قالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إنه رغم أن إيران ترى أن إطاحة الجيش ب"محمد مرسى" المدعومة من الشعب بأنها غير مقبولة، إلا أن المحللين يعتقدون أن هذه الخطوة من غير المحتمل أن تؤثر على مستقبل العلاقات بين مصر وإيران. وجاء أول رد فعل رسمى من إيران بعد خمسة أيام من إبعاد "مرسى" بداية هذا الشهر عندما صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "عباس عراقجى" يوم 8 يوليو بأن تدخل القوات المسلحة المصرية فى الشئون السياسية أمر غير مقبول ومثير للقلق، وبعد يومين، وصفت الخارجية المصرية رد الفعل الإيرانى بأنه "تدخل غير مقبول"، مضيفة أن ذلك مبنى على سوء فهم إيرانى للتطورات الداخلية فى مصر. وقال المحللون إن إيران تبدو أنها أعادت النظر فى موقفها، واعتقدت أنها لا تريد إسناد علاقتها مع مصر حول قضية "مرسى"، الأمر الذى يتضح من البيان الأخير من وزير الخارجية الإيرانى "على أكبر صالحى" الذى حث فيه الجماعات السياسية المصرية على تعزيز الوحدة الوطنية، كما ذكرت الوكالة. وقال "صالحى" لنظيره المصرى "محمد كامل عمرو" فى مكالمة هاتفية الخميس الماضى "مصير مصر ينبغى أن تحدده الأمة نفسها، وأى قرار يتخذه الشعب يجب أن يحترمه الجميع" مضيفا أن الجمهورية الإسلامية سعت دائما وسوف تسعى لأفضل العلاقات مع مصر. وصرح السفير "محمد فرج"، المسئول السابق عن الشئون المصرية فى طهران للوكالة الصينية إنه لا يتوقع أن تؤثر الإطاحة ب"مرسى" بالسلب على التطبيع التدريجى للعلاقات المصرية-الإيرانية التى عانت قطيعة استمرت لثلاثة عقود. وأضاف فرج "لا أظن أن إزالة مرسى ستؤثر على العلاقات مع إيران، التى هى بالفعل فى حالة ركود لأسباب أخرى من بينها الموقف بشان الأزمة السورية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين لم تشهد هذا التطور الكبير فى عهد "مرسى" و "نجاد" باستثناء تبادل الزيارات الدبلوماسية، وأنه على الرغم من أن الرئيس المنتخب حديثا فى إيران "حسن روحانى" معتدل مقارنة بسلفة، إلا أن سقوط نظام ذو توجهات سياسية لا تزال تعكر صفو روحانى. وكانت العلاقات بين مصر وإيران قد قطعت بعد توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، ولكن بعد ثورة 2011 التى أطاحت ب"حسنى مبارك"، ظهرت انفراجة فى العلاقات المصرية الإيرانية المتوترة. وبدأت العلاقات الثنائية فى إذابة الجليد بعد زيارة الرئيس المعزول "مرسى" لطهران أغسطس الماضى لحضور قمة حركة عدم الانحياز، والتى تبعتها زيارة الرئيس الإيرانى وقتها "محمود أحمدى نجاد" للقاهرة فبراير الماضى لحضور مؤتمر إسلامى، ولذا فإن الإطاحة ب"مرسى" فى حد ذاتها ليس من المرجح أن تؤثر على العلاقة بين البلدين.