بعد أن اجتازت بلادنا الحبيبة أيام صعبة وكما هو المعتاد دوما والمنتظر من القوات المسلحة المصرية كان انحيازها لصوت الجماهير والشعب وارادة الأمة .. كما اعتدنا عليها منذ عهد الفراعنة منحازة لأمن مصر وشعبها دوما منذ عهد أحمس وبسماتيك الأول .. وهي التي انطلقت في العصر الحديث تؤمن أرض الوطن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في عهد محمد علي واسماعيل ... وهي التي عبّرت عن إرادة الأمة وخرجت لتحقيق استقلالها وحريتها في 23 يوليو 1952 وهي التي عَبرت بنا عبور العزة في أكتوبر المجيد 1973 وهي التي انحازت لصوت الأمة ونداء الوطن في ثورة 25 يناير وها هي الآن تقوم بواجبها المنوط بها .. قامت القوات المسلحة بواجبها .. وعلينا كإعلام ان نقوم بواجبنا ويتحتم علينا في هذا الوقت والمخاض العسر الذي تمر به مصرنا أن نتعهد أمام القاريء كعهده بنا دائما صوتاً للمستضعفين وأن لا نكون بوقا إعلاميا يهتف باسم الحاكم ويمجده وانما نحن على عهدنا كما اعتدنا واعتاد قارئنا لا نسيئ للنظام ولا نهينه ولا نضعفه وإنما نوجهه ونرشده ونطرح له المسار .. نشكره إن أحسن ونرشده بنقد بناء وموضوعي ومهني إن أساء .. كما كان عهدنا طوال العام المنصرم.. لم نبتذل ولم ننافق .. انتقدنا النقد البناء وحاولنا تقديم الحلول البديلة ورفضنا حين كان الرفض واجبا يحتمه عليه ضميرنا .. لم نركض وراء الأصوات العالية وننساق خلف المنساقين .. رؤيتنا الثابتة والواضحة تجعلنا نقيم كل الأمور ابتعاداً عن الهوى والميول الشخصية .. صوت شباب الثورة المصرية والمتمردين الشرفاء هم غايتنا .. نحن صوت المستضعفين ولسنا صوتا لأحد غيرهم نحرس أحلامهم وآمالهم ونعبر عنها وننقلها ونقدم الحلول.. ونحن شباب الثورة و نبضها وصوت صناعها. لا نمحو أخطاء عهد بخطيئة عهد سبقه .. فنظام مبارك بكل رموزه هو عدو الثورة الأساسي تماما كما انتفض الشعب ضد نظام اقصائي تابع في 30 يونيو .. ننقل بكل قوة صوت الثورة والشرفاء الذين ثاروا ضد نظام مبارك ونظام مرسي وليس أحدهما دون الآخر ولدينا رؤية ثابتة منذ 25 يناير لم تتبدل ولم تتغير .. ونعبر عنهم لا عن رغبة من يديرون البلاد .. قضيتنا المركزية هي رفض التبعية ومحاربة الرأسمالية المتوحشة والقطبية والكيان الصهيوني الغاصب وعين حارسة لمنع أي عودة للتبعية والظلم والإستبداد .. وتسليط الضوء على أي نظام تابع غير مستقل الإرادة وكشفه .. وقد اتضح ذلك جليا حين انتفض الشعب كله ضد نظام مرسي بعد اندماجه في التبعية وتقديمه التنازلات لقوى القطبية والهيمنة من أجل مصلحته .. تماما كمبارك .. وإن اختلفت الوسائل والمبررات .. فالبديل صوت المستضعفين صوت الهوية المصرية الأصيل المتمثلة في الخط الأزهري وتاريخ مصر المجيد الضارب في القدم وعبائته التي تتسع للجميع و منبر جميع قوي التحرر من قيد التبعية والهيمنة علي مقدرات هذا الوطن . نحن نعلي من شأن أي صوت يرفع من شأن هوية بلادنا واستقلالية ثقافتنا ويحارب أي ثقافة غريبة أو متطرفة أو تكفيرية تُزرع في بلادنا .. فكل أبناء الوطن مصريين ولنخرج من القضايا الجزئية والصراعات بين التيارات المتصارعة على الكرسي ونعلو برؤية تنظر فقط لصالح الوطن واستقلال ارادته وشموخه . * رئيس مجلس ادارة مؤسسة التقدم للصحافة والإعلان والإعلام