قالت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور"، الأمريكية، اليوم، الأربعاء، إن الحكومة التركية شنت هجمات شرسة على الجيش المصري لعزلة للرئيس "محمد مرسي"، لما له من هز جذور القادة المنتمين لتيار الإسلام السياسي في أنقرة. وأوضحت الصحيفة أن الحزب الحاكم في تركيا استثمر الكثير من الأموال في مصر، منذ تولي "مرسي" منصبه الرئاسي، وقدمت أنقرة الدعم والقروض وصفقات تجارية بقيمة 2 مليار دولار، مضيفة أن تلك المساعدات كانت نتيجة الأيدولوجية المتشابهة ودليل على شعبية الإسلام السياسي في البلدين. وانتقد رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بشدة عزل "مرسي" كما لو أنه كان يستهدف حزبه "العدالة والتنمية" والذي واجه أسلافه ذوي الميول الإسلامية فى تركيا العديد من الانقلابات العسكرية، وأصبح وحيدا تقريبا. وتعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت بتقديم 12 مليار دولار كمساعدات لنظام ما بعد "مرسي" على الرغم من أن قطر، والتي تعتبر دولة أخرى من أغني دول الخليج والمؤيد القوي لمرسي، لا تزال صامتة نسبيا. وقال "أردوغان": "الانقلابات العسكرية عدوة للديمقراطية"، وأضاف:"لا نحترم أولئك الذين لا يحترمون إرادة الشعوب لأننا دفعنا ثمنا كبيرا، ولا نريد أخواننا في مصر أن يدفعوا نفس الثمن". ويقول" مصطفى أكيول" محلل سياسي وكاتب صحفي بجريدة "حرييت التركية "إن الكثير من الأتراك الآن يقرأون مصر بوجهة نظر تركية، حيث أن أردوغان وحزبه يؤيدون مرسي بقوة، في الوقت الذي يقول فيه معارضوه انظر، إن الأخطاء التي قام بها مرسي في مصر هي نفس الأخطاء التي تقومون بها هنا، فانظر ماذا حدث؟". وذكرت الصحيفة الأمريكية أن معارضي "أردوغان" خرجوا بالآلاف، إلى الشوارع للاعتراض على سياسته، ولكنه رفض الحوار متمسكا بالشرعية والصناديق التي أتت به إلى الحكم رغم حصوله على نسبة ضئيلة، وبالمثل، فاز "مرسي" بأغلبية ضئيلة 51%، واهتم فقط بجماعة الإخوان المسلمين وأجندته الإسلامية الخاصة بمصر، رغم أن المعسكر العلماني هو الذي لعب دورا حاسما في إسقاط الديكتاتور "حسني مبارك" فى 2011 .