ذكر مركز أخبار السودان اليوم، أن الرئيس السوداني عمر البشير توجه إلى العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، اليوم للمشاركة في قمة قضايا الغذاء ومكافحة الجوع، فيما يخاطب الزعيم المعارض الصادق المهدي اليوم حشدا جماهيريا من أنصاره الذين ينظمون اعتصاما يستهدف إجبار حكومة الخرطوم على التنحي. وفي الوقت ذاته، أعاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم النزاع السوداني المصري على "مثلث حلايب" الحدودي لدائرة الأحداث، بعد تصريحات لمسئول العلاقات الخارجية بالحزب من الصين، بإصرار حزبه على سودانية المنطقة المتنازعة. وقال مركز الأخبار إن الرئيس السوداني عمر البشير غادر إلى العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" الأحد، على رأس وفد السودان المكون من وزير الرئاسة بكري حسن صالح، ووزير الخارجية علي كرتي، ووزير الزراعة عبد الحليم المتعافي، للمشاركة في "القمة الإفريقية العالمية لمكافحة الجوع"، والتي تستمر لمدة يومين ابتداء من اليوم. وحسب وكالة الأنباء الرسمية "سونا" تتناول القمة قضايا الغذاء ومكافحة الفقر، ويتوقع أن يقدم السودان ورقة حول دوره في تحقيق الأمن الغذائي على المستويين الداخلي والقاري، وشرح إمكاناته في الزراعة والثروة الحيوانية. وأضاف الموقع أن أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور أعاد تصريحاته في "الصين"، بشأن النزاع الحدودي مع مصر على مثلث "حلايب"، القضية إلى دائرة الأحداث مجددا، عقب استشراء جدل بين معارضي الخرطوم عن تخليها عن سيادتها على "مثلث حلايب"، الذي سيطر عليه الجيش المصري منذ عام 1995، عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية. وظلت حكومة الخرطوم طوال تلك الفترة صامتة عن موضوعة السيادة على مثلث حلايب، واكتفت بشأن الأسئلة حولها، بالقول إن المنطقة يمكن أن تكون منطقة "تكامل" بين الدولتين، وبعد وصول الإسلاميين إلى الحكم في مصر تغيرت لهجة الخرطوم إلى القول بأن مصر تعيش لحظات حرجة، ولن تشغلها الخرطوم بموضوع حلايب. وأفاد الموقع أن مساعد الرئيس البشير، موسى محمد أحمد، قد قال في تصريحات صحافية أثناء زيارة الرئيس محمد مرسي للسودان في أبريل الماضي، إن الأخير وعده بإعادة الأوضاع بشأن المثلث المتنازع عليه إلى وضعها عام 1995 قبيل استيلاء الجيش المصري عليها، بيد أن الرئاسة المصرية نفت أن يكون الرئيس محمد مرسي قد تقدم بمثل ذلك الوعد، ردا على حملة إعلامية وسياسية شنها الإعلام المصري وسياسيون مصريون، زعموا فيها أن الرئيس مرسي تخلى عن السيادة على "أرض مصرية"، وتردد على نحو واسع في وسائل الإعلام المصرية شعار"حلايب مصرية". وكان وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية قد قال ل"الشرق الأوسط" في وقت سابق إن حكومته لم تطلب من مصر سوى إعادة الأوضاع في حلايب لما كانت عليه قبل عام 1995، بيد أن التصريحات التي نسبتها "شروق نت" شبه الحكومية، إلى المسئول الحزبي البارز غندور، نقلت النزاع الحدودي إلى مرحلة جديدة، باعتبارها أقوى احتجاج على وضع حلايب، وأوضحت موقف للخرطوم من الملف. ونفى غندور أن تكون حكومته قد ساومت مصر بالموقف من"سد النهضة الإثيوبي"، مقابل التنازل عن حلايب، وقال "علاقاتنا مع مصر وإثيوبيا استراتيجية، والسودان لا يساوم هذه بتلك، فحلايب ستظل سودانية، مثلها مثل غيرها من حدودنا التي لن نفرط فيها، ونحن لا نساوم في علاقتنا مع الأشقاء باسترداد هذه، أو إعطاء هذه، فالمساومة في الأرض غير واردة، وأيضا المساومة في العلاقات مع الدول الشقيقة غير ممكنة.