يحتفل الأطفال برمضان في كافة أنحاء مصر بالصواريخ والألعاب النارية، ولكن في شمال سيناء طلقات ال "آر بي جيه" تنطلق في كل وقت لا تفرق بين شهر رمضان أو غيره.. بين ساعة إفطار أو سحور، فقط ما يهم أن تسيل الدماء البريئة لتروي ظمأ جماعات مسلحة متعطشة لمنصب أو سلطة أو إنهاك جيش مصر؛ لخدمة مصالح أجنبية أخرى، والنتيجة واحدة لا تزال الدماء تسيل. فقد شهدت محافظة شمال سيناء ليلة دموية وصفها أهالي العريش بيوم "الأحد الدامي"، حيث شهد أمس أقوى هجوم منظم على كافة النقاط الأمنية في سيناء منذ نهاية عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. بدأ مسلسل هجمات "الأحد الدامي" في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد بهجوم على كمين "الخروبة" وكمين آخر بمنطقة الصفا برفح دون وقوع إصابات، حيث أطلق المسلحون عددًا من الطلقات، وفروا هاربين مع دخول قوات الجيش في تبادل إطلاق نيران معهم. وشدد المسلحون هجومهم بوحشية مع عصر أمس، فبادروا بثلاث هجمات متزامنة أسفرت عن استشهاد ثلاثة جنود صائمين، وهم إسلام محمد السيد، وأيمن حسن محمد، وفادي علي منتصر، حيث هاجم المسلحون مبنى الرقابة الإدارية، وقتلوا الأول بطلق ناري في الرأس، وهاجموا قسم العريش ومبنى الإذاعة في شمال سيناء. وشهدت الساعات الأخيرة من يوم الأحد وبداية يوم الاثنين ساعة الصفر لتوجيه هجمات متعددة على النقاط الأمنية في سيناء في وقت متزامن، حيث استخدم المسلحون ال "آر بي جيه" و"الجراد" و "الجرينوف" والأسلحة الآلية المتعددة. وهاجم المسلحون معسكر الأمن المركزي في منطقة الأحراش وقوات الأمن أمام البنك الأهلي ومنطقة المالح والخروبة وكمين أبو طويلة وكمين الريسة ونادي ضباط الشرطة؛ مما تسبب في مقتل 8 أشخاص بينهم 4 مدنيين وإصابة 9 آخرين، بينهم وليد إسماعيل موظف بوزارة الثقافة، والذي لقي مصرعه في تبادل إطلاق النار أمام قسم ثانٍ العريش، كما استشهد مساء أمس كل من المجند محمد مصطفى عبد الله والمواطن محمد سليمان صالح وشخصين مجهولين. وعبر أهالي شمال سيناء عن غضبهم من الهجمات الإرهابية المتكررة، حيث يقول عبد الله سعيد أحد النشطاء السياسين بشمال سيناء "الدماء عندنا أصبحت كالماء والهواء، فما معنى أن تقوم بعزومة ضيف على الإفطار وبصاروخ طائش يتم قتلكما معا؟ وما معني أن تسير بسيارتك في شوارع المدينة، فتجد من يفتح عليك النيران لتلقي مصرعك؟ وما معنى أن تجد عساكر وضباط الجيش مستهدفين أمامك في كل وقت؟ الموت أصبح في شمال سيناء عاديًّا، ويتحمل المسئولية من يدعم الإرهاب، وفتح أبواب سيناء للعناصر المسلحة؛ ليستقروا بها ويستخدموها الآن كذراع تعيدهم لسلطة مصر"، وفى النهاية يرى عبد الله أن قوات الجيش فرضت السيطرة على الوضع عقب عدة عمليات تطهيرية في جبل الحلال.