسي – القائد العام للقوات المسلحة – وزير الدفاع والإنتاج الحربي، كما رددوا عددا من الهتافات المعادية لأقباط مصر، الأمر الذي تسبب في غضب أصحاب المحال التجارية في "الأربعين" وكذلك الناشطين المتواجدين، فبدأت المشادات الكلامية بين الجانبين، وسرعان ما تطورت إلى اشتباكات بالألعاب النارية والأسلحة البيضاء. وقد غابت عن المشهد قوات الشرطة والجيش، بينما ظلت 6 من سيارات الإسعاف تتناوب في نقل المصابين من منطقة الاشتباك إلى مستشفي السويس العام، كما توقفت سيارتا إسعاف بميدان الأربعين للطوارئ، وقد وصلت الإصابات إلي 75 إصابة، بينهم طفلين وسيدة و4 حالات تم نقلها إلى مستشفي بالزقازيق لإصابتها إصابات مباشرة في العين. وأكد مصدر طبي من داخل مستشفى السويس العام، أن عددا من الأطباء المنتمين لجماعة الإخوان غادر المستشفى رغم إعلان حالة الطوارئ، على رأسهم محمد سعد خليفة – الطبيب المناوب، وابن سعد خليفة – العضو السابق بمجلس الشعب عن جماعة الإخوان. وإزاء هذا الهروب للأطباء "الإخوان" من أداء الواجب تجاه المصابين، سارع شباب الحركات الثورية بمخاطبة الأهالي ومطالبتهم بالتوجه إلى المستشفى للتبرع بالدم والمساهمة في إسعاف المصابين، كما طالبوا في الوقت نفسه كل متضرر بتحرير المحاضر اللازمة ضد المحرضين على العنف وهم المهندس أحمد محمود - أمين حزب الحرية والعدالة بالسويس، والشيخ علاء سعيد، والشيخ سيد سالم - أحد شيوخ قبائل العرب. وقالت ياسمين سمير - من أهالي ميدان الترعة الذي شهد جانبا من الاشتباكات أثناء الكر والفر: "جماعة الإخوان تعمدت قتلنا عن طريق قنابل الغاز ذات الرائحة الغريبة التي أطلقوها بشكل مبالغ فيه، مما تسبب في إصابة عدد كبير من أهالي المنطقة بالاختناق، كما أن طلقات الرصاص كانت تطلق بشكل مرعب ومخيف دون توقف في الساعات الأولي من صباح أمس الاثنين، حيث استخدم الإخوان أسلحة بيضاء هجموا بها على بعض معارضي المعزول، كما استخدموا أسلحة الخرطوش، قبل أن يتصدي لهم بعض أهالي المنطقة وشباب الثورة بالسويس". وأضافت أنه أثناء الاشتباكات، وصلت مسيرة أخرى من مسجد حمزة بالسويس "مقر اعتصام مؤيدي للمعزول" وحينها بدأ صوت إطلاق الرصاص الآلي وقنابل الغاز الجديدة يتزايد بشكل مبالغ فيه، كما رددوا هتافات تحمل طابع تكفيري حيث وصفوا كل من يعارضهم ب "العملاء، وبلطجية الداخلية، والعلمانيين الكفار". من جانبها، نشرت الصفحات الرسمية التابعة لحزبي الوسط والإخوان المسلمين عددا من الأخبار التي تروج لاتهام وزارة الداخلية والجيش الثالث الميداني وأعضاء حملة تمرد بتأجير عدد من البلطجية الذين تعمدوا الهجوم بالأسلحة على مسيرة الإخوان السلمية.