تتكاثر التناقضات بين المسموح والممنوع خلف قضبان معتقل جوانتانامو الأمريكي، على الرغم من وجود عامل يوحد جميع المتعقلين، وهو خضوعهم للتعذيب بتهمة أو بدونها. وأشار موريس ديفس، المدعي العام السابق لقضايا محاكمات الإرهاب في جوانتانامو، أمس إلى التناقضات العاصفة بالسياسة الأمريكية قائلا لقناة "روسيا اليوم" الناطقة بالإنجليزية: " كان من المثير للسخرية أن يأخذ الرئيس أوباما ابنتيه لزيارة الزنزانة التي كان يتواجد فيها مانديلا في جنوب إفريقيا، إن هذه الزنزانة هي التي أمضى فيها 18 عاما في سجن على جزيرة، بينما لدى أوباما سجن على جزيرة في كوبا حيث يسجن أناس على مدى 11 ونصف سنة، إنه نفاق أن نشجب واحدا وندعم آخر". أما مارك ماسون خبير الأنثروبولوجيا فقال: "إننا نرى 166 شخصا مسجونا، وهذا بعد إقرار براءة أكثر من نصفهم، ومن حقهم أن يسيروا اليوم في الشوارع وهم أحرار!". وأضاف: "إنني عاجز عن وصف بعض الظروف المروعة وسوء التعامل والإهانات التي تحدث عنها بعض المسجونين، وقد تم تجريدهم من الملابس وأرغموا على الوقوف في غرف باردة لساعات وهم عراة". وفي حديث لقناة "روسيا اليوم" الناطقة بالإنجليزية كشف مارات قرناز أحد المعتقلين السابقين في سجن جوانتانامو عن أنه تعرض للعديد من أشكال التعذيب، وكان شاهد عيان أعمال ارتكبت ضد سجناء آخرين باستخدام أشكال متنوعة من التعذيب. وأوضح أن "السبب الوحيد لنقلنا إلى سجن جوانتانامو هو انتهاك حقوق الإنسان خلافا لسجون الولاياتالمتحدة الأخرى"، وأضاف قرناز بشأن الإضراب عن الطعام الذي بدأه المعتقلون في شهرفبراير الماضي: "أعتقد أن الأسباب عديدة، لكن أهمها هو الحالة المأساوية التي يعيشها المعتقلون، إنهم يريدون أن تطرح قضاياهم في المحاكم وتحفظ حقوقهم"، وقال أيضا "رأيت أطفالا أعمارهم بين 9 و12 عاما داخل المعتقل.