قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن حكومة "أوباما" أرسلت نائب وزير الخارجية "وليم بيرنز" إلى القاهرة هذا الأسبوع فى محاولة لتوضح للمصريين موقف الولاياتالمتحدة من الإطاحة بالحكومة المنتخبة للرئيس المعزول "محمد مرسى". وأضافت الصحيفة أن "بيرنز" ألقى رسالة واضحة مفادها أن الولاياتالمتحدة ستدعم عملية ديمقراطية منفتحة وشاملة ومتسامحة لاستعادة الحكومة المدنية، وعلى السلطات المصرية الكف عن الاعتقالات ذات الدوافع السياسية، ويجب أن يبدأ حوار بين جميع الأطراف والأحزاب السياسية، بمن فيها الإخوان المسلمين. وتابعت الصحيفة أن المشكلة – كما كانت عليه فى كثير من الأحيان خلال العامين الماضيين، هو أن قيادات الجيش المصرى يتجاهلون رسالة واشنطن، فالرئيس المعزول "محمد مرسى" وعلى الأقل 9 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والمئات من النشطاء مازالوا فى السجن الانفرادى على حد تعبير الجريدة، مشيرة إلى تقارير تفيد بأن النيابة سوف تدين الرئيس السابق بتهمة التجسس، الجريمة التى تحمل عقوبة الأعدام. ووصفت الصحيفة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" بالديكتاتور العسكرى الذى صعد إلى السلطة فى أعقاب ثورة 1952، وأن الفريق "السيسى" يتم تمجيده الآن فى وسائل الإعلام التى تديرها الدولة وحملات الملصقات كبطل قومى يضاهى "عبد الناصر". وقالت إن الحلفاء المدنيين للجيش لم يعدوا يستجيبوا لواشنطن، فقيادات حركة تمرد رفضت لقاء "بيرنز"، واستشهد احدهم بسبب دعم الولاياتالمتحدة للكيان الصهيونى، وهو العبارة التى يشير بها العرب الرافضين الاعتراف بالدولة اليهودية لإسرائيل. وترى الصحيفة أن هذا الانهيار فى هيبة الولاياتالمتحدة ونفوذها فى القاهرة هو جزء من نتيحة الكراهية المتزايدة للأجانب والتى تغذيها جميع الأحزاب المصرية، ولكنه أيضا يعكس عثرات إدارة "أوباما" التى فشلت مرارا على مدار عامين فى التحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان، وعن استخدام النفوذ ال1.3 مليار دولار من المساعدات الأمريكية السنوية، ورغم أن القانون يمنع تقديم مساعدات فى الدول التى تحدث فيها انقلابات، إلا أن الإدارة الإمريكية رفضت تسمية ما حدث بالانقلاب، مع تسليم دفعة جديدة من المقاتلات "f 16 " للقوات المسلحة.